منى أبوزيد تكتب : فَضْلُ الكِلاب على كَثير مِمَّن لَبِسَ الثِّيَاب..!
“يحتوي التاريخ على أمثلة عن إخلاص الكلاب أكثر مما فيه من أمثلة عن إخلاص الأصدقاء”.. ألكسندر بوب..!
قبل سنوات حَصلتْ مقدمة البرامج الأمريكية الشهيرة “أوبرا وينفري” التي تمتلك خمسة كلاب على لقب أفضل مقتنية للكلاب بين المشاهير، وذلك حسبما جاء في التصويت الذي أجرته مجلتان مختصَّتان في العناية بالكلاب. وتعتبر كلاب “أوبرا” المدلَّلة أكبر المستفيدين من تركتها بعد وفاتها، فقد أوصت لها أوبرا بخمسة ملايين دولار سنوياً لكي تضمن استمرارية عيشها بنفس مستوى الحياة السابقة من رفاهية ودلال في دار رعاية بخمسة نجوم..!
هذا التقدير العميق للكلاب في أمريكا وأوروبا وغيرهما لا يقتصر على المشاهير وحدهم، بل هو ثقافة عامة وعرف اجتماعي مُتَمكِّن، ففي قلب لندن مثلاً يوجد مركز تجاري ضخم يرفع شعار الكلب المدلل يصل فيه سعر الرباط الجلدي الذي يطوق عنق الكلب إلى (190) جنيهاً إسترلينياً..!
حتى إن الشركات المختصَّة بإنتاج الأغذية الصحية للحيوانات الأليفة قد استغلت حجم الطلب الكبير على تلك المنتجات لتنتقل إلى مجالات العناية بالبشرة والثياب الأنيقة وأدوات الزينة، ولأنّ هذه المنتجات تحتاج إلى دعاية وتسويق اشتهرت بعض الكلاب السوبر ستارز بعرض الأزياء والظهور في الإعلانات التلفزيونية..!
كما تُحظى الكلاب بتقدير واحترام كبيرين في أوساط الساسة من رؤساء ووزراء، فعلى سبيل المثال عندما قيل للرئيس الأمريكي الأسبق “جورج بوش” بأن الناس يلقِّبون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق “توني بلير” بكلب بوش، أجاب في هدوء “هو أفضل من ذلك”، وهو قد أجاب كما ترى على هذا السؤال المبطَّن الملغوم بحذر وتحفظ كبيرين، والرجل معذورٌ لأنه مكبَّل بالخوف من أن تقوم عليه قيامة جمعيات المحافظة على حقوق الكلاب، ثم أنَّه لا يستطيع أن يلوِّن رده باستنكار واضح معوِّلاً على شعبية “توني بلير” لأن شعبية الكلاب في أمريكا وأوروبا أكبر..!
هذه النزعة في تفضيل الكلاب مثبتة تاريخياً عند بعض العرب أيام ازدهار الحضارة الإسلامية، فقد جاء قديماً في كتاب “فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب” للعلامة “أبي بكر محمد بن خلف المرزبان” أحاديث ومواقف وقصص مبكية عن وفاء الكلاب وغدر البشر وجحودهم، وفي الكتاب كلام رومانسي كثير عن فضل الكلاب يجعلك تشعر بالخزي والعار لأنك بشر – كلام كثير على غرار – “واعلم أعزك الله، أن الكلب لمن يقتنيه أشفق من الوالد على ولده والأخ الشقيق على أخيه، ذلك أنه يحرس ربه ويحمي حريمه شاهداً وغائباً ونائماً ويقظان، لا يُقصِّر عن ذلك وإن جفوه، ولا يخذلهم وإن خذلوه”..!
لعلك الآن تبتسم وأنت تفكر ببعض البشر الذين وصلتهم فجفوك، وأخلصت لهم فخذلوك، وأكرمتهم فجحدوا فضلك، وبذلت لأجلهم فبخلوا عليك. فلا هم اتصفوا بأخلاق البشر، ولا هم بلغوا فضل الكلاب..!.
صحيفة الصيحة
لقد افتقدنا الكاتبة المتمكنة منى ابوزيد لانني كنت من المعلقين الراتبين على مقالاتها اليومية على صحيفة الرٱي العام اون لاين. كانت ايام جميلة بحق وكنا وقتها نلبس نظارات زهرية او بنفسجية. لقد انهار المعبد على الجميع وتفرقوا شذر مذر. يبدو أن ناب الزمان عض الاخت منى. اكثر ما اخشاه هو أن يكون الاخ عبد اللطيف البوني من تنكر لها. رغم اني لا أعتقد ذلك. اختي منى الدنيا لم تزل بخير. هوني عليك فالجميع يعاني. وسوف تمضي الفصول ويٱتي الربيع.