ضياء الدين بلال

ضياء الدين بلال يكتب: مسؤوليّة من..؟!


العين الثالثة
ضياء الدين بلال
في فترةٍ زمنيةٍ وجيزةٍ، تَعرّضَت حكومة الفترة الانتقالية لنكساتٍ إعلاميةٍ لها مترتبات سياسية، ألحقت ضَرَرَاً بالِغاً بصُورتها الذهنية.
خُذ أولاً:
موضوع احتفاء وزير الاستثمار بماكينة تصوير، أُهديت إليه من جهاز الأمن والمخابرات، على سبيل المُجاملة..!
المُترتب:
يظهر بُؤس اختيار الوزير للمَنصب، وانخفاض سَقف طُمُوحِه وتطلُّعاته إلى حَدٍّ مُهِنٍ بصُورة الدولة السُّودانية، لا الحكومة الانتقالية فقط..!
خُذ ثانياً:
ما حَدَثَ في تعيينات وزارة الخارجية من تجاوزٍ فاضحٍ لمعايير الاختيار، حيث تقدّم الرّاسبون على النّاجحين..!
المُترتب:
سيفقد الثقة في نزاهة معايير حكومة حمدوك في التعيين والتّوظيف على جميع المُستويات ..!
خُذ ثالثاً:
تَبرّعَ السيد مبارك أردول، لمهرجان تنصيب القائد مني أركو مناوي، حاكماً على إقليم دارفور، بطريقةٍ مُلتويةٍ وسَاذِجةٍ.
المُترتب:
سيؤكد استمرار الأساليب الفاسدة في التّعامُل مع المال العام، كأنّه مالٌ خاصٌ يَتَصَرّف به المسؤول كَيفَ يَشاء..!
خُذ رابعاً:
وضع الباشمهندس خالد عمر (سَفّة تُمبَاك)، أثناء منشط إعلامي منقول على الهواء عبر الفضائيات.
المُترتب:
يظهر المسؤول بصُورةٍ تُوضِّح عدم إدراكه لطبيعة موقعه الوظيفي، وما يتطلّبه من حَسَاسِيةٍ عاليةٍ في التعامُل مع الكاميرات.
ثُمّ ماذا بَعد؟!
من الطبيعي أن تكون هُنالك أخطاءٌ في إدارة الحكم أو المُمارسات العامّة.
لا تُوجد حكومة أو وزراء ومسؤولون، بلا أخطاءٍ وهَفَوَاتٍ.
المهم طبيعة هذه الأخطاء والهَفَوات، قد تُعطي مُؤشِّراً إلى ما هو أسوأ، وقد تكشف ما هو أخطر مِمّا حَدَثَ.
المَطلُوب:
فَرح واحتفاء وزارة الاستثمار، بكاميرا تصوير المُستندات، يستدعي مُراجعة عمل الوزارة، خُططها وبرامجها، وقياس سقف طُمُوحَاتها، وإعادة فحص السِّيرة الذاتية للوزير..!
تعيينات وزارة الخارجية، وما انكشف من تجاوزات خطيرة، يتطلّب التّحقيق والمُحاسبة، لا الاستئناف والمُراجعة والاعتذارات الخَجُولَة..!
تبرُّعات أردول لتنصيب مناوي، ليست مُؤشِّراً على فساد المسؤول المُتبرِّع.
هي دليلٌ على عدم توفر المعرفة الكافية لدى المسؤول بالإجراءات المالية والإدارية، وحدود الصلاحيات والاختصَاصَات.
فأردول لم يكن يدرك خطأ مَا يَفعل، والدليل على ذلك أنّ توجيهه الصّادر بكتابة الشيكات، تم في قروبٍ يضم عدداً كبيراً من المُوظّفين.
أما ما حَدَثَ من قِبل خالد عمر يتطلّب إخضاع الوزراء والمسؤولين لدورات مُكثّفة في التّعامُل أمام أجهزة الإعلام والاتيكيت والبروتوكول.
(…….)
دعكم من الدول الكبرى التي يتم فيها اختيار الوزراء بعنايةٍ فائقةٍ وفحصٍ دَقيقٍ وشَاملٍ للسِّيرة والمسيرة والمُؤهّلات.
في دول عربية قريبة، يتم إخضاع الوزراء الجُدد لدورات تَأهيليّةٍ وتَعريفيّةٍ مُكثّفةٍ لمدة ثلاثة أشهر، قبل الجلوس على مقعد الوزارة واستخدام القلم الأخضر.
في تلك الدّورات يتم تعريف الوزير بطبيعة الوزارة وملفاتها وما فعلهُ السّابقون، وما صعب عليهم، وطبيعة المشاكل والتّحديات.
في الجانب الآخر، يتم تأهيل الوزراء في جوانب البروتوكول والمراسم والتّعامُل مع أجهزة الإعلام والتّعريف بقوانين الخدمة العامة، الإدارية والمالية.
– أخِيراً –
للأسف كُلّ هذه الأخطاء، وفي هذه المُدّة القَصيرة، وبطبيعتها النّوعيّة، تقودنا إلى نقطة الابتداء.
تعيد التساؤل حول ، كفاءة الدكتور عبد الله حمدوك ومَقدرته في إدارة حكومة ناجحة، لإنجاز مهام عظام وتجاوز تحديات كُبرى وحَل مَشاكلَ مُعقّدة، في ظرف عصيب..!

