عبد اللطيف البوني

البتاعة البتاعية


(1 )
اذاعة البي بي سي لها طريقة جاذبة في عرض الاخبار والتقصي فيها وعرض وجهات النظر المتعارضة او المتوافقة فيها وقد كنت في يوم من الايام من الذين تتصل بهم هذه الاذاعة وهي تغوص في بعض قضايا السياسة السودانية ومقابل ذلك كانت تنفحني باسترلينيات معتبرة كان هذا قبل توقفي عن التحدث مع اجهزة الاعلام الخارجية ولكنني بالطبع ظللت مواظبا على متابعة تلك الاجهزة خاصة اذاعة لندن واذكر انه عندما اوقفت حكومة السودان الاف ام الخاصة بالبي بي سي والتي كانت منتشرة في اسواق العاصمة وبيوتها انتشار النار في الهشيم عن البث من الخرطوم جن جنوني وهاجمت ذلك القرار بكل ما اوتيت من قدرة وقلت إن الحكومة بفعلتها هذه قد اغلقت جامعة محترمة كان يتعلم منها كل الشعب وتركت المستمع السوداني نهبا لاذاعات الاف ام المهببة
(2 )
مناسبة الرمية اعلاه انه قبل مدة ومن خلال راديو السيارة كنت اتابع تلك الاذاعة وهي تناقش قضية نسوية لبنانية متعلقة بالفوط الصحية واصدقكم القول رغم انني اخو بنات وابو بنات كانت هذة اول مرة اسمع فيها حكاية الفوط دي وهذا راجع لسوداناويتنا في هذه المسائل وهذة قصة اخرى . لم اجد صعوبة في فهم المقصود بها فقد كانت واضحة من ثنايا الحديث وكان الحاصل ان الحكومة اللبنانية والتي تعيش ازمة اقتصادية أسوأ من السودان قد قررت فرض جمارك عالية على ادوات التجميل النسائية وكان ضمنها الفوط الصحية هذه فكان الاحتجاج على انها من الاشياء الصحية كالادوية وليست تجميلية واستضافت الاذاعة خبراء واطباء ونساء عانين من الارتفاع الشديد في اسعار تلك الفوط فقيل ان النساء اخذن يرجعن للفوط المستعملة او بدائل من القماش العادي وتبين ان هذه البدائل لها اضرار صحية بالغة . لقد تابعت الموضوع بتركيز شديد رغم انه لا ناقة لي ولاجمل فيه وليس من اهتماماتي ولن يكون فقط لان عرض الاذاعة للموضوع كان جاذبا ومن استضافتهم كانوا منضمة فأيقنت ان من البيان لسحرا وبيان هذا الزمان هو تصميم الرسالة الاعلامية بصورة جيدة
(3 )
في امسية اول ايام العيد وفي برنامج اظنه خاص بالعيد بفضائية سودانية 24 فوجئت بأن البرنامج يتكلم عن الفوط الصحية وكانت مقدمة البرنامج والمتحدثات يطرحن الموضوع كشكل من اشكال الكلام في الممنوع اي انهن يردن تحرير ارادة المرأة بطرح قضاياها في اجهزة الاعلام لانها قضايا حيوية وان المطلوب غزو الاعلام بالمفردات النسائية وكان الكلام جديدا وجريئا ولكنني فوجئت بان احداهن تطالب بعدم اعتبار الفوط النسائية من ادوات التجميل وعدم فرض اي جمارك عليها فقفزت الي ذهني حلقة اذاعة لندن ولكنني لعنت ابليس وابعدت وسوسته واعتبرت أن القضية قضية عامة وقد وقعت في البلدين وطبيعي ان يتم تناولها اعلاميا في البلدين ولكن يبقى السؤال هل فعلا ان هناك ازمة او مشكلة متعلقة بالفوط الصحية في السودان ؟ وهل لدرجة انها ترقى لقضية رأي عام تتم مناقشتها تلفزيونيا ؟ غايتو انا ما عارف الحاصل . على العموم ان كانت هناك مشكلة متعلقة بالفوط الصحية في السودان فتشكر بناتنا وتشكر القناة على انها تناولت هذا الموضوع اما اذا لم تكن هناك مشكلة فيبقى ان نقول ان الثورة المفاهيمية المنشودة ينبغي ان ترتكز على القضايا الواقعية ومن البئية السودانية وبطريقة عرض جاذبة

صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. د البوني لك التحية… نرجو أن تترك الفارغة والمقدودة وتتكلم عن فساد البنك الزراعي وما يحدث فيهو من أمر السماد وما يحدث من المحفظة السلعية والذي فاح حتى ازكم النفوس (شركة زبيده مثالا). … جزء الله الأخ مزمل أبوالقاسم خيرا. . بعدين ياخي حمدوك ده صحوهو قولو ليهو عوووووك الكلام البحصل ده ما بتسكت عنو. أمر الزراعه لازم اكون فيه حسم شديد.