والكهرباء جات
(1 )
في العراق الذي تعرض لأسوأ حربين عبثيتين في نهاية القرن الماضي كانت الاولى مع ايران لمدة ثماني سنوات والثانية غزو الكويت 1990 ثم احتلال امريكي صريح في 2003 وشهد اكبر تحول سياسي في المنطقة من نظام حكم عروبي سني إلى نظام حكم شيعي موال لإيران وبعد ان كانت العراق صاحبة اكبر قاعدة علمية وصناعية وزراعية وعسكرية في الوطن العربي اصبحت (تجدع الكلب يارك) من الفقر ومن ضمن مفقودات البلاد المهمة الطاقة الكهربائية حيث انفخض انتاجها الي الثلثين وهنا قامت الدنيا ولم تقعد فكانت استقالة الوزير المسؤول الاسبوع الماضي وكان استدعاء رئيس الوزراء في البرلمان. الشاهد في الامر انه رغم حالة البلاد المزرية لم تتسامح في فقد ثلث طاقتها الكهربائية
(2 )
اها تعال شوف عندنا هنا في السودان رغم ان مجمل طاقتنا الكهربائية لايمكن مقارنته بما عليه الحال في العراق فقد فقدنا هذا العام نصف هذه الطاقة تقريبا ولكن لم يتعرض اي مسؤول لأي مساءلة ولم نسمع بلجنة تحقيق او محاسبة فكأنما أصبحنا (جضما معلم على الكفيت) ان كان لابد من الترجمة فهي لقد اصبحنا خدا تعود على تلقي الصفعات . نعم الكهرباء عندنا لاتغطي كل السودان . نعم ان معظم انتاج الكهرباء يذهب للقطاع السكني وليس الانتاجي . نعم انقطاع الكهرباء عندنا عادة ملازمة لوجودها فمنذ ايام النميري غنى اطفال بلادنا (الكهرباء جات املوا الباقات يا جعفر) وفي اول سنوات الانقاذ كانت الكهرباء تصرف لمباريات المونديال مما جعل ربات البيوت يتمنين زمنا اضافيا لكل المباريات لإكمال غسيل الملابس ولكن مع ذلك اكاد اجزم بأن بلادنا لم تشهد تدنيا في انتاج الكهرباء مثلما هو حادث الآن من حيث طول المدة التي تجازوت العام ومن حيث الانقطاع في اليوم الواحد حيث تجاوزت ساعاته نصف اليوم
(3 )
لن نطالب بالمستحيل ونقول اوقفوا قطع التيار الكهربائي فورا لاننا نرى الاشياء امامنا بالعين المجردة ولكننا نطالب بأن تتحرك الدولة ممثلة في الحكومة نحو الموضوع لكي تثبت وجودها فخلال ربع القرن الماضي لم تصل حالة الكهرباء ما وصلته هذا العام فما الذي حدث ؟ هل هناك نقص في المياه فيما يتعلق بالتوليد المائي ؟ ولماذا حدث هذا النقص؟ هل هناك نقص في الوقود فيما يتعلق بالتوليد الحراري ولماذا حدث هذا النقص ونحن نتشدق بأننا طبعنا علاقاتنا مع العالم ؟ هل هناك عمل تخريبي؟ ومن من ؟ هل هناك سوء ادارة؟ ولماذا ؟ هل هناك تشريد للكفاءات؟ ولماذا ؟ الاسئلة تترى وتركض باحثة عن اجابة . نعم لقد تكيف الناس جزئيا مع القطع المبرمج ولكنه تكيف غالي الثمن فقد اصبحت بعض دواوين الدولة تعمل يوما بعد يوم تمشيا مع وجود التيار الكهربائي فهل هناك تسيب اكثر من هذا ؟ نحن لسنا بصدد حصر الخسائر المادية الرهيبة الناجمة عن تذبذب او بالاحرى انعدام التيار الكهربائي فهذا امر معلوم بالضرورة ولكن مع ذلك لابد للحكومة من أن تعيره اهتمامها . ما ندعو اليه هو أن تعتبر الحكومة ما جرى وما يجري في قطاع الكهرباء كارثة حقيقية لابد من سبر غورها والإحاطة بها حتى ولو كانت ناتجة من ظرف موضوعي لا يد لبشر فيه كحدوث زلزال او انفجار بركان ونحن ما جابين خبر لكي يمكن التفكير في تلافيه مستقبلا، فيا حكومتنا السنية اشعرينا بوجودك وحققي في الامر.
عبد الطيف البوني
صحيفة السوداني
الأزمه ازمة ضمير
الله ينقى السرائر بغير ما بين نفسونا وعلينا تهل البشائر
وطن مجروح دمو ينزف عميق فى احشاهو غائر
بلدنا الخير فيهو راقد متمسح زي ما هو داير
الفقر حشاه سودانا البلد عدمانة ضمائر