تحقيقات وتقارير

أطفال الشوارع .. أصل الحكاية يتناسلون بقلب العاصمة ويتمددون بالاطراف!!


تقاطعات توطد للعلاقة بين المشردين ومجموعات النيقرس!!

يتحركون في دوائر مغلقة .. ينشرون الرعب ويمارسون الرذيلة دون انتباهة!!

تحذيرات علمية من خطورة اختلاطها وتناسلها بمجموعات وافدة حديثاً!!

يفترشون الارض، يلتحفون السماء، يمارسون الرذيلة دون انتباه للمكان ولا الزمان، كبيرهم يظل هو سيدهم، يتحركون في مساحة أشبه بالدوائر المغلقة، تتملكهم حمية الجاهلية في بعض المواقف، شرسون كقطيع الذئاب عند السطل، يتناسلون دون أن تعرف الأم والد ابنها، يولدون بلا هوية ويتقدمون في العمر دون سند أسري، حاضنتهم الشوارع، هكذا يمكن توصيف اطفال الشوارع الذين تشير التقديرات إلى أن عددهم الآن تجاوز الـ( 50 ) الف مُتشرد في السودان قاطبة، وأكثر من خمسة الاف في ولاية الخرطوم يعيشون بلا مأوى سوى الشوارع ومجاري المياه والأزقة والخرابات البعيدة.
“الجريدة” ومن خلال هذا التحقيق الإستقصائي تسعى ان تجاوب على كثير من الاسئلة الدائرة حول هذه الشريحة،كما يبحث التحقيق للاجابة على حقيقة العلاقة بين هذه المجموعات وحالة التفلتات التي أثارت كثيراً من الشك والمظان حول ماهية جماعة النقرس، وهل صحيح ان هذ المجموعات يتم توظيفها من قبل الاجهزة الامنية عند الضرورة، بيد أن المجالس تتحدث عن وجود (صحائف) لكل عنصر من المجموعة بدفاتر الاجهزة الامنية، المجالس ذهبت لأبعد من ذلك عندما جزمت بأن النظام البائد قام بتسجيل ورصد كل المجموعات خلال حملات القبض والإعتقال التي درج على تنفيذها قبل كل احتفال ومناسبة وبالتالي هذا الرأي يعضد الحديث الدائر عن شبهة الروابط والتقاطعات بين مجموعات النيقرس والاجهزة الامنية.

شارع القصر
كانت تقف قبالة فندق المريديان مع احدى الفتيات لكن سرعان ما هرولت صوب الجانب الغربي متخطية تقاطع السيد عبدالرحمن مع شارع القصر ليستقر بها المقام تحت شجرة كان يرقد تحتها طفلها الرضيع، توهطت على الارض واخرجت ثديها لترضع ابنها، قبل أن تشرع في ذلك بدأت في مداعبته بنزع ثديها من فمه ثم ايلاجه، ثم نزعه مرة أخرى، بالمقابل كان الصغير في كل مداعبة يقبض على الثدي بكلتا يديه ويلحق ردة الفعل تلك بصفع والدته على وجهها.. هكذا كان المشهد الذي لفت انتباهي قبل ان يقودني فضولي للتوقف على حافة ظل ذات الشجرة رغم محدوديته …توجست هي من انتظاري بقربهما…! باغتها بسؤال عن نوع الطفل، ذكر ام انثى ؟ ترددت قبل ان تجيب على سؤالي بأنه ذكر، ثم لاحقتني بنظرات ثاقبة قرأت مضمونها، لكنني في محاولة مني لازالة تلك الهواجس والمظان التي انتابتها جراء مخاطبتي لها، قلت لها :سألتك عن نوعه لكي أجلب له هدية إن لم يكن لديك مانع ؟ ثم استرسلت في أسئلتي حول امكانية مقابلتي لها مرة ثانية ؟ ..

أجابت بالموافقة ولكنها في المقابل سألتي ان أعطيها بعض النقود ؟ لبيت طلبها قبل ان أبرح المكان ..في اليوم التالي عدت وبمعيتي هدية متواضعة لذاك الطفل، لم أجدها ولكني وجدت الطفل في ذات المكان تحت ظل الشجرة، الطفل يبدو انه يغط في نوم عميق، يخيل اليك من الوهلة الاولى أنه جثة هامدة،السكون يخيم على المكان إلا من بعض أبواق وصوت محركات السيارات التي تعبر شارع القصر شمالاً وجنوباً، انتظرت نص الساعة على مقربة من الطفل، ولكن سرعان ما رأيت والدته تقف في ذات المكان على بعد مسافة من بوابة فندق المريديان !، حينها فكرت في الذهاب إليها حيث تقف، تخطت هي شارع الاسفلت ناحيتي ثم تقدمت بخطوات سريعة الى حيث يرقد طفلها، لم تأبه في بادئ الأمر بي ولكن سرعان مارمقتني بذات النظرات الحائرة، بحركة بهلوانية منها استطاعت ان تتمدد بجسدها النحيل جوار الطفل وتخرج ثديها لتكرر ذات المشهد الذي لايخلو من المداعبة، مددت هدية الطفل التي وعدت، تسللت في سبيلي وهي تلاحقني بنظراتها، التقيتها مرة ثانية وثالثة في ذات المكان حتى توطدت علاقتي بها او هكذا تخيل لي، وهو مادفعني بأن أغوص في عالمها الذي باحت فيه عن خبايا واسرار تلك العوالم السفلى، حدثتني عن حقيقة مولودها الذي قالت انها ولدته من بطنها ولكنها لم تعرف اباه، رغم انه الخامس تراتبياً، ومضت، كيف لانثى ان تعرف والد طفلها وهي تنام وسط رجال هم في الحقيقة اشبه بالضباع الجائعة ؟ وتابعت بالقول :هذا عطفاً على كون من تنام معهم (مساطيل وسكارى) كما أقرت بأنها هي الأخرى وجدت نفسها هكذا تستنشق (السلسيون) (ليل ـ نهار) وتقضي سحابة نهارها في التسول قبل ان يدلهم الليل لتمارس (السطل) الذي تعقبه المضاجعة ،تارة برغبة منها وفي احايين كثيرة تكون مضطرة ومقهرة على الرذيلة، واسترسلت (ن، غ ) لتؤكد انها وكل المجموعة عندما يسدل الليل استاره يستلقون في أي زاوية يفترشون الارض ويلتحفون السماء ونادرا ماينزوون الى زقاق او بناية تحت التشييد ليمارسون السطل والرذيلة دون وعي منهم، وتقول جازمة انها وبعض اخواتها يمارسن الجنس مع مجموعة الشلة ونادراً ما تلجأ المجموعة الى فرز الكيمان، وأوضحت ان خصوصية في النوم تشكل حضوراً عندما يتوهم احد الشباب من الشلة ان لديه علاقة مع احدى فتيات المجموعة، عندها يلتزم الشاب بمصروفات الفتاة من مأكل ومشرب، وتجزم (ن غ) ان مثل هذه العلاقات تفشل لأن غالباً تلك الإلتزامات تجبر الرجل على (المجازفة) لذلك يقع في المحظور من اعمال السرقة والنهب والخطف الامر الذي يفضي به الى السجن وسرعان ما تعود عشيقته لسلوكها القديم وتمارس الرذيلة مع المجموعة دون خوف او وجل، وفي ردها لسؤالي حول ما اذا كان لديها اسرة تتواصل معها عند الضرورة والحاجة ،اجابت انها لاتعرف حتى اسم والديها وقالت جازمة إن كل الذي تعرفهم في الدنيا هي مجموعتها تلك التي ظلت تتنقل معها منذ ان كانت في الثالثة من عمرها، وان الذي تذكره عن ابويها ان والدها حكم عليه بالاعدام بسبب قتله والدتها، وانها لاتدري ان كان الآن ميتا في باطن الارض ام حي يرزق ! وحول استفساري عن هوية أطفاله الخمسة وهل لديها وثائق وأوراق تثبت هويتهم، أوضحت ان ثلاثة منهم لاتعرف عنهم شيئا بعد ن تفرقت بهم السبل بعد حبسها لمدة خمسة اعوام في جريمة لفقت لها حسب زعمها، واردفت، لم يسبق ان قمت باستخراج شهادة ميلاد لاطفالها لكنها قطعت القول بأنها تعتزم ان تستخرج لطفلها حديث الولادة كل ما يلزم ان تمكن والده الوهم في الحصول على الرقم الوطني على حسب تعبيرها .

حواضن الشوارع
الباحثة الاجتماعية حنان ابراهيم الجاك وصفت تمدد ظاهرة اطفال الشوارع بأنها من أخطر القضايا التي تهدد النسيج الاجتماعي وقالت في افادات لـ”الجريدة” : سيأتي يوما ويكون لاطفال الشوارع تواجداً كثيفاً في المجتمع وتكون هنالك مجموعات كبيرة وصلت مرحلة متقدمة من العمر بلا هوية، وبلاسند أسري او مجتمعي لتصبح حواضنهم هي الشوارع وبالتالي تنتفي عنهم القيم الاخلاقية والسلوكية وان تدرج الحياة الإجتماعية عندهم على مستوى الشارع التي يعيشونها تكسبهم هذه الميزات السالبة على مستوى التناسل والعلاقات المحرمة التي هي في عالمهم نمط سلوكي طبيعي لجهة غياب الرقابة عليهم، هم يعيشون الحرية الضحلة مستغلين الغياب التام للمسؤولية الإجتماعية، التمازج الذي يعيشونه من خلال هذه العلاقات المحرمة والتي يمارسونها في اي مكان دون انتباه لاحد ينتج عنها اطفال بلا هوية ولا مستند يؤكد شرعية المولود للمطالبة بحقوقه لاحقاً سواء للالتحاق بعمل او وظيفة، وبالتالي يولد الطفل في الشارع وبلا سند أسري ويظل ينمو في ذات الشارع الذي اصبح الآن يشكل خطراً داهماً نتيجة للتشظي السياسي وغياب دور الرعاية من قبل الحكومة والمنظمات الانسانية والحقوقية لمعالجة مثل هذة الظواهر قبل ان تتطور لتشكل كثيراً من التعقيدات الامنية والسلوكية من جماعات بلاهوية تثبت وجودهم وبالتالي يسهل ذلك من كيفية التعامل معهم .

إختراق الاسر والمجتمع
الخرطوم منذ فترة ظلت محاصرة من تلك المجموعات، هكذا رأت حنان الجاك تموضع تلك المجموعات وتمددها من خلال إنتشارها الواسع بالاحياء الطرفية بمختلف المحليات وأخرى اوضحت ان هذه المجموعات تكمن خطورتها في كونها اختلطت مع مجموعات اخرى وفدت الى البلاد من دول الجوار نتيجة للصراعات القبلية والسياسية، ولعل الفقر وفقدان السند الاسري هو القاسم المشترك بين المجموعات الوافدة وتلك المجموعات التي تناسلت هنا وتكاثرت منذ وقت باكر، وحسب آخر احصائية ان نحو 6 مليون لاجئ من مختلف البلدان ينتشرون في ارجاء البلاد شرقاً وغرباً، ثم سرعان ما تنتقل تلك المجموعات للعاصمة دون ان تكون لديها القدرة في العيش او الاندماج مع الاسر لذلك تظل تتكسب في رزقها من التسول والاكل دون ان يكون لها مأوى غير بوابات الجوامع او النوم على المجاري والخرابات، والمؤسف ان هذه الفئة عندما تتم محاصرتها من قبل السلطات بتكثيف حملات الكشة التي ظل يمارسها النظام المباد تلجأ تلك المجموعات الى اطراف العاصمة هرباً من السجن والحبس،ولكن سرعان ماتعاود الكرة بحثا عن التسول بقلب الخرطوم وتستهدف الاسواق واماكن التجمعات، والناظر لهؤلاء المجموعات يلاحظ انها ظلت تتكاثر دون ان تكون لديها شهادات ميلاد تحفظ حقوقهم في الإنتماء للوطن،وهنالك خطر داهم اخر وهو ومن خلال هذا التمازج بين مختلف المكونات سيشكل خطراً حقيقياً ومهدد لسلامة النسيج المجتمعي السوداني في ظل غياب الادوار الامنية والمجتمعية لتحديد واطر لإيقاف هذه الظواهر، والملاحظ أيضاً ان هذه المجموعات بدأوا يشكلون خطرا على الاسر من خلال تقلدهم لبعض الوظائف الهامشية التي لاتحتاج لمهارات مثل عمل الورنيش وعاملات المنازل، وتكمن الخطورة ان المجتمع والاسر السودانية متسامحة وسهل اختراقها لجهة الغالبية من الاسر السودانية تتعاطف مع الغريب دون قراءة واقعية لذلك تتمدد ظاهرة سرقات المنازل،كما ان الطفل او الشخص الذي لا حاضنة له يتجرد من القيم والاخلاق لذلك ليس من المستغرب ان يهرب طفل الورنيش بحذاء أحدهم ان وجد الفرصة المناسبة لذلك .

جماعة النيقرس ..أصل الحكاية
في قراءة للتسلسل الاجرامي لهذه المجموعات أوضح الخبير الأمني (م د) يقول : إن الملاحظ ان ظاهرة العنف والسرقة والسكر هي صفات متلازمة لاطفال الشوارع وأوضح انه ومن خلال عمله لعشرات السنين في مجال رصد ومتابعة قضايا وحوادث المشردين قبل تقاعدة للصالح العام، يقول ان زعماء هذه المجموعات اوالعصابات الاجرامية عندما يتم القبض عليهم في جرائم جنائية مثل المادة 130 يتم عزلهم وحبسهم، بينما يتم اطلاق سراح اصحاب الجرائم الأخرى التي تتعلق بالسرقة والخطف والاذى الجسيم بعد استوفاء المدة، واسترسل ان كل المجموعات الاجرامية بمقدور الأجهزة الامنية القبض عليها لجهة ان السلطات لديها معلومات كافية عن (القطيع) حسب وصفه، وعليه ستكون هذه المجموعات رهن الاعتقال متى ما إستدعى الامر، لذلك ليس من المستبعد ان يتم توظيف هذه المجموعات حال الحاجة اليها من قبل السلطات، ومضى، هذه المجموعات تعيش حياة الغاب وتعاني من تعقيدات نفسية مثل الحقد الطبقي ويتضح ذلك من خلال سلوكها العدواني حتى مع بعضها في كثير من الاوقات لذلك تتفشى وسط القطيع جرائم الإعتداء الجنسي وممارسة أبشع أنواع الجرائم المجتمعية مع من حولهم من الصبية من النوعين ذكر بطريقة وحشية، لذلك ليس من المستغرب استغلال هذه الفئات وتوظيفها للقيام بادوار معينة من قبل مختلف الجهات معينة شريطة ان يكون المقابل المادي حاضرا، ومضى في قراءة متأنية لسلوك هذة الشريحة يلاحظ ان لديها قيادات تتحكم في حركة المجموعة وهي تأتمر لامر لقائد القطيع وهذا الإذعان المطلق يمكن توظيفه لتحقيق أجندات من يقبض بلجام قيادات المشردين لذلك يصبح من السهل التحكم على المجموعة بالسيطرة على القائد، وهذا أمر قد تتخذ الاجهزة الامنية عندما تريد فك طلاسم جريمة معينة حيث تنشط الاجهزة الأمنية في محاصرة القطيع بدائرة محكمة ثم تشرع تلك الجهة في استدارج القائد والذي بدوره يكشف عن الجاني، والملاحظ ان هذه المجموعة ليس لديها نوازع دينية او مجتمعية او اخلاقية لذلك هي تسارع بتنفيذ كل مايوكل إليها من مهام وتوجيهات والشاهد ان كل الفظائع التي ارتكبت خلال احداث 2013 كان ظاهراً للعيان الدور الابرز الذي لعبته قبل ان تعود ادراجها الى ذات الامكنة التي تم اصطيادها فيه من خلال تجمعاتها وتواجدها سواء كان ذلك في السوق المحلي او من داخل الاحياء الطرفية من اجل ان تلعب دوراً جوهرياً في تلك الاحداث بتحويل مسار التظاهرات الى أحداث شغب وتعدي على المواطنين وممتلكاتهم وهي زريعة مكنت الاجهزة الامنية من ممارسة، وقطع الخبير الأمني ان ظهور هذه المجموعات خلال أحداث معينة المظاهرات يكشف ان جهات أخرى حاولت اقحامها في المشهد لتلعب دوراً محدداً، ومضى: الحديث الدائر حول توظيف المشردين من قبل اجهزة الدولة الامنية او بعض من رموز النظام السابق لإحداث الفوضى لا تثبته الوقائع ولا البينات ولكن الشواهد تعضد ذاك الحديث تكشف ان وراء كل فعل فاعل هذا عطفاً عن التنظيم الدقيق لعمل المجموعة وان على الاجهزة الامنية المختلفة والتي تعددت في النظام البائد ان تعي خطورة هذه المجموعات وتسعى لاحكام الرقابة عليها من خلال انشاء مراكز عزل لاستيعابها ومعالجة كافة الاثار النفسية المصاحبة لها وتوفير بيئة مناسبة عندها يمكن تأهيلها وإعادة دمجها في المجتمع .

معالجات وحلول
رمت الدكتورة والباحثة الإجتماعية حنان ابراهيم الجاك باللائمة على الدولة ورأت ان تمدد الظاهرة دون التدخل ووضع المعالجات شأن فيه كثير من المخاطر على النسيج المجتمعي، وأوضحت ان ثمة علاقة وروابط بين اطفال الشوارع ومجموعات النيقرس، وجزمت ان هنالك كثير من التقاطعات بين المجموعتين وان الشارع يظل يشكل عمق الانتماء وأقوى الروابط عطفاً على غياب الوازع الديني والاخلاقي عند كلتا المجموعتين، ولم تستبعد الجاك ان تكون للأجهزة الامنية اليد الطولى في تمدد ظاهرة النيقرس لكنها في ذات الوقت شددت على ضرورة ان تشرع الحكومة بشكل عاجل في انشاء دور ومراكز لتأهيل تلك المجموعات المتفلتة من مختلف الجوانب النفسية والمجتمعية والبحثية لتغير نمط الحياة عندهم وتوفير سبل كسب العيش لهم بدلاً من تركهم في العراء يتناسلون ويتمددون دون رقابة من قبل جهات الاختصاص سواء كانت وزارة الرعاية الاجتماعية او المنظمات الإنسانية والحقوقية.

تحقيق /عبدالرحمن حنين
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. استغرب كلام الباحثة ان الاشارة الي انهم من دول الجوار لاجئين ثم تتحدث عن اثبات شخصية وما شابهه
    .. يجب ابعاد الاجانب ورعايو السودانيين في دور وتعليمهم .