جعفر عباس

جعفر عباس يكتب.. الغربال شغال


جعفر عباس
بيننا وبين عساكر انقلاب 25 أكتوبر “دم”، ولا تفريط بعد اليوم في نقطة دم، وكفانا عارا وخزيا اننا أهملنا أمر دماء شهداء الاعتصام الذين قتلهم نفس الزول الذي يزعم انه يريد تصحيح مسار الثورة، وهذه الدماء تقف أيضا حاجزا بيننا وبين كل من يناصر الانقلاب صراحة او بالمداراة، لأن من يفعل ذلك يصبح شريكا في الدم، ومعلوم ان الانقلابيين، وعلى وجه التحديد زعيمهم الخفي حميدتي اشترى ذمم المئات ليكونوا ضمن كتيبة الذباب الالكتروني ليهاجموا خصومه هنا وهناك وليبصموا ب”لايك” على الدرر التي ينثرها، وقد قامت شركة فيسبوك مؤخرا بإغلاق عشرات المواقع المشبوهة التابعة لجيش حميدتي، ولكن أفرادا كثيرين منهم ما زالوا نشطين هنا لبث سموهم والدفاع عن الباطل والمجرمين
وكان من أكبر الأخطاء التي ارتكبها من تصدوا لقيادة ثورة ديسمبر أنهم أهملوا استخدام غربال الثورة، وتمكن كثير من الانتهازيين من تصدر المشهد، وها هم اليوم يناصرون البراهنة والدقالوة والأرادلة والكباش، وكلما كتبت هنا سطرا في رفض الانقلاب وفضح جرائم القيادات العسكرية تردني تعليقات قليلة وهزيلة لا يجد من يكتبها الشجاعة الكافية للتأييد الصريح للانقلاب والتهليل لعمليات التقتيل التي صارت ميسما له، بل يلجأون الى حيل ساذجة: فبعضهم يخاطبني: مغترب مرتاح وتحرض الشباب على “الفتنة” وتدفعهم الى الموت!! من أشعل الفتنة يا سقط المتاع؟ البرهان أم حمدوك ام الشهيدة ست النفور؟ ولماذا لا تتساءلون بأي ذنب يقتل من يخرجون الى الشوارع رافضين الانقلاب؟ وهناك الجبان الذي لا يجد في نفسه الشجاعة لتأييد الانقلاب صراحة فيلجأ الى موال: القحاتة خربوا البلد (يعني العسكر هم من سيصلحونها؟)؛ الثوار يعرفون عن أخطاء قحت الكثير، والثوار وحدهم من لهم الحق في محاسبتها، ولكن ليس الآن، فالثوار وقحت الآن في خندق المعركة ضد جنرالات الانقلاب، وبعد هزيمتهم سيتولى الثوار وحدهم محاسبة قحت. ثم هل تريدون ان تسلبوا المغترب صوته؟ ومن قال لكم ان جميع رافضي الانقلاب ومناصري التغيير ينبغي ان يخرجوا الى الشوارع؟ خرج أقل من 5% من سكان البلاد الى الشوارع على مدى شهور وأسقطوه نظام البشير، ونفس النسبة تخرج اليوم وستسقط البرهان وكل من يناصره فيما هو فيه من بهتان
وقد استخدمت حصتي من غربال الثورة ومسحت وحظرت خلال الأيام الماضية 23 ممن أبدوا تأييدا مباشراً او ملتويا للانقلاب، ففي الظروف التي نعيشها وعملا بنصائح هيئة الصحة العالمية فان التباعد مرغوب فيه لتفادي الفيروسات، وقد قال فيهم الله تعالى: “ها أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا”، فكيف تدافعون فيمن قال فيهم تعالى: “وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُون”، وقال جلّ وعلا: “وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ”
وأود اليوم أن أرحب بالأصدقاء من السودان بعد أن تم رفع الحظر جزئيا عن الانترنت وصار بإمكان بعضهم التواصل معنا، وبحول الله سأواصل استخدام الغربال حتى لا يبقى في هذه الصفحة سوى الشرفاء من انصار الثورة والتحول الديمقراطي المدني الحقيقي بلا شراكة مع “عسكر السجم”.

صحيفة التحرير


تعليق واحد

  1. لمعلومية ي استاذ نظام البشير اسقطه الجيس وليس الثوار .. لا تحرف الحقائق