تحقيقات وتقارير

المسيل لدموع الحزن .. شرخ في علاقة الشعب والقوات النظامية


63 شهيدًا و1700 من المصابين 23 شخصًا فقدوا أطرافهم و جزء من الأعضاء الحيوية و3 أصيبوا بالشلل وواحد في حالة فقدان الوعي و200 شخص ما يزالون قيد العلاج و2 في العناية المكثفة وحالتي عنف جنسي أدناه تفاصيل التقرير الذي حدثته منظمة حاضرين التي تتابع حالات مصابي مواكب الاحتجاج الرقم المعلن عنه أمس هو رصيد الخسائر في سودان ما بعد انقلاب 25 أكتوبر.

موكب التاسع من يناير
أعلنت منظمة حاضرين عبر فريقها العامل على أن أكثر من 100 مصاب في أحداث مواكب التاسع من يناير التي خرجت في كل من الخرطوم وأمدرمان وبحري من أجل رفض الانقلاب العسكري والمطالبة بالحكم المدني المفضي إلى تحول ديمقراطي في أعقاب ثورة ديسمبر إبريل قبل انطلاق الموكب وفي مساء الثامن يناير أصدر عضو مجلس السيادة عبد الباقي الزبير توجيهات للأجهزة الأمنية بعدم مطاردة الثوار في الأحياء وعدم اقتحام المؤسسات الصحية والمستشفيات وفي اجتماع مع والي الخرطوم رئيس اللجنة الأمنية بالولاية طالب عضو السيادي العائد من الاستقالة قال إن السبب فيها العنف الذي واجهت به الأجهزة الأمنية الثوار وعمليات القتل طالب المحتجون بعدم استفزاز الأجهزة الأمنية وأقر باحترام الحكومة لحق التعبير السلمي لكن التوجيهات السيادية لم تكن كافية لأن ينتهي الموكب دون أن تكتب عبارة احتسبنا شهيدًا.

استشهاد علي حب الدين
بعد أن نجح ثوار أمدرمان في عبور جسر شمبات نحو بحري في طريقهم للقصر بالخرطوم حيث إن المواكب التي تجمعت أمام منزل الزعيم الأزهري قادمة من كل مناطق أمدرمان لم يعترضها أحد لكن بعد أن عبر الثوار جسر شمبات في طريقهم إلى جسر المك نمر للالتحام بمواكب بحري التي كانت تحاول العبور إلى القصر وتجاوز الجسر المغلق تعرضوا للغاز المسيل للدموع الذي أطلقته الشرطة بكثافة من أجل فض التجمع وإنهاء الموكب وبسبب هذا الغاز سقط صاحب الـ23 عامًا علي حب الدين الذي يقطن أمبدة شهيدًا حيث عجزت كل محاولات الأطباء في مستشفى بحري لإسعافه بعد تعرضه للضرب بواسطة بمبان في الرأس أدى في آخر المطاف لاستشهاده ما حدا بالموكب نفسه أن ينطلق في رحلة عكسية وهذه المرة موكب تشييع ثائر كان مثل رفاقه يحلم بسودان الديمقراطية والتنمية علي هو ابن الدكتور بجامعة النيلين حب الدين علي والذي التحق بالعمل في الجامعة في الحرس الجامعي بعد تقاعده من القوات المسلحة التي يواجه جنودها وضباطها الشارع الثائر الآن بغية إصلاح مسار ثورته.

حكاية المعصوم
الطفل صاحب الست عشر ربيعًا والطالب بمدرسة بحري الثانوية كان الشهيد الثاني في موكب التاسع من يناير وتعرض أيضًا لإطلاق رصاص على الرأس فشلت معه كل محاولات الأطباء ليغادر الحياة صبيحة يوم أمس المعصوم هاشم يسكن إشلاق البوليس بالخرطوم بحري ووالده ضابط في الشرطة في رتبة عقيد ويعمل الآن في سجن كوبر وبحسب موقع مونت كارلو ارتقت صباح الإثنين 10 يناير بالمستشفى الدولي بالخرطوم بحري روح (المعصوم هاشم عبد السخي) الذي يبلغ من العمر 16 سنة، متأثرًا بإصابة بالغة بعبوة بمبان مباشرة في الرأس في مليونية أمس الأحد 9 يناير، المناهضة للانقلاب العسكري وتعرضت في مايو من العام الماضي قوة برئاسة العقيد هاشم إلى كمين نصبته عصابة من تجار المخدرات في منطقة سنقو في محلية الردوم بولاية جنوب دارفور مما أدى إلى استشهاد 12 من أفراد الشرطة و جرح 14 آخرين لم تكن الدبابير التي يضعها العقيد على كتفه لتعصم صغيره من الموت المحمول على بنادق أخرى لذات الشرطة والأجهزة الأمنية والتي تواجه بانتقادات لأذعة داخليًا وخارجيًا من أجل إيقاف العنف الممارس في مواجهة المواكب

وجع الرفاق
أمام منزل الشهيد المعصوم جلس زملاؤه في مدرسة بحري الثانوية الحكومية يغتالهم الحزن والوجوم دون أن تتوقف حناجرهم عن الهتاف بضرورة الحصول على العدالة والتنديد بسياسات القمع التي تمارسها الأجهزة الرسمية ضد الاحتجاجات السلمية كانت الصورة الملتقطة بمثابة دق لناقوس الخطر وأن الفاتورة التي يدفعها السودانيون من الشباب باهظة الثمن فيما يتعلق بالثورة كما أن التعامل مع الأرواح بعدم مبالاة أمر يبعث على الحزن أكثر وتتحمل مسؤوليته بشكل رئيسي الأجهزة النظامية وعلى رأسها السلطة والتي وللمفارقة وبعد تعرض المعصوم للإصابة كان بيانًا ممهورًا باسم المكتب الصحفي ينفي مقتل أحد الضباط من رتبة الملازم في الاحتجاجات وأن الأمر لا يعدو سوى كونه إشاعة في وقت ما تزال الإجابات حول كيفية وفاة أكثر من 60 شهيدًا وشهيدة في الانتظار حيث تكتفي هيئة الطب العدلي بإصدار تقاريرها التي تحدد أسباب الوفاة في الإصابة بعبوة غاز مسيل للدموع في الرأس أو في العنق مثلما حدث مع تقارير وفاة علي حب الدين والمعصوم هاشم ومن قبلهما علاء الدين عادل الذي أصيب في موكب 6 يناير بأمدرمان وهو يفتح باب الأسئلة حول الطريقة التي يتم بها إلغاء الغاز المسيل للدموع من قبل القوات على المحتجين وذلك بإلغائه على أجسادهم مباشرة بغرض التسبب في الأذى والذي ينتهي بالموت مثلما يحدث الآن .

ردة الفعل
عقب إعلان وفاة المعصوم حضر عدد من رجال الشرطة إلى منزله بغرض تقديم واجب العزاء لزميلهم لكن المجموعة تعرضت لهتافات مضادة من قبل المواطنين ومن قبل النساء بشكل أساسي حيث حملوهم المسؤولية في مقتل الشباب وفي أسوأ الفروض في العجز عن توفير الحماية لهم وهو الأمر الذي يشير إلى حالة اتساع الهوة بين الشرطة وبين الشعب استنادًا عللا ما يجري الآن في الشارع خصوصًا في ظل التحولات الأخيرة ومنح القوات المشاركة في فض الاحتجاجات الحصانة من أجل القيام بواجبهم الهتافات ضد الشرطة ومن قبلها تراجع حالة التقدير للقوات المسلحة مقرونًا ذلك بإصرار الشباب على إكمال مسيرة ثورتهم أمر يهدد باتساع حدة الانقسام بين المواطنين والقوات النظامية ما يحتوي على درجة كبيرة من المخاطرة علاجها يتم في إصلاح هذا الشرخ والالتزام بالقانون ومعرفة حدود إطلاق الرصاصة حتى لا ترتد على وجه من قام بإطلاقها منذ البداية.

ما تكتلوا وليداتنا
نهار اليوم سيخرج موكب في أمدرمان أطلق عليه موكب أمهات الشهداء وعنوانه الرئيس “ما تكتلوا وليداتنا” الحزن الذي تحمله أمهات الشهداء في قلوبهن يهد الجبال والموكب نفسه كان قد تحرك قبل انطلاقاته ففي موكب السادس من يناير تقدمت إحدى امهات الشهداء الي ارتكاز السلطات ورددت بمنتهى الشجاعة “ما تكتلوا زول تاني كفاية إطلاق رصاص هذا جيل من حقه الحلم والحياة”، وقتها رد عليها أحد الضباط مطالبًا إياها قائلًا (أعفي لينا) أمام مشرحة أمدرمان، وهي تنتظر جثمان ابنها تطالب والدة الشهيد علي حب الدين إخوانه بعدم البكاء عليه لأنه “مات راجل وخلى من وراه رجال لاكمال ذات المشروع”، تؤكد السيدة أن قلب الأم في داخلها يتقطع وعليها أن تتجاوز ذلك لأن ابنها مات لأجل قضيته فلم تعد الآن هي قضيتها دم علي وإنما قضيتها تراب بلد علي الغالي.

الخرطوم: الزين عثمان
صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. طفل 16 سنه يعنى كا سالوه قضيتك شنو يقول شنو – ولا احسن يتكلم نيابه عنو من اخرجوه و شجعوه وملو راسو انه بطل وشهيد