الطاهر ساتي

رحل أحدهم ..!!


إليكم …. الطاهر ساتي
:: جينيو أسترادا، أحد رُسل الإنسانية، رحل عن الدنيا بهدوء، تاركاً أعماله وسيرته الطيبة في بعض دول العالم الثالث و(الأخير طبعاً ).. أسترادا جراح قلب، مؤسس منظمة غير حكومية بايطالية، ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وتنشط منظمته في الدول المنكوبة بالحرب، ومنها بلادنا التي حظيت بمستشفى السلام الخيري لجراحة القلب، بسوبا جنوبي الخرطوم في عام 2007.. كان ولايزال خيرياً.. ومن أشهر مواقف هذا الإنسان بالسودان رفضه طلبًا للمخلوع بفرض الرسوم على المرضى ..!!
:: وليس هذا الرفض بغريب على رُسل الإنسانية، وما أكثرهم .. وكما يداوي أسترادا مرضى القلب، فإن مركز كارتر أيضاً يَهَب نور الأمل للناس في بلادنا ودول أخرى..مركز كارتر الذي كافح عمى الأنهار في بلادنا، من منظمات المجتمع المدني غير الربحية..أسسه – في العام 1982- الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وحرمه..وأعضاء مجلس أمناء مركز كارتر هم بعض رجال المال والعلماء وقيادات سياسية وعسكرية متقاعدة، وبعض الشخصيات البارزة في المجتمع الأمريكي، و بعض أهل الخير من كل بقاع الكون .. !!
:: ويهدف مركز كارتر إلى تحسين حياة بعض الناس في أكثر من سبعين دولة.. وفي العام 2002، فاز مؤسس المركز – كارتر – بجائزة نوبل للسلام لأنه ساهم في نشر ثقافة السلام و التنمية .. وليس كارتر فقط، بل لكل لمشاهير الغرب مشاريع وأعمال خيرية تستلهم أهدافها من تجاربهم الخاصة.. وعلى سبيل المثال، لأشهر علماء الطب النفسي، الدكتور فيل، مؤسسة خيرية تعمل في مجال صحة الطفولة..!!
:: ولنجم كرة السلة العالمي كوبي براينت منظمة خيرية تعمل في مجال دعم ورعاية الأسر المتعففة.. أما نجم موسيقى الروك العالمي جون جوفي، فله مؤسسة خيرية يساهم ريعها في توفير الغذاء للمتشردين..ولنجم الكوميديا تايلر بيري أيضاً مؤسسة خيرية تخدم الشباب الذين بلا مأوى ..وفي الحرب العالمية الثانية، كان اللورد ليونارد شيشر ضابطاً في الجيش البريطاني..!!
:: وكان متفانياً في خدمة بلاده إلى أن تقاعد..بعد التقاعد، لم يفكر شيشر في تأسيس (شركة خاصة) أو شغل (وظيفة حكومية)..كان عميقاً في التفكير..تذكر سنوات الحرب، ثم رأى أن أزمنة السلام بحاجة الى أفكار تخدم البشرية وسلام أفرادها.. ومن هذا التفكير السليم، أطلق اللورد شيشر السراح لفكرة دار شيشر لتأهيل الأطفال المعاقين (مجاناً).. !!
:: إنطلقت الفكرة من بريطانيا وانتشرت – دور شيشر – في أرجاء الكون المصابة بداء الحرب والفقر..ودار شيشر التي بالخرطوم تحمل الرقم (250).. والجدير بالتأمل ، فأن هؤلاء الساسة والقادة والعملاء مروا بتجارب مؤلمة وقاسية في مرحلة ما قبل سن اعتزال المهنة الرسمية، ولذلك سخروا منظماتهم الخيرية لصالح من يمرون بذات التجارب والدروس..!!
:: وعلينا أن نقارن أفكار ومشاريع ما بعد تقاعد الساسة والجنرالات في الغرب، بأفكار ما بعد تقاعد الساسة والجنرالات في بلادنا المنكوبة بحروبهم و فسادهم.. هناك الأفكار والمشاريع سامية، وتتجاوز – بظلالها الوارفة وثمارها اليانعة – المنافع الذاتية الى كل البشرية وحيثما كان الإنسان .. شكراً لكل رُسل الإنسانية، وشكراً جينيو أسترادا، فارقد بسلام ..!!

صحيفة اليوم التالي


‫2 تعليقات

    1. يبدوا ان لديك علم كثير بخصوص الماسونية، ارجو ان تحدثنا اكثر عن الموضوع. وهل فعلا كان رئيس السودان المخلوع يطلب البيع والتربح من هذا المستشفي الخيري؟ وهل السودانين اللذين تلقوا العلاج من هذا المستشفى تابعين للماسونية ايضا؟ وهل فعلا ان هناك مشكلة بان الكاتب تناول هذا الموضوع وانه سوف يسبب له مشكلة في اخرته… بينما الرئيس المخلوع سوف يلقى ربه دون مشاكل؟