تحقيقات وتقارير

مناع يغرد .. الحرية والتغيير .. مَن خان مَن؟

أثارت التغريدة التي أطلقها عضو لجنة إزالة التمكين المجمدة صلاح مناع بعد غياب قسري عن السوشيال ميديا منذ قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر، أثارت جدلاً واسعاً ولغطاً وسط متابعين على منصات التواصل الاجتماعي، وقام بعض متابعي صفحته بهجوم لاذع عليه، فيما فسرها بعضهم بأن الرجل يلمّح إلى اتفاق يُدار في الخفاء مع المكون العسكري او الى وجود (خيانة للوطن مع جهات أجنبية)، وربما مؤامرات تُحاك بليل. وقال مناع في تغريدة على صفحته بـ”فيسبوك” حول (خيانة الوطن): “مثل الذي خان وطنه وباع بلاده مثل الذي يسرق من مال أبيه ليعطي اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه”.

مَن خان مَن؟

تغريدة مناع، فتحت الباب واسعاً امام التأويلات والتساؤلات عن ما يدور في الخفاء داخل (قحت)، ويرى مراقبون أن تغريدة مناع واضحة وعلّقوا قائلين (لا دخان بلا نار)، وفسروا تغريدته بأنه قد عني بها ان بعض رفاق الأمس بمجموعة الائتلاف الحاكم سابقاً ربما قفزوا من المركبة الغارقة.. بحثاً عن موانئ جديدة للإبحار.

وأوضحوا ان تغريدته تشير الى (خيبة أمل الرجل) الذي حمل حقيبته وجوازه الأجنبي وعاد مجدداً مهاجراً غريباً عن وطنه، وضربوا أمثلة كثيرة لقيادات (قحت) التي هاجرت مجدداً في صمت بعد قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر 2021, وأضافوا أن إشارته قد تكون مصوبة لبعض مكونات الحرية والتغيير التي وضعت يدها في يد المكون العسكري للبحث عن حلول للأزمة.

تجاذبات خفية

ولكن الشاهد أن إشارات مناع ليست جرس الانذار الوحيد المقروع، حيث عضّدتها تصريحات القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير، حيدر الصافي، الذي قال: قوى سياسية تطمع في الظفر بمنصب رئاسة الوزراء، بدلاً من عبد الله حمدوك. وأكّد الصافي أنّ بعض المكوّنات السياسية سعت بقوةٍ لإزاحة حمدوك عن المشهد من أجل إفساح المجال لها. وقال الصافي في تصريحات “البعض منها كان يرفض التفاوض مع المُكوِّن العسكري في أعقاب قرارات البرهان، بحجة العودة إلى ما قبل الخامس والعشرين من أكتوبر”. وأوضح الصافي في تصريح صحفي أنّ معظم مُكوِّنات قوى الثورة الحية تدعم عودة حمدوك.

هل هنالك خيانة؟

لم يستبعد القيادي بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، رئيس حزب البعث العربي التجاني مصطفى لـ( الصيحة ) ، خلع بعض مكونات الحرية والتغيير جلبابها القديم ، وتفصيل ثوب على مقاس تطلعاتها ،بأن تضع يدها بيد المكون العسكري ، وضرب مثلاً لبعض الأسماء تحفظت ( الصيحة ) عن ذكرها لحساسية التوقيت وتباعد هوة الشقاق السياسي ، لكنه اشار الى انها تتبع لأحزاب الاتحاد الديمقراطي وحزب الامة القومي والحزب الجمهوري والوطني الاتحادي. وقال ان هذه المجموعة اصبحت تركض الى حضن المكون العسكري بعد ان فقدت بريقها السلطوي , وزاد: لكن هذه المجموعة هي جزء من الحرية والتغيير بينما الغالبية مازالت تتمسّك بمطالب العودة لما قبل الخامس والعشرين من اكتوبر.

مجرد ملاحظات
وبسؤاله عن وضعية المجلس المركزي للحرية والتغيير حالياً، وبعد حل حكومته السابقة، قال ان المجلس المركزي كون بعد الخامس والعشرين من اكتوبر مجلساً تسييرياً يُسمى (المكتب التنفيذي)، لتسيير مهام العضوية، بينما ترك القرارات لاجتماع المجلس المركزي، واكد ان اجتماعات المجلس تراجعت واصبحت تقام في فترات متباعدة. وقال ان هنالك تكتلات كثيرة خرجت من الحرية والتغيير، بينما تسرعت مركزية التغيير في إبعاد بعض الاجسام التي شككت في مواقفها تجاه قرارات البرهان، واردف لا اعتقد ان هنالك خيانة وسط الحرية والتغيير، ولكن ارى انها مجرد ملاحظات على الأداء ورفض لشكل إدارة المجلس.

اختراق ولكن

في السياق، رأي المحلل السياسي صلاح الدومة في حديثه لـ( الصيحة ) أن قوى الحرية والتغيير اصبحت مخترقة امنياً ويمكنها ان ترضى بأي إملاءات من الجهات التي اخترقتها.

وكان مبارك اردول قد قلل من وجود ( قحت ) ، وقال : انتهت الحرية والتغيير ، وأضاف في منشور سابق بصفحته بالفيسبوك “يبدو انها تفرتقت صامولة صامولة”. وتساءل قائلاً: “ماذا تبقى من قحت المجلس المركزي”.

يذكر ان قوى “إعلان الحرية والتغيير” هيَ مكوّنات سياسيّة تشكلت من تحالفات “نداء السودان “و”الإجماع الوطني” و”التجمع الاتحادي” والتجمع الوطني. وتأسست الحرية والتغير في يناير 2019 خِلال الاحتجاجات المناهضة للنظام البائد وحتى عزلها في أبريل 2019. وفي أغسطس 2019، وقع المجلس العسكري (المنحل) وقوى “إعلان الحرية والتغيير” (الائتلاف الحاكم)، وثيقتي “الإعلان الدستوري” و”الإعلان السياسي”، بشأن هياكل وتقاسم السلطة في الفترة الانتقالية.

كل الخيارات

رأي القيادي بالقوى الوطنية وبقوى الحرية والتغيير سابقا د. حيدر الصافي، ان كل من يتحالف مع المكون العسكري من (قحت) هو شخص يسعى لمصلحة، ويرغب في العودة للسلطة باعتبار ان المكون العسكري داخل السلطة، وقال لـ( الصيحة) ان هنالك شراكة سابقة تجمعهم، واكد ان كل الدلائل والقرائن وحتى التغريدات المنشورة على الميديا تدل على أن هنالك تفاهمات تُجرى بين بعض قيادات الحرية والتغيير مع المكون العسكري للوصول الى تفاهمات، وقال نحن خرجنا من الحرية والتغيير وكوّنا القوى الوطنية ونعمل مع كل مكونات الثورة لبناء الوطن، وزاد: خططنا حالياً اختلفت باعتبار أننا نسعى لبناء مشروع وطني وبناء كفاءات إلى حين قيام الانتخابات، وقال إن المشهد السياسي الآن معقد ومفتوح على كل الخيارات.

صحيفة الصيحة

تعليق واحد

  1. البلد دا مافيها حل مليون حزب ومليون حركة وكمان بقي فيها لجان مقاومات ووو ويعني لو العسكر قال عاوز يرتاح من الازعاج لازم يعمل ليه برلمان كبير ويسمي بيت الشورة ويجيب كل الاحزاب والحركات واللجان ويعينهم ويدفع ليهم مواهي والناس دا كلها بس تجي كل يوم تتؤنس او تتشاكل وتمشئ لبيوتهم في اخر اليوم ويكون البرهان خلص منهم ومن قرفهم ومشاكلهم