عبد الله مسار يكتب: الظن الحسن
يقال إن ملكاً لديه ابن زوجه ثلاث مرات وفِي كل مرة يطلق زوجته دون أن يعرف الأب السبب، مما اضطر أباه لطرده من القصر.
خرج الشاب من المدينة ليبحث له عن عمل، فعمل راعياً لأغنام وأعجب صاحب الأغنام بذاك الشاب وأراد أن يزوجه لابنته الوحيدة، وأشار ابنته في ذلك، فقالت لا أتزوجه إلا تسافر معه لتعرف حقيقته.
واصطحب صاحب الغنم الشاب الراعي للسفر لقضاء حاجة، وهما في الطريق مرا على غنم فقال الشاب (ما أكثرها وما أقلها) فتعجب الرجل ولم يرد. وقال في نفسه إنه غبي.
ثم مرا على غنم أخرى فقال الشاب (ما أقلها وما أكثرها).
ومرا على مقبرة فقال الشاب (فيك الأحياء وفيك الأموات).
ومرا على بستان جميل فقال الشاب (لا أدري إن كان هذا البستان أخضر أم يابس).
ثم دخلا قرية وطلبا ماءً فأعطوهما حليباً (شرب هو وأعطى الرجل بعده).
ودخلا أخرى وأعطوهما ماءً (فأعطى الرجل الماء ليشرب ثم يشرب هو بعده).
فقال الرجل في نفسه إنه لم يحترمني، شرب اللبن قبلي وأعطاني الماء لأشرب قبله.
ثم عادا وقص على ابنته كل شيء.
فقالت البنت لأبيها إنه نعم الرجل.
قال كيف؟
قالت الغنم في الأولى الكباش أكثر من النعاج، وفي الثانية النعاج أكثر من الكباش.
والمقبرة من ترك ذرية فهو حي ومن لم يترك فهو ميت.
أما البستان فهو أخضر إن كان صاحبه عمله بماله، وإن كان بالدَّين فهو يابس.
أما الحليب عند وضعه في الإناء ينزل الحليب ويصعد الماء، فهو شرب الماء وأعطاك الحليب.
أما ماء البئر، الماء الصافي يصعد للأعلى أعطاك أنت أولاً.
فزوجها له وعند دخوله عليها وضع يده على رأسها وقال لمن هذا الرأس، فقالت كان رأسي وأصبح رأسك، فقال لها تهيئ إلى السفر. أنا ملك ابن ملك ولست راعياً لغنم خرجت للبحث عنك.
اطلالة:-
الشخص السيئ يظن بالناس السوء ويبحث عن عيوبهم ويراهم من حيث ما تخرج به نفسه.
والشخص الصالح فإنه ينظر بعين صالحة ونفس طيبة للناس يبحث لهم الأعذار ويظن بهم خيراً.
لا يأخذ الإنسان معه إلا الجميل الذي صنعه.
ولا تحزن من محنة قد تكون منحة.
ولا تحزن من بلية فقد تكون عطية.
ولا تشتكي من الأيام فليس لها بديل.
ولا تبكي على الدنيا ما دام آخرها رحيل.
جعلني الله وإيّاكم ممن يحسنون الظن بالله ثم بالناس.