السفايا أو الكتاحة: بشارة خريف مبشر
تشهد الخرطوم اليوم موجة غبار عالق بالجو، وتفسيره العلمي (منخفض جوي نتيجة الحرارة مما أدى لإنخفاض الضغط الجوي وبالتالي إندفاع التيارات الباردة مثيرة للأتربة والغبار) .
وفي باديتنا تفسيرات ذات جانب آخر، فهذه الموجات من الأتربة والغبار وما نسميه (السفايا) و(الأعاصير) وهي مرحلة تسمى عند البعض القيحة أو ناقل التيراب، تحمل البذور من سطح الأرض إلى الشقوق والجحور وتطمسها وتغمرها بالتراب، وهي مرحلة تسبق الرشاش (امطار خفيفة) قال عنه الحردلو في مسدار الصيد (توصيف رحلة الظباء):
أب عراق فتق قرنه المبادر شـــــــــره
والباشندي عمت مهـشـشيب الــــــدره
من النقره كل حين فوق عليوه منصره
ها الأيام محاريها القليعه ام غـــــــره..
وقد وصف ود شوراني اول الصيف في مرابيع منازل النجوم وقال :
غَابْ نَجْم النًطِحْ والحَرْ علينا اشْتَدً
ضَيًقْنَا وقِصِرْ ليلُه ونِهَارُه امْتَـــــدً
نَظِرة المِنو لِي القَانُون بِقِت اتًحدي
فَتَحَتْ عِندِي مَنطِقْة الغُنَي الْ انْسَدً..
وربما يشير كل ذلك في إجتهادي الشخصي لواحد من خيارين :
١ – فاصل مداري مؤقت يؤذن بنهاية الشتاء وبداية الصيف، أو ما نسميه (فارق العين (جمع عينة)، ويشهد تغيراً في المناخ بين عينة وأخرى..
أو
٢. ان الخريف هذا العام بإذن الله، مبشر و(مبدر)، أي أبكر مما عهدنا في المواسم السابقة..
هذا مدخل لضرورة ربط الموروث الشعبي (نتاج تجارب وخبرات ومشاهدات) مع المعايير العلمية وقد توسعت إمكانيات التنبؤ والرصد.. دمتم بخير
د. إبراهيم الصديق على