بدر وتاركو.. بين إتهام تدمير سودانير بإمتياز وسد فراغها بنجاح “1”

تتملك طيف واسع من السودانيين قناعة راسخة تذهب في إتجاه التأكيد على أن نهضة شركتي تاركو وبدر ارتكزت على تدمير سودانير، بل البعض يذهب بعيداً ويلقي عليهما بمسؤولية تدهور الناقل الوطني، وتبدو نظرية المؤامرة هنا حاضرة بأن ثمة أيد تتعمد الا تعود الخطوط الجوية السودانية لسابق عهدها من أجل خدمة الشركتين.

بالمقابل يوجد من يعتقد بأن نجاح بدر وتاركو جاء نتيجة لمثابرة وجهد إدارتيهما، وأن الشركتين تمكنتا من سد فراغ غياب سودانير بنجاح، كما أنهما في نظر آخرون كانتا ملاذا لكل الكفاءات التي تم تشريدها من الناقل الوطني وأنه كان طبيعي أن تستفيد منهم،ويعتقدون أن الحكومة في عهد النظام البائد هي السبب في تدمير سودانير وليس بدر وتاركو.

بين هذا الرأي وذاك فإن مجلة _ طيران بلدنا _ اختارت فتح هذا الملف بسبب مطالبات الكثير من القراء عطفا على بحثها عن أين تكمن الحقيقة حول علاقة نه تاركو وبدر بتراجع سودانير ، وفي حلقتنا الأولى هذه نستعرض إفادة مهندس الطيران محمد عمر مختار.

للإجابة على الأسئلة السابقة فإن مهندس الطيران “محمد عمر مختار” يشير إلى عدد من النقاط، وتتمثل النقطة الأولى في أن تاركو وبدر وغيرها من شركات الطيران بالسودان استفادت من غياب سودانير، ويقول إن هذا الأمر ليس حصرياً على السودان بل موجود في كل دول العالم، وأضاف في حديث لطيران بلدنا :”في كل دول العالم فإنه وعند توقف شركة طيران عن التشغيل فإن الشركات الأخرى حتى لو كانت وطنية فإنها تعمل على سد الفراغ، وهنا لابد من الإشارة إلى مثال إقليمي في هذا الصدد يتمثل في أن الخطوط القطرية حينما تم حظرها من عبور الأجواء السعودية والإماراتية فإن هذا أتاح لعدد من الشركات منها بدر وتاركو فرصة تسيير رحلات بين الخرطوم والدوحة، وكذلك حينما توقفت الكينية، و ماحدث في هذا الصدد أعتبره شئ طبيعي.

ويرجع المهندس محمد عمر النهضة السريعة لتاركو وبدر إلى استفادتهما من عصارة خبرة وتجربة عدد من كوادر سودانير بعد أن تم الاستغناء عنهم في عهد الإنقاذ خاصة في فترة وزير النقل مكاوي، وأضاف :أعرف عدد كبير من المهندسين لديهم خبرات تتجاوز العشرون والثلاثون عاماً ويحملون شهادات عالمية ودربتهم سودانير تم الاستغناء عنهم، وهذا الأمر ساعد تاركو وبدر في النهوض سريعاً بعد أن استعانت بهم.

ويلفت المهندس محمد عمر إلى نقطة ثالثة يدور حولها الجدل ويقول:البعض يسأل هل هناك إياد خفية تعطل نهضة سودانير وتكسر مجاديفها وتعمل على عدم عودتها، الإجابة هنا بنعم بنسبة ٥٠٪ وأيضاً ٥٠٪ لا، ورأى الشخصي أن المشكلة تكمن في ضعف الإرادة السياسية الوطنية للحكومات المتعاقبة التي تدفعها لدعم وتطوير سودانير، كما أن الحظر الأمريكي كان له تأثير وهو قاصمة الظهر لسودانير، ولكن في ذات الصدد فإن عدد من الخبراء يفندون هذه الفرضية بل ويرفضونها وذلك حينما يستدلون بدول كثيرة تعرضت للحظر الأمريكي ومنها إيران التي تمتلك شركات طيران كبيرة ومعروفة مثل ماهان اير وإيران اير وتعمل بطائرات أمريكية وأوروبية وكذلك الخطوط الجوية السورية، وهنا البعض يعتقد بأن الحظر يعتبره مجرد شماعه في الوقت الذي يؤكد آخرين تأثيره.

ويختم المهندس محمد عمر حديثه مؤكداً على أن سودانير تحتاج إلى الإرادة الوطنية من الشعب والسياسية من قادة الحكومة وذلك حتى تعود وتنهض مثلما كانت.
نواصل

الخرطوم:طيران بلدنا

Exit mobile version