لقد تقدمت الأمم من بعدنا وتأخرنا كثيراً، حتى بات السودان مضرباً للامثال في الحروب والتنازع
هل كان حمدوك شجاعا بما يكفي لتوقيع هذا الاتفاق، أم ليس لديه خيار أخر، أو أنه جزء من كل ذلك العرض، شارك فيه من الباطن لسبب ما؟ لكنه أكد على حكمة بالغة ورشد مطلوب يفضي إلى حقن الدماء، وإطلاق سراح المعتقلين، وفك الاختناق السياسي، وجنوح للسلم عندما يجنح الطرف الأخر كأمر رباني، فما لا يدرك كله لا يترك جله، والسياسة فن الممكن، وهو تأكيد أيضاً بأن التحريض على العنف الثوري وخيارات المواجهة العدمية والحرائق المستمرة عمل غير صالح، وضرره أكبر من نفعه، تسعى له القوى الفاسدة والأحزاب التي تريد أن تصعد على جماجم الشباب، لتحقيق أكبر مكاسب، تعلم جيداً أنها لن تنالها بالممارسة الديمقراطية، بل لا يوجد خاسر في هذا الاتفاق، أي اتفاق فيه مصلحة عامة، إلا من ينطوي قلبه على أجندة خفية، يداري عليها بالشعارات الكذوبة، فمن يريد السلطة عليه بالانتخابات، ومن يريدها مدنية كاملة عليه بالانتخابات، ومن يريد أن يفرض أفكاره الأيديولوجية عليه بالانتخابات، لقد تقدمت الأمم من بعدنا وتأخرنا كثيراً، حتى بات السودان مضرباً للامثال في الحروب والتنازع والبؤس والتخريب والوساطات الدولية والمغامرات العسكرية ونقض العهود وقلة الحيلة، سماء ماطرة وماشية وفيرة وأرض غنية بالثروات، ما يعني أن الجهاد الأكبر، أو معركتنا الحقيقية قبل كل شيء هى مع التّخلُف.
عزمي عبد الرازق
ومن يريد ان ينصب ملكا على السودان اسمه البرهان او حميدتي فعليه بانتظار ان ياتوه بالانتخابات.
ما زال الطريق طويلا، اسال الله ان يحفظ الشباب وينصرهم.