التماسة عزاء بين يدى القراء
(1 )
باعتبار أن اللعبة السياسية في البلاد قد انحصرت في مستطيلها، وأن البلاد قد انفتحت على العالم، أخذنا نكتب عن الزراعة والري والرعي، لكي نحفز الآخرين للانجرار معنا إلى ميدان التنمية، لاسيما وأن الموسم خريف، والبرق يخطف أبصارنا (فَوْ)، والمطرة صابة علينا (جَوْ) وتنقر بابنا (كو)، ولكن ظهر لنا الناظر ترك، وأتى بما لم يأتِ به الأوائل، فتركنا الكتابة عن الزراعة، واتجهنا إليه مناشدين له أن يعرض عما يقوم به من إمساك بحلقوم البلاد، وأن يلجأ لوسائل التعبير الديمقراطي الأخرى،لأن للشرق قضايا حقيقية ومظالم لا ينكرها إلا مكابر، وقبل أن نكمل نشر المقالات، حدث ما لم يكن في الحسبان، وهو ما اصطلح عليه حتى الآن بالمحاولة الانقلابية الفاشلة صباح الثلاثاء 21 سبتمبر.
(2 )
الالتزام المهني فرض علينا تناول مسألة (المحاولة) الدراماتيكية، كما وصفتها مذيعة قناة (البي البي سي)، الآن وأثناء كتابة هذا المقال، ولكن كتابة الرأي في موضوع ما زال قيد التشكل صعب جداً، أصعب من السير في الرمال المتحركة خاصة في صحيفة ورقية تصدر مرة واحدة في كل 24 ساعة، فالأحداث تأخذ بتلاليب بعضها، فاللاحق قد ينفي السابق أو يشكك فيه، والأهم من ذلك أن ما خفي من جوانب الحدث يكون هو الأكبر، لكل هذا يصعب الإمساك بلحظة للانطلاق منها، وإذا أمسكت بها يصعب صمودها لمدة 24 ساعة، عليه نناشد الريس عطاف، وكل إدارة الصحيفة، وغيرها من الصحف ذات المواقع الإلكترونية المطروقة من المتصفحين، بأن تنشر ما يصلها من الكتاب في الموقع ساعة وصوله، مع ذكر الزمن بالساعة والدقيقة، ثم تنشره صباحاً في الصحيفة الورقية لزوم التوثيق.
(3 )
أجمل تعليق عثرت عليه لمحاولة 21 سبتمبر الانقلابية هو ما أوردته الدكتورة عفراء فتح الرحمن مراسلة قناة (الغد) بالخرطوم، في تقرير مرتب ومخدوم و(مسبك) للقناة، جاء ما يمكن أن يفهم منه أن التخطيط والتدبير والتنفيذ للمحاولة كان متزامناً مع التخطيط والتدبير والتنفيذ لإجهاضها، بعبارة أخرى أن ميلاد المحاولة وإجهاضها كانا متلازمين، لذلك ظهرت للناس وكأنها نفحة من نفحات السياسة، وإن شئت قل نسمة بدل نفحة، وهنا تترى الأسئلة من الذي قام بهذه الميلودراما؟ ولماذا قام بها؟ فمن المؤكد أن هناك خطوة مبنية على هذه الميلودراما قادمة فما هي هذه الخطوة؟ هناك ما يسمى بالمكر التاريخي، وهو ما جاء خارج الحسابات، ويظهر فجأة، وهو الطرف الثالث الذي لا يظهر في تصنيع وتخليق الميلودرما المشار إليها، وتكون لديه القدرة على استغلالها وتوجيهها للغايات التي يريدها، ويطلع الذين صنعوها والذين قاموا بردة الفعل من الشغلانة (ملوص).
(4 )
مع ما تقدم من الفقرة أعلاه يمكننا القول إن زمن المصادفات قد ولى، وأن كل الأشياء مهما كانت ميلودراميتها، فإنها مخططة ومصنوعة بدقة لغايات قد يجهلها حتى الفاعلين للدراما، بعبارة أخرى هناك جهات خارج الخشبة ممسكلة بالخيوط، وتحدد الأداوار وتقوم بعملية الإخراج، بحيث يجهل الفاعل السابق ما سيفعله اللاحق، بعبارة ثالثة كالفليم السينمائي بحيث يقوم أي ممثل بأداء دوره أمام الكاميرا مع جهل تام بأدوار الممثلين الآخرين، في نفس الفليم، لا بل يجهل حتى بداية الفيلم ونهايته. فما أعظمك أيها الشاعر الفيتوري وأنت تقول (والجاهل من ظن الأشياء هي الأشياء)، وأخيراً عزيزي القارئ أسالك: (هسي أنا قلت حاجة؟)
عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
والله انه لمن المؤسف ان ينتقد الناس الناظر ترك على خنقه للوطن … طيب حكومة المواسير دي ما جات بتتريس الشوارع ومنعت النرضى والحوامل والاسعاف من المرور … وقطعت ارزاق المثيرين لمد ٣ شهور … ليكم حلال وللناظر ترك حرام … عيب كدا يا كتاب الغفلة …
ولا تنسوا ان الان ابار البترول برضها مترسة … والمعلمين مضربين … واساتذة الجامعات مضربين …
وكل شيء تعطل …
الا ليت البشير يعود يوما لاخبره بما فعل الحمير