رأي ومقالات

المشكلة الأساسية تكمن في هذا السلوك الذي لايشبه أهل السودان


تدخل أزمة غلق طريق شريان الشمال بين مصر والسودان في منطقة حرجة، بعد قرابة الأسبوعين يتم حجز مئات السائقين المصريين على جانبي الطريق، ومنعهم من العبور، والرجوع الى بلادهم واسرهم، واجبارهم على الوقوف في هذا البرد القارص، بدأت الأزمة باحتجاج من الولاية الشمالية على الحكومة المركزية في السودان بسبب زيادة تعريفة الكهرباء، وقام بعض أهالي الولاية بغلق الطريق لعودة التعريفة كما هي بالاضافة لمطالب أخرى، لتتحول هذه الأزمة بعدها لاتهامات سودانية لمصر بالاستفادة من خيرات السودان بتهريب البضائع وتزوير العملة السودانية، وأن غلق الطريق سيكبد الإقتصاد المصري خسائر فادحة !! على الرغم من أن صادرات مصر للسودان تكاد تعادل ١٪؜ من صادراتها الكلية للعالم،

على أية حال ليس هذا مربط الفرس بالنسبة لي، فهناك سودانيون كثر دافعوا عن ذلك بالأرقام والمعلومات، أما المشكلة الأساسية تكمن في هذا السلوك الذي لايشبه أهل السودان، فالتعنت في حجز مئات المصريين بهذه الطريقة ليس من شيم الكرام، وأظن مابيننا كثير وعامر، وأنا أتابع هذه القضية، لم أتفاعل معها منذ البداية، وقلت أزمة بسيطة وأيام هتعدي، لكن وجدت الأمور تزداد سوءا مع صمت رسمي سوداني ملحوظ، إلى أن قرأت خبرا اليوم مفاده أن عدد من السائقين المصريين حاولوا هدم التروس التي يغلق بها الطريق، ودارت مشاجرة بينهم وبين السودانيين، وصلت لشتائم من الجانب السوداني بألفاظ تعصى على الكتابة، وهنا أتساءل ماذا لو تطور الأمر ووقعت ضحايا من أي طرف، ماذا سيحدث وقتها؟ الن يفجر ذلك أزمة كبيرة بين البلدين؟ مايضير الثوار السودانين في الشمالية من فتح الطريق لهؤلاء المصريين وعودتهم لمصر سالمين ثم غلقه مرة أخرى، ألن يحقق ذلك الهدف الأساسي من الإحتجاج؟؟

وأنا أتابع هذه الأزمة تذكرت أزمة العالقين السودانين في مصر قبل عامين تقريبا من الأن، عندما رفضت الحكومة السودانية وقتها دخول أكثر من ألف سوداني إلى بلادهم بسبب جائحة كورونا، كنت أتابع القضية جيدا، وأتواصل مع العالقين يوميا، وأتذكر كم كان أهل صعيد مصر في غاية الكرم معهم، وهذا واجب وليس منه، فالسوداني في مصر يعني في بلده ،

كما أتذكر شهادات العالقين لي عن كيف كانت السلطات المصرية تقوم بحراستهم وتأمينهم في هذا المكان، وعندما رفضت الخرطوم دخولهم عادوا الى القاهرة بكل ترحاب وعاشوا معنا في سلام أمنين حتى انتهت الأزمة، أثق في نبل وشهامة الشعب السوداني مهما كانت الظروف التي يمر بها، وأتمنى أن تنتهي هذه الأزمة بسلام من الثوار أنفسهم، طالما أن الجهات الرسمية السودانية ليس بمقدورها أن تفعل شيئا، فما بين البلدين أكبر وأعمق من ذلك بكثير.

صباح موسى


‫3 تعليقات

  1. و هل إذا أراد السودانيين اتباع نفس سلوك المصريين من تدمير لاقتصادنا و تهريب مواردنا، هل يوافق المصريين.
    يجب أن توضحي كل التجاوزات و الفوضي من جانب المصريين…

  2. تحية لكي ايتها الاستاذة صباح صاحبة القلم النزيه ولكن من قال لكي بأن السائقين المصرين يتعرضون لسوء معاملة فقد اخطاء ونقل أخبار كاذبة لكي وربما حدث خطأ في ترث معين ولكن الوضع العام هو اكرام الاخوة المصرين من مأكل وملبس وايواء من البرد بدليل الكثير منهم فضل البقاء بدلا من دخول الخرطوم.
    واهل الشمال يعلمون بأن هؤلاء ليس لهم زنب

  3. قحط والشيوعيين والبعثيين لا يمثلون الشعب السوداني ولا أخلاقه هم عصابات فقط وقطاع طرق (يقطعون السبيل) وهذا من أفعال قوم النبي لوط المفسدين، ونحن من ندمر اقتصادنا والعيب فينا وليس في مصر ولا هؤلاء السائقين البسطاء، الحق يقال، مصر لم تمنعنا من إقامة بورصات وسن قوانين للتجارة والتصدير والتهريب وتصنيع موادنا الخام، حكوماتنا المتعاقبة هي من فعلت ذلك.