في إنتظار غودو السوداني
مسرحية في انتظار غودو في انتظار غودو؛ مسرحية كوميديا مأساوية، من تأليف الكاتب الإيرلندي “صموئيل بيكيت”، نُشرت أول مرةٍ في عام 1952م باللّغة الفرنسية، وتتكون من فصلين فقط، يبلغ عدد صفحاتها حوالي 180 صفحة، وملخص “مسرحية في انتظار غودو”. يدور حول فكرة انتظار الذي لا يأتي مطلقا وأذا أتى فلن يكون هو الشخص المنتظر أبدا. بطلا المسرحية فلاديمير وإستراجون يظهران في الخشبة وهماينتظران تدور مسرحية في انتظار غودو حول “فلاديمير” و”إستراجون” المعدمين والمشردين، إذ تبدأ المسرحية وهما يقفان في وسط أرض جرداء على قارعة طريق قُرب شجرة عارية إلا من بعض الوريقات، وكانا ينتظران شخصًا يُدعى “غودو” لمدة يومين كاملين أملًا في أن يخلصهما من حالة البؤس والفقر واليأس التي يعيشانها. يَعرف كل من “فلاديمير” و”إستراجون” أنّ غودو لن يأتي؛ لأنّهما لا يعرفان أين ومتى سيلتقيان به، ولا يعرفانه أصلًا، حتى إنَّ فلاديمير يقول: “طبعًا، لا نعرفه جيدًا، ولكن نوعا ما
لكنهما رغم ذلك يظلان في حالة انتظار، وقد ظلَّت شخصية غودو غائبة ومجهولةً حتى آخر المسرحية، حيث تُشير إلى شخص يأتي للمساعدة، أو إلى الأمل الذي يسعى إليه الإنسان طوال حياته. ويظهر شخصان آخران هما عبد أخرس يدعى “لاكي”، ويقوده سيده “بوزو” المتغطرