دراسة: النشاط البدني صباحا يخفّف أضرار النوم السيئ
بعد ليلة مؤرقة ونوم مضطرب، قد لا تكون ممارسة النشاط البدني فكرة مغرية، إلا أن دراسة علمية أثبتت أن الرياضة مفيدة جدا لتخفيف الأضرار الصحية الناجمة عن قلة النوم.
في تقرير نشرته صحيفة “ذا تايمز” (The Times) البريطانية، تقول الكاتبة كات لاي إن مجموعة من الباحثين وجدوا بعد دراسة استمرت 11 عاما أن الكهول الذين يمارسون نشاطا بدنيا بالمعدل الموصى به أسبوعيا أو أكثر، أقل عرضة للأضرار الصحية الخطيرة المرتبطة بالنوم السيئ.
ليس من بينها التمارين الرياضية الشاقة.. 5 حيل يتبعها اليابانيون لخسارة الوزن
وتوصلّت الدراسة إلى أن المشاركين الذين يبلغ متوسط أعمارهم 55 عاما، والذين كانت جودة نومهم رديئة مع عدم ممارسة الرياضة بانتظام، أكثر عرضة للوفاة بنسبة 57%، مقارنة بأولئك الذين سجلوا مستويات أفضل في النشاط البدني وجودة النوم.
وفي نتائجها التي نُشرت عبر الإنترنت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، وجدت الدراسة أن أولئك الذين يعانون من تدني جودة النوم أكثر عرضة بنسبة 67% للوفاة جراء النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، وللوفاة بمرض السرطان بنسبة 45%.
النشاط البدني يقلل الأضرار
وأكدت الدراسة أن “مستويات النشاط البدني التي تعادل أو تتجاوز الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية، كانت كافية للتخلص من معظم المخاطر الصحية التي تؤدي لزيادة احتمالات الوفاة جراء قلة النوم”.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بممارسة الرياضة بحد أدنى 150 دقيقة من النشاط البدني معتدل الشدة أسبوعيا، مثل المشي السريع، أو 75 دقيقة من النشاطات البدنية الأكثر شدة، مثل الجري أو ركوب الدراجات.
وقد أوضح البروفيسور مارك هامر، أحد الباحثين المشاركين في تأليف الدراسة، أن “النشاط البدني المنتظم يمكن أن يقلص الآثار السلبية للفترات الطويلة من قلة النوم على مدى عدة أشهر أو أعوام”.
أشرف على الدراسة مركز بيانات “يوكي بيوبانك”، حيث سجل أكثر من 380 ألف مشارك مستويات نشاطهم البدني، ومُنحوا تقييما يتراوح بين صفر و5 درجات لجودة النوم، مع أخذ عدة عوامل بعين الاعتبار، مثل فترة النوم المحبذة، وعدد ساعات النوم، ومستويات الأرق والشخير.
تفسير النتائج
وقد لاحظ الباحثون قواسم مشتركة بين المشاركين الذي حصلوا على أعلى الدرجات، حيث كانوا من الإناث الأصغر سنا والأقل وزنا والأفضل من حيث مستوى المعيشة، وممن يتناولون كميات أكبر من الفاكهة والخضروات، ويقضون أوقاتا أقل جلوسا، ولا يعانون من مشكلات نفسية، ولم يدخنوا أبدا، ولم يعملوا بنظام المناوبة، كما أنهم أكثر ممارسة للأنشطة البدنية.
وتوضح الكاتبة أن الدراسة لا تقدم الأسباب الدقيقة وراء هذه النتائج باعتبارها دراسة رصدية، لكن البروفيسور هامر يؤكد أن هناك آليات بيولوجية قد تساعد على تفسير النتائج، ويقول في هذا السياق “لقلة النوم علاقة بالتأثيرات الأيضية مثل الاضطرابات في مستويات الغلوكوز. كما نعلم أن للنشاط البدني تأثيرات إيجابية على العديد من المسالك الأيضية، مثل الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري”.
كما قال فريق الباحثين الذي ضم علماء من جامعة سيدني الأسترالية، إن هناك ارتباطا بين مستويات النوم والانتظام في التمارين البدنية، لأن قضاء وقت أطول في النوم يقلل من الوقت المتاح لممارسة الرياضة.
النوم والصحة النفسية
وقد وجدت دراسة أخرى تم عرض نتائجها في مؤتمر علمي عقدته الجمعية البريطانية للتحليل النفسي مؤخرا، أن تحسين نوعية النوم يؤدي إلى تحسين الصحة النفسية. وتوصلت الدراسة التي تضمنت حوالي 65 اختبارا و8608 مشاركين، إلى أن النوم بشكل أفضل من شأنه أن يساعد في تخفيف مشاعر الاكتئاب والقلق والتوتر.
وقال المشرف على الدراسة، الدكتور أليكس سكوت من جامعة كيلي، “نعلم جميعا أن تدهور الصحة النفسية يمكن أن يؤدي إلى تدهور جودة النوم. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن العكس قد يكون صحيحا أيضا، فقلة النوم يمكن أن تؤدي بدورها إلى تدهور الصحة النفسية”.
الجزيرة