صلاح الدين عووضة يكتب: الفخ الجميل!!
واليوم جمعة..
وكل فخٍ ذي مفاتن – من فخاخ الطبيعة – يُنصب لضحية ذات محاسن..
بمعنى أنها منفعة متبادلة..
فمن محاسن الفراش مثلاً – في نظر زهرة جميلة – أنه يساعد على تلقيحها..
ومن ثم على بقاء نوعها..
وإن لم تُغره – وشوابهه – بجمالها… ورحيقها… وبتلاتها… لما قربتها أصلاً..
لا هو… ولا اليعسوب… ولا النحل..
والرجل يتغزّل في مفاتن المرأة؛ ولا يدري أنها محض فخاخ جميلة له..
فالمستهدف بها – أساساً – الطفل… بقاء النوع..
فالصدر… والثديان… والأرداف؛ كل أولئك مخصصٌ له… لذرية المرأة..
والشعراء يتغزّلون في هذه المفاتن..
ويتغنى بغزلهم هذا المغنون؛ وعلى إيقاع أغانيهم هذه يطرب العاشقون..
ثم لا أحد منهم ينتبه إلى حقيقة هذه المفاتن..
فهي مجرد فخاخ جميلة تستدرج الغافلين – من الذكور – للحفاظ على النسل..
وحدهم الفلاسفة لم يغفلوا عن هذه الحقائق..
ومنذ فجر الفلسفة – في بلاد اليونان – اهتدى الفلاسفة إلى حقيقة مُدهشة..
حقيقة مُدهشة عن هذه الحقائق..
والفلسفة تقوم – أساساً – على الدهشة؛ ومن لا يندهش لا يصلح فيلسوفاً..
الدهشة إزاء كل شيء؛ حتى مفاتن المرأة..
فوجدوا أن المرأة – في حقيقتها – ليست جميلة؛ وما من شيء فيها جميل..
بل إن الرجل أجمل منها بكثير..
والذكر – من كل نوع – أجمل من أنثاه… وأكمل جسداً… وأبهى منظراً..
فالطاووس أجمل… والديك أجمل… والأسد أجمل..
وذهب أحد الفلاسفة بعيداً في طريق محاولة فهم الحقيقة المدهشة هذه..
فسموه عدو المرأة؛ أو هي التي سمته..
وهي تسمية نابعة عن غضب أنثوي؛ كيف لا ينخدع بفخاخها كما الآخرين؟..
وهو الفيلسوف الألماني شوبنهور..
ولم ينخدع – أقصد يتزوج – إلى أن مات… بعد عمرٍ طويل..
وكذلك ابن جنسه كانط؛ فقد عاش عمراً طويلاً أيضاً… دونما زوجة..
فهل لعدم الزواج علاقة بطول العمر؟… لست أدري..
والألمان معروفٌ عنهم توهج العقل؛ ولذلك يمجدون تفوق عرقهم الآري..
فأعظم فلاسفة العالم ألمان..
وكذلك أعظم علمائه؛ وعقب سقوط ألمانيا تدافع الحلفاء لخطف عقولها..
سيما أمريكا… وروسيا..
فكان للدولتين هاتين نصيب الأسد من العقول الألمانية الفذة..
ولولا هذه العقول لما كان غزو الفضاء..
ولما كانت القنبلة النووية؛ بل ولما كان غالب الذي تفاخر به الدولتان العظميان..
وكيركيجارد لم يتزوج حتى مماته..
قال للأنثى الوحيدة التي كانت في حياته: أنت جميلة؛ ولكن الفلسفة أجمل..
واكتشفت بعد ذلك أنه كان يجاملها..
فليست الفلسفة أجمل وحسب؛ وإنما كل ذكر من المخلوقات أجمل من أنثاه..
ولكن الإناث لها فخاخٌ جميلة..
وكلما بعد الرجل عن الفلسفة – والتفلسف – اقترب من هذه الفخاخ أكثر..
وبات احتمال أن يكون ضحية لها أكبر..
ولعل من حسن حظ المرأة أن قلة من الرجال هي التي تنظر إليها بعقولها..
هي التي تدرك الحقيقة الكامنة وراء المفاتن الظاهرة..
وتتمثل في الفلاسفة..
وما أسعد أن ينظر إليها السواد الأعظم من الرجال بقلوبهم..
وبالذات الشعراء… والمغنون… والحالمون..
وقديماً قال أحد هؤلاء الشعراء:
نظرتُ إليها نظرةً وهي عاتقٌ… على حين أن شبت وبان نهودها
وهو لا يعلم أنها – أساساً – من أجل طفلها..
وشاعرنا السوداني كنى عنها – النهود هذه – بالبرتقال… أو التفاح..
وقال في لحظةٍ هو أبعد ما يكون فيها عن الفلاسفة..
وأقرب ما يكون فيها إلى الفخ..
أهدي لي تفاحة بس…
أو برتكانة…
فهي لا شك…
مرضيانا…
وهي لا مانع لديها من أن تهديه إياها عن طيب خاطر… وتجعله يرضى..
كفخٍ جميل!!.
هههه قنعت من قحت و قبلت على الحريم؟