تاركو للطيران ..تفاصيل الرحلة “112” الخرطوم- القاهرة
جسد المشهد خارج الصالة ٢ بمطار الخرطوم مساء أمس السبت الواقع الذي يرزح تحت وطأته السودان، وفي ذات الوقت يكشف عن حميمية ماتزال مغروسه في دواخل أهل الأرض النيلين، فالمسافرين إلى خمسة وجهات خارجية في توقيت متقارب جمع بينهم عنصر الشباب الذين قرر معظمهم في حالة يأس أن يطرقوا أبواب الهجرة بعد أن تحطمت أحلامهم تحت صخرة ظروف إقتصادية شائكة في بلد هي الأغنى بحسابات الموارد والأفقر بمعطيات الأرقام والواقع المعيشي، ورغم ذلك فإن السودانيين ماتزال تمشي بينهم الرحمة والمودة ويتبدي ذلك في عدد المودعين الذين اخفوا دموعهم لبث الأمل داخل من أختار الهجرة وهو يلقى عليهم نظرة حانيه لتكون زاده وهو مقبل على تجربة جديدة خارج وطن اجداده،او سبباً لشفاء من يغادر وهو يشكو من مرض لم يجد بلسمه في السودان.
ونحن نجلس على “الترتوار” الأسمنتي خارج الصالة رقم ٢ المخصصة لرحلات شركات الطيران السودانية في إنتظار الإعلان عن بدأ موعد إجراءات رحلتنا، وبقدر حسرتنا على طريقة الإنتظار التي لاتحترم إنسانية المسافر إلا أن السعادة انسربت إلى دواخلنا ونحن نستمع إلى مكبر الصوت يعلن عن قيام رحلات لشركتي بدر وتاركو، فاثناء وجودنا الذي لم يتجاوز نصف الساعة خارج الصالة تم الإعلان عن خمسة رحلات لهاتين الشركتين إلى جدة، اسمرا، الرياض والقاهرة، وهو أمر جيد ننظر إليه من زاوية وطنيه بحتة ونعتبره مدعاة للفخر، وبالتأكيد يحدونا أمل متجدد باكتمال الصورة بعودة سودانير لزيادة معدل تشغيل شركات الطيران السودانية، لأن نسبتها من سوق السفر الجوي تعد متواضعة لاتتجاوز ٣٠٪ من عدد المسافرين عبر مطار الخرطوم سنوياً.
عند الخامسة وثلاثون دقيقة مساءاً كان علينا حمل امتعتنا والتوجه إلى داخل الصالة ٢ لإكمال إجراءات السفر إلى العاصمة المصرية القاهرة، وبعد أن وجدنا فرصة جلوس في الصالة البائسه المكتظة بالمسافرين تحسرنا على مفارقة “الترتوار” الذي كنا نجلس عليه في فناء المطار لأنه أكبر سعة وأكثر راحة، فالصالة ٢ لايوجد فيها شئ يخفف من وعثاء السفر المقدمين عليه ويزيل كآبة المنظر داخلها غير التعامل الجيد ونحن في طريقنا إليها من قبل موظفي الحركة في تاركو وبدر وهم يبذلون جهود كبيرة في إكمال إجراءات الرحلات بلا كلل وملل وجلهم من الشباب، مع ملاحظة قلة عدد الكاونترات وهو أمر يسهم في وقوف المسافر وقت ليس بالقليل في صفوف الإنتظار مع تواضع عدد المقاعد، وذات الهمة والتعامل السريع والاحترافي وجدناها عند التفتيش من قبل منسوبي أمن الطيران وكذلك أفراد الجوازات.
وبرغم بؤس الصالة ٢ ذات المساحة المحدودة والمقاعد التي يجب تغيير عدد كبير منها لسوء حالها إلا أن ثمة إشراقة كانت واضحه تتمثل في إهتمام العمال بنظافة الحمامات التي ورغم قلتها إلا أنها تعد جيدة.
في الموعد المحدد كان علينا التحرك من صالة السلامة إلى طائرة شركة تاركو في الرحلة رقم ١١٢ المغادرة إلى القاهرة، يمكن تلخيص هذه الرحلة في كلمة واحدة جرت على لسان الدكتور عبدالله علي إبراهيم المحامي حينما هبطت الطائرة بمطار القاهرة وهو يبدي إعجابه بالكابتن محمد عثمان فقد قال ممتدحا: “معلم والله”، وذلك لأن هذا الطيار أظهر تميز واضح في الإقلاع والهبوط بسلاسه لم يشعر بها ركاب الطائرة، وهو أمر يجسد براعة الطيارين السودانيين الذين إرغم أن اشادتنا بهم بمثابة تأكيد للمؤكد، بيد أننا نفعل ذلك دائما من باب الفخر، ويكفي شرفا وجودهم في معظم شركات الطيران الكبيرة بالخليج، و الطيار المتمكن محمد عثمان الذي كان مصطفى ابوقناية مساعدا له ماهو إلا نموذج يعضد حقيقة كفاءة الطيارون السودانيون.
اما الضيافة التي تعد من أبرز نقاط القوة بتاركو كما أكدت المسافرة فائزة سعيد فإن طاقم الرحلة ضم المشرفه التي تجيد التعامل بأريحية وبشاشة سودانية “هيام على” وهي تعد من المضيفات صاحبات الخبرة وعرفنا أنها ظلت تؤدي مهامها بانضباط ومهنية منذ تأسيس شركة تاركو قبل عقد ويزيد من الزمان، وبجانبها “مني صلاح” التي وبخلاف احترافيتها في أداء مهامها فإنها تعد نموذج للشابة السودانية التي تمتلك إرادة قوية تتحدى الصعاب فهي مهندسة معمارية اختارت الضيافة وكذلك أم لطفلة، وحينما سألناها عن الاعتقاد الشائع بأن المضيفة حينما تتزوج تترك المهنة أشارت إلى أن هذا يتوقف على مدى قدرتها علي التوفيق بين مهنتها وواجباتها المنزلية، ورغم مشقة فعل ذلك إلا أن مني صلاح تبدو سعيدة بالجمع بين الضيافة والحياة الزوجية، وذات المضيفة ورغم أن الأمر شخصي إلا إنها لفتت نظرنا بعد الانتهاء من ضيافة الركاب وهي ترتدي العباءة وتصلي ووقتها لم نكن على مسافة بعيدة من موقع جلوس المضيفات بالقرب من قمرة القيادة وهو الأمر الذي أتاح لنا رؤية ذلك المشهد سريعا قبل أحكام إغلاق الستارة من قبل زميلتها وبالتأكيد من يحرص على أداء الصلاة في هكذا ظروف يعد مؤتمن على غيره.
وضم كذلك طاقم الضيافة الشابة نور الهدى وبجانبها الشابين عباس جعفر وبله خلف الله، و ثلاثتهم كانوا على درجة عالية من التعاون مع الركاب واتصفوا بالهدوء ولم تغب الإبتسامة عن محياهم واظهروا تعامل طيب خاصة مع الأطفال وكبار السن.
ومن أبرز المشاهد التي بدأت لافتة لنا في رحلة تاركو رقم ١١٢ إلى القاهرة مساء السبت أن المقاعد جميعها كان عليها ركاب ومن بينهم عدد مقدر من المصريين والجنوب سودانيين وسوريين وغيرهم وهذا يعد أمراً جيداً يؤكد على أن شركات الطيران السودانية نجحت في إثبات جدارتها وتمكنت من جدب مسافرين أجانب حصلت على ثقتهم.
وبوصولنا مطار القاهرة الأنيق وسريع الإجراءات في الموعد المحدد إنتهت قصتنا مع رحلة تاركو رقم ١١٢ التي كانت سعيدة بطبيعة الحال،ونأمل أن تكون عودتنا في مجلة طيران بلدنا بعد إنتهاء زيارتنا عبر سودانير أو بدر لنعكس صورة مشرقة أخرى عن شركات الطيران السودانية التي بطبيعة الحال نشجعها ونفاخر بها لأنها ورغم ظروف بلادنا ظلت صامدة تحافظ على إسم السودان يتردد في أكثر من عشرين مطار دولي.
الخرطوم:طيران بلدنا
دعاية لشركتي بدر و تاركو !
طالما أنك سوداني وتفتخر لماذا تقلل من شأن الطيران السوداني بعبارة دعاية؟؟؟؟!!!
دعاية
هذا كلام جميل وطيب بالتوفيق ومذيد من النجاح والتقدم والازدهار
اها انت تقول الكلام هذا ما وقغت علي عينك كيلو او اتنين من الدهب مهربه.ماتخاف حميدتي او البرهان يعملوا طيران منافس
يقلع من جبل عامر مباشرةالي روسيا عدل.