صحيفة السوداني


‫6 تعليقات

  1. تصدق أول مرة أعرف خالد عمر شايل كيسو زيك يا أستاذ يعني طلع من ناس العماري الاصلي وسلطان الكيف.

  2. يا استاذ ضياء الدين … ماذكرته هذا لا يساوي واحد بالمائة من اخطاء المسؤولين في حكومة قحط ..
    اولا انسى اخطاء لجنة التمكين وما قاله وجدي صالح بعظمة لسانه انه بيجمع المعلومات من بيوت العزاء .. وان صيوانات العزاء سوف تنصب في كل بيت .. وصامولة صاموة ..دا وغيرها انساه الان ..
    اولا هل نسيتم كلام وزير الصحة اكرم والذي قال ان الماشية السودانية مصابة بحمى الوادي المتصدع ..والتي ادت لفقدان صادر الماشية للسعودية الى اليوم
    ثانيا هل نسيتم قول الوزرة هبة محمد عليو ومن قبلها ومن بعدها ان الهزينة فااااضية مما ادى لتدهور قيمة الجنيه السوداني الى اليوم ..
    نسيتو كلام وزير الجرادل ان مشكلة الخبز سوف تخل خلال ٣ اسابيع …والى اليوم لم تحل وقد مرت ثلاث سنوات ..
    هل نسيتم زغرودة وزيرة الخارحية المنصورة بنت المنصور في مصر ..وكلامها الدراب ..
    هل نسيتم طلب حمدوك لتدهل الامم المتحدة تحت البند السابع ..
    هل نسيتم وهل نسيتم كل اخطاء حكومة المواسير بهذه السرعة …وغيرها كتير ..
    اترك الفرصة لغيري ليذكر ما تذكر من متذكر

  3. والشيء الايجابي الذي لم تذكره هو إن كل هذه الممارسات الفاسدة و الخاطئة لم يتم التكتم عليها ومنع الكتابة عنها في الصحف من قِبَل (الرقابة القَبْلية) ولم يتم حجب أو مصادرة عدد من صحيفة نشرتها أو استدعاء صحفي أو اعتقاله بسبب كتابته عنها كما كان يحدث في عهد نظام الإنقاذ الذي كنت من صحفييه الموالين .. عهد الغتغتة والدسديس والتعيين في المناصب وفقاً للولاء وليس للأهلية والكفاءة .

    1. كلامك يا اخ فاروق لا يقوله الا واحد نفعي او مأجور او مغيب ..
      وانت في جميع الحالات معذور …

  4. والله انك سطحي ولا تخجل يا البلال
    اين هذا من فساد وإفساد العهد البائس البائد الذي لم تنتقده ولو بشق تمره
    ان جلدك جلد ورل ولا تستحي
    واذا لم تستحي فافعل ماشئت