الطماطم فاكهة تحمي القلب وتكافح السرطان وتاريخها يعود لخمسة ملايين عام
ما فوائد الطماطم (البندورة) للصحة؟ ومتى ظهرت أول مرة؟ ولماذا خاف منها علماء النبات الأوروبيون في البداية؟ وهل الطماطم فاكهة أم خضار؟ الإجابات في هذا التقرير. وعلى مدى المئة عام الماضية، أصبحت الطماطم الفاكهة الأكثر استهلاكا في العالم، متقدمة بفارق كبير على جميع الفواكه الأخرى، وأيضا على الخضار باستثناء البطاطا. ونستعرض في هذا التقرير أبرز فوائد الطماطم الصحية، ثم مجموعة من الحقائق عنها. هيا بنا:(بحسب العربية) ما فوائد الطماطم الصحية؟ الطماطم هي مصدر لمادة الليكوبين (lycopene) المضادة للأكسدة، والتي تم ربطها بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. قد يساعد تناول الطماطم ومنتجات الطماطم في خفض الكوليسترول وتحسين وظائف الأوعية الدموية، وفقا لدراسة نشرت في مجلة “إثيروسكليورسيس” (Atherosclerosis) ونقلها موقع “هارفارد هيلث” (Harvard Health). والليكوبين هو “كاروتينويد” (carotenoid)، وهي عائلة من الأصباغ التي تعطي الفواكه والخضروات ألوانها -الأحمر والبرتقالي والأصفر- اللامعة. الليكوبين هو أيضا أحد مضادات الأكسدة القوية التي تقضي على الجذور الحرة الخطرة التي يمكن أن تلحق الضرر بالحمض النووي وبنى الخلايا الهشة الأخرى، وفقا وفقا لهارفارد هيلث. تشغيل الفيديو ويقول الدكتور إدوارد جيوفانوتشي أستاذ التغذية وعلم الأوبئة في كلية هارفارد للصحة العامة، إن “شكل جزيء الليكوبين يجعله فعالا للغاية في القدرة على إخماد الجذور الحرة.. نحن لا نفهم ذلك تماما بعد، ولكن قد يكون لليكوبين خصائص محددة تحمي الخلية بطريقة قد لا تحميها مضادات الأكسدة الأخرى”. وأظهرت الأبحاث التي أجراها الدكتور جيوفانوتشي أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المحتوية على الليكوبين قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان البروستات وأنواع أخرى من السرطان. ووفقا لتقرير نشر في مجلة “نيورلوجي” (Neurology)، ربط فريق من الباحثين الفنلنديين مستويات الليكوبين في الدم بالحماية من السكتة الدماغية. وبعد متابعة أكثر من ألف رجل في منتصف العمر لمدة 12 عاما، تبيّن أن الرجال الذين لديهم كميات أكبر من الليكوبين في دمائهم لديهم خطر أقل بنسبة 55% للإصابة بأي نوع من السكتة الدماغية. واقترح الباحثون أن الليكوبين، بالإضافة إلى قدرته على مهاجمة الجذور الحرة، قد يقلل أيضا من الالتهاب والكوليسترول، ويحسن وظيفة المناعة، ويمنع الدم من التجلط. كل هذه قد تساعد في تقليل السكتات الدماغية الإقفارية، التي تسببها الجلطات في تدفق الدم إلى الدماغ. الطماطم مصدر مهم لفيتامين “سي” (C) والبوتاسيوم وحمض الفوليك وفيتامين “كي” (K). وفيما يلي المحتويات الغذائية في حبة طماطم صغيرة نيئة (مئة غرام)، حسب موقع مركز بيانات الغذاء (Food Data Central) الأميركي: السعرات الحرارية: 18 الماء: 95% البروتين: 0.9 غرام الكربوهيدرات: 3.9 غرامات السكر: 2.6 غرام الألياف الغذائية : 1.2 غرام الدهون: 0.2 غرام وتم ربط استهلاك الطماطم والمنتجات القائمة على الطماطم بتحسين صحة الجلد، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. وتشير أبحاث إلى أن تناول الليكوبين قد يساعد في خفض الكوليسترول الضار، كما أن للمنتجات الطماطم فوائد مضادة للالتهابات وعلامات الإجهاد التأكسدي، كما أنها تظهر تأثيرا وقائيا على الطبقة الداخلية للأوعية الدموية وقد تقلل من خطر تجلط الدم. هل الطماطم فاكهة أم خضار؟ وفقا للتصنيف النباتي، الذي يعتمد على الخصائص الفسيولوجية للنبات مثل بنية النبات ووظيفته وتنظيمه، فإن الطماطم هي فاكهة. فالفاكهة هي المنتج الحامل للبذور الذي ينمو من مبيض نبات مزهر، أو بعبارة أخرى، الفاكهة هي طريقة النباتات لنشر بذورها، ويجب أن تحتوي الفاكهة النباتية على بذرة واحدة على الأقل وتنمو من زهرة النبات. مع وضع هذا التعريف في الاعتبار، تُصنف الطماطم بأنها فاكهة لأنها تحتوي على بذور وتنمو من زهرة نبات الطماطم، وفقا لموقع “يوفيك” (EUFIC). بالمقابل فإذا أردنا تعريفها وفقا للطهي، فإن “الخضار” عادة ما يكون قوامها أكثر صلابة، ومذاقها ألطف وغالبًا ما تتطلب الطهي في أطباق مثل اليخنة أو الحساء أو البطاطس المقلية. في حين أن “الفاكهة” لها ملمس ناعم، وتميل إلى أن تكون حلوة أو لاذعة، وغالبًا ما يتم تناولها نيئة أو في الحلويات أو المربى. ومع أن الطماطم غنية بالعصارة وحلوة وتؤكل نيئة، فإنه يمكن استعمالها في إعداد أطباق مالحة، وهذا هو السبب في أنه يمكن اعتبارها أيضا خضروات. “تفاحة غير صحية” خشي علماء النبات الأوروبيون في البداية من الطماطم، حيث اشتبهوا في سميتها بسبب التشابه بينها وبين البلادونا (نبتة سامة). في الواقع، كانت الأوراق والفاكهة في بداية نموها تحتوي مواد سامة تسبب آلاما في المعدة وأحيانا مشاكل في القلب، ومن هنا جاء اسم “تفاحة غير صحية” الذي اقترحه عالم نبات وطبيب إيطالي. وقد صنف بعض العلماء الأوروبيين الطماطم ضمن نباتات الزينة ذات الخصائص الطبية. وفي عام 1600، كتب المهندس الزراعي الفرنسي أوليفييه دي سيريس “ثمارها ليست جيدة للأكل. إنها مفيدة فقط في الطب، كما أن شكلها جميل ورائحتها عطرة”. استغرقت الطماطم قرنين لتنتقل إلى شمالي أوروبا، مستفيدة من فترات المجاعة. كان سكان بروفانس في فرنسا أول من تناولها، وقد نقلوها إلى باريس أثناء الثورة. لاحقا، تكيفت بعض أصناف الطماطم مع مناخ شمالي فرنسا، ولكن لم ينتشر تناولها على نطاق واسع. في غضون ذلك، بدأ انتشار هذه الثمرة في أميركا الشمالية، وكان توماس جيفرسون، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، أول من اكتشفها عندما كان سفيرا في باريس بين عامي 1785 و1789، وقد نقل توماس بعض هذه النباتات إلى منزله في فيرجينيا، قبل أن تنتشر زراعتها على نطاق واسع وتظهر العديد من الأصناف الجديدة. حاليا، يصل عدد أصناف الطماطم إلى 8000، ويتم إنتاج 182 مليون طن سنويا، بفارق كبير على البطيخ (118 مليون طن) والموز (114 مليون طن) والتفاح (83 مليون طن).
الخرطوم(كوش نيوز)