رأي ومقالات

قصة الكهرباء في السودان بين أزمة الضمير وأزمة الموارد

انتابتني الدهشة وانا اتابع الروايات الخبرية المتعددة للقاء السيد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق حميدتي ووزير الطاقة المكلف ومدير عام شركة كهرباء السودان القابضة المكلف وعدد من المسؤولين أبرزهم وزير المالية ومحافظ البنك المركزي وقد اطلع السيد النائب علي الأسباب الهامشية لقطوعات الكهرباء والتي عزاها المكلفون إلى فقدان الشبكة القومية ل 350 ميقاوات بتوقف خط الربط الإثيوبي وتوقف الامداد البحري من البارجة التركية لعدم سداد الفواتير.

يقيني أن سعادة النائب الرجل الحصيف لاتنطلي عليه كذبات هؤلاء القحاحيت فهو ليس بالخب ولايخدعه الخبوب، كيف لا والشواهد تؤكد لكل صاحب بصيرة خطل ما يتحدث به هؤلاء المكلفون غير المسؤولون فقطاع الكهرباء من القطاعات الاستراتيجية الهامة والتي تتطلب خبرات فنية متراكمة لا تتوافر في هؤلاء القحاحيت لذا يهرفون بما لايعون بل أصبحوا مثار تندر للأصدقاء قبل الأعداء في سوء ادارتهم واقصائهم للكوادر .

سيدي النائب أن فطاحلة الكهرباء أمثال محمود حسن ومكاوي محمد عوض ويس الحاج عبدين وضعوا الخطط الاستراتيجية ودربوا العاملين على التطوير المستمر لنهضة القطاع فكان لهم ما ارادوا حيث أصبحت الكهرباء في مرحلة زيرو قطوعات خاصة بعد دخول سد مروي وستين وتعلية الروصيرص عبر جهود الكوادر الوطنية المخلصة التي أنجزت المشروعات أمثال أسامة عبدالله ومعتز موسي ومحمد حسن الحضري فنعم المواطن بالأمداد الكهربي المستقر غير أن هؤلاء القحاحيت أمثال خيري ومحمد جلال هاشم لم يعجبهم ذلك فالبوا المواطنين لمنع استمرار بناء السدود التي تمد الان الشبكة القومية للكهرباء ب 80٪ وكان بالإمكان الوفاء بالطلب العالي للكهرباء الذي يقدر في حده الأدني ب10الف ميقاوات والتي كان متاحا منها 5 الف ميقاوات عند سقوط حكومة الإنقاذ في 2019 وكانت هنالك مشروعات تحت التنفيذ تصل إلى 4000 ميقاوات غير أن قحاتة السوء أبت نفسهم أن لا تستكمل هذه ألمشروعات فشردوا د. مضوي عبدالكريم وم. محمد عثمان محجوب وم. شمس الدين عباس وغيرهم كثر عبر لجنة التمكين الشيويعي في الكهرباء وكان عاقبة فعلهم أن توقفت كل المشروعات الجديدة إلى غير رجعة لا بل قاموا بهرجلة كبيرة في إدارة محطات الكهرباء فاوقفوا أعمال الصيانة والتأهيل وشردوا الموردين لقطع الغيار بتوقف دفعياتهم ومعاملتهم غير المحترمة وكانت النتيجة انهيار تام فمحطة كوستي الجديدة بأم دباكر تراجع إنتاجها من 500 إلى 300 والشهيد من 480 إلى 200 وتراجعت قرى من 420 إلى 160ميقاوات فهذا العنوان وما خفي كان أعظم.

أن قطاع الكهرباء لا يحتاج لسياسيين يستخدمونه لشل البلاد واكراه المواطن للخروج على سلطان الدولة عبر القطوعات القاسية والتعرفة المجحفة التي زادت التضخم والعب على المواطن وعطلت كل المشروعات الصغيرة وزادت نسبة البطالة وأصبحت مياه الشرب في أزمة مستمرة بسبب برمجة امداد محطات المياه الرئيسية والابار، واصبح المواطن مجبر للخروج من منزله ليرى أو يشارك في التظاهر ضد العساكر والسادة العسكريين غافلون عن أسلوب اليسار في الضغط على المواطن حتى ينفجر ضد أي شيء حتى على نفسه وما ثورة ديسمبر التعيسة منكم ببعيد.

هذا ما لزم تَوضيحه والله خير الشاهدين.

المستشار
3/ابريل/2022