عن ما بعد 25 أكتوبر.. السيناريوهات المتوقعة في السودان
بالنسبة لي فإن أسوأ السيناريوهات بعد ثورة ديسمبر كان يتمثل في أن يتمكن المشروع السياسي الذي يمثله حمدوك وحزب المنظمات الليبرالي من الدولة، هذا المشروع له حاضنة سياسية تتمثل في قوى الحرية والتغيير (أ). هؤلاء بتمكنهم من جهاز الدولة كانوا سيعملون على تثبيت دعائم مشروع غير وطني؛ يحارب مكتسبات وثوابت الدولة ويهدد مشروع الدولة الوطنية التي نرجو لها أن تكون.
نعم هناك تناقضات عديدة داخل (قحت أ) لكنها لم تبلغ درجة حاسمة للانقسام، خصوصا وأن البراغماتية العالية التي تتصف بها هذه الأحزاب الضعيفة يجعلنا لا نثق في مقاومتها الجادة للمشروع غير الوطني، المتصل بالخارج والذي يتمثل في تيار المنظمات الليبرالي الذي يخترقها بمافيها الحزب الشيوعي والذي تدفق على جهاز الدولة بعد ديسمبر، هذا التيار يمثله حاملو جوازات أجنبية مشبوهون، ومعهم موظفون سودانيون يعملون في منظمات أممية رسمية، ثم ترسانة كاملة من منظمات المجتمع المدني المتصلة بالسفارات خصوصا سفارات دولة الترويكا والاتحاد الأوروبي.
ما سيعقب إجراءات ٢٥ أكتوبر شيء مختلف، مفتوح على عدة احتمالات بعضها جيد وبعضها سيء ويمكن حصرها في السيناريوهات التالية:
١- المصالحة السياسية بين القوى السياسية والتوافق على خارطة طريق تصل حتى الانتخابات في ظل تماسك وانسجام القوات المسلحة. هذا أفضل سيناريو ويشمل (قحت أ) نفسها. وهذا مانرجوه ونسعى له ففيه تقليل للتكلفة، ويحقق لنا غاية استراتيجية تتمثل في هزيمة سياسية وفكرية نحققها ضد المشروع غير الوطني بالطرق السلمية، هذا السيناريو للمدى البعيد يحرك وطننا للأمام ويبني أجيال سودانية تدرك مشروعها جيدا. والفائدة الأساسية لهذا السيناريو أنه سيقطع طريق حزب المنظمات وعملاء السفارات من إدعاء المظلومية والمعارضة غير الوطنية من الخارج.
٢- التوافق الجزئي بين قوى مابعد ٢٥ أكتوبر وقواعدها الاجتماعية التي لا توجه العداء للقوات المسلحة في مقابل كتلة معارضة ليبرالية يسارية متحالفة مع الخارج تسعى لإسقاط الدولة بمعادلة صفرية، هذا سيناريو سيء وسيفتح الباب لعزل سياسي وصراع عنيف لكنه أفضل ألف مرة مما قبل ٢٥ أكتوبر.
من المهم أن تذهب البلاد للخيار الأول، ومن مصلحتنا المستقبلية أن تذهب الأمور لهذا الاتجاه، ولكن وطالما أن المعارضة السودانية الليبرالية تحتوي على حمض نووي قديم غير وطني وغير رشيد، فإن احتمالات هذا الخيار تقل يوما بعد يوم. فنؤكد هنا:
العودة لما قبل ٢٥ أكتوبر مستحيلة مهما كان الثمن، وإذا جاء اليوم الذي نفقد فيه الأمل في الخيار الأول تماما، فإننا لن نتراجع وسنمضي في الخيار الثاني حتى النهاية. دعما للدولة الوطنية ضد العملاء واتجاهاتهم غير الوطنية.
هشام الشواني
انا ساقول لك ما هو سيناريو الشعب السوداني …لا عودة لكم مرة اخري كيزان الشوم بكافة وجوهكم الحربائية القديمة والجديدة من امثالك….ولا ديكتاتورية ستحكمنا بعد أن تخبرنا.. وستكتب دماء الشهداء التي تتدفق في شوارعنا هذه الأيام فصلا جديدا لشعبنا….لا مكان فيه إلا للوطنيين والحرية والسلام والعدالة