عزمي عبد الرازق يكتب: عن الشهيد محمد المجذوب ابن خالتي آمنة
ونحن نتلقى خبر استشهاد محمد المجذوب، أو هكذا نحتسبه، صقعني الخبر، محمد ابن خالتي آمنة، لا أصدق.. يا رب تكون شائعة، يا رب يكون كابوس عابر، لكنها الحقيقة المؤلمة، رحل المهندس الحاذق برصاصة غادرة، في ذكرى الثورة المغدورة أيضاً، اختارت الرصاصة موضع القلب الطيب لتستقر فيه، وتخمد أنفاس الحلم المشروع، فلطالما كان محمد باراً بوالديه حفياً بأهله، عاشقاً لوطنه، ولداً صبي ومقدام، لا يخشى في الحق لومة لائم، أمه آمنة نور الدائم الجميعابي، سليلة تلك الأسرة التي وهبت السودان خيرة الأبناء والبنات، وأخرهم هذا الفتى الصاعد بشبابه النضير إلى رب كريم لا يُظلم عنده أحد، طغت صوره على كل شيء، لتضع نهاية لهذا العام التعيس الخرب، وعندما دلفت إلى صالون العزاء في الجريف شرق، وجدت والده يقف في شمم عجيب، صابراً محتسباً، لم يجزع أبداً، يتفقد الضيوف، يتلقى الفاتحة بقلب مؤمن، مداعباً مسبحته بالذكر، متلفحاً ذلك الشال الأخضر الزاهي، بعد أن وارى سنده في النائبات، بينما كانت الآم أقوى كدأبها، صوامة قوامة، حيرت المُعزيين في صبرها الجميل، كأنها هى التي تواسيهم، رغم فقد الابن الكبير، لم يسمع أحد نواحها، أم الشهيد، يا لها من أم! رفيقة القرآن، ابنة الأكرميين، تعلم وتعمل بقوله تعالى “إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب” وهى كذلك منذ سنوات طويلة، خالتي أمنة، حفية بالفقراء والمساكين، حريصة على الأرحام، تصل ما أَمر اللَه به أَن يُوصَل وتخْشى ربَّها وتخاف سُوءَ الحِساب، فيا رب، يا خالق الموت والحياة، فإن محمداً، عندك بنبله وطيبة قلبه وتفانيه وحبه للخير والناس فتولاه برحمتك ومغفرتك وأجمعنا به نقيا في الجنان، في ظل ممدود وطلح منضود وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، وعلى مقعد صدق جوار نبي الرحمة محمد ابن آمنة الصادق الصدوق، ولا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
عزمي عبد الرازق
جاتك قريب يا عزمي ان شاء الله توعى ان مناصرة الانقلابيين شر محض و كرة لهب تصل كل البيوت الآمنة..
نسأل الله ان يتقبله شهيدا و يرحمه و يغفر له و يكرم نزله و يصبر أهله