رأي ومقالات

اسامه عبد الماجد: روسيا واوكرانيا.. (10) دروس للسودان

¤ الدرس الأول: يجب تأهيل وتقوية المنظومة العسكرية وعدم المساس بالجيش .. لو تهاونت القوات المسلحة قيل اشهر في التعامل مع اثيوبيا التي حاولت انتهاز فرصة تشاكس المدنيين والعسكريين لسقطت القضارف.. لن يحترم أحد بلادنا لو لم تتحدث من منطلق قوة .. اجبرت روسيا العالم على النظر اليها بعين الاعتبار لما تمتلك من قوة ضاربة.
¤ الدرس الثاني: يجب تعديل زاوية الرؤية بشأن العلاقات الخارجية .. وتمييز الحلفاء من الاعداء والايجابيين من السلبيين .. اضطرت الولايات المتحدة أمس لابتعاث مسؤولين من جانبها لزيارة فنزويلا التي قاطعتها في 2019 واعلنت وقتها عدم الاعتراف بفوز الرئيس مادورو .. اضطرت واشنطن للخطوة لتفكيك وزعزعة العلاقة القوية بين موسكو وكاراكاس.
¤ الدرس الثالث: اثبت الغزو الروسي لاوكرانيا ان الاعتماد الكلي على الغرب فخ يستدعي عدم الوقوع فيه .. الرئيس الاوكراني زيلنسكي ادخل بلاده في حرب لا قدرة له لخوضها .. اصيب بصدمة بعد تراجع (الناتو) عن القتال الى جانبه.. وجه زيلنسكي انتقادات شديدة للناتو وقال لهم ( اي دماء تسيل هي في رقابكم).
¤ الدرس الرابع: يجب تمتين وتقوية العلاقة مع دول الجوار .. واختيار سفراء لتلك الدول بعناية فائقة.. وتنفيذ زيارات راتبة لوزير الخارجية لها .. كما قال وزير الخارجية الأسبق د. لام اكول: (كنت حريصآ على زيارة ليبيا شهريآ مرة على الاقل).
¤ الدرس الخامس: ضرورة التصدي وبقوة لكن من يحاول النيل منك .. أو التقليل من شانك .. وهذا يستدعي يقظة الدبلوماسية والانتباة لكل صغيرة وكبيرة .. هاجم سفير موسكو لدى واشنطن نوابآ بالكونغرس الامريكي ومسؤولين .. عندما تمنى أحدهم ان يقتل الرئيس الروسي .. رد عليهم السفير وبقوة واعتبر تصريحاتهم مهددة للامن القومي ووصفها بالسخيفة .. وفي ذات الوقت أبدى استعداده للتحاور معهم.
¤ الدرس السادس: من المهم الى جانب تقوية الترسانة الحربية .. تفعيل القوة الاعلامية وآليات الرقابة .. ردت روسيا على العقوبات التي فرضت عليها من الولايات المتحدة وحلفائها بحظر فيسبوك وتويتر على أراضيها.. كما تعاملت بقوة مع مروجي الشائعات – وما اكثرهم في السودان – من مواطنيها.
¤ الدرس السابع يجب ان لا تكون القضايا الخارجية محل تنازع وتشاكس .. وان يتم ردع كل من تثبت عمالته وتخابره مع الخارج.
¤ الدرس الثامن: اكد الغزو الروسي لاوكرانيا أهمية الاسراع في التعامل مع الاحداث بتشكيل غرفة طوارئ .. لم تغفل واشنطن حتى دراسة مقترح تشكيل حكومة منفى لادارة اوكرانيا بقيادة زيلنسكي من بولندا .. حال لم تمض الامور لمصلحتها وحليفتها اوكرانيا وهو المرجح.
¤ الدرس التاسع اتخاذ المواقف يتطلب قدرآ كبيرآ من الشجاعة سواء مع أو ضد .. أو حتى موقف الحياد والذي دفع الرئيس السابق عمر البشير فاتورته باهظة حيال الازمة الخليجية بين قطر والسعودية وقد ظل يدعو لحوار (عربي/ عربي) .. وصحيح بشأن حرب اليمن دفع البشير بقوات سودانية لساحة القتال لكنه ظل يشدد على أهمية الحوار .. بيلاروسيا جارة اوكرانيا ‘ وقفت الى جانب روسيا بل فتحت اراضيها ومجالها الجوي للقوات الروسية لضرب اوكرانيا .. اذن المسألة تحتاج الى قدر كبير من الدراسة والشجاعة في ذات الوقت.
¤ الدرس العاشر: أحيانا تفرض عليك الحرب سواء خارجيآ او داخليآ .. وهو الامر الذي يغيب عن المعارضة او تتعمد تجاهله.. ظلت الحركة الشعبية الجنوبية تجبر الجيش على قتالها .. مثلما حدث في توريت 2002 رغم ان وقتها كانت تفاوض المركز .. وسحب البشير وفد التفاوض ولم يعيده الا بعد تحرير توريت .. وبعض الانفصال قام الجنوب بغزو بلادنا وتم دحرهم.. عندما تحرشت اثيوبيا بالسودان وهب الجيش لقتالها سخر البعض من ذلك واعتبروا ان القوات المسلحة تعمدت الدخول في الحرب.

اسامه عبد الماجد
الاحد 6 مارس 2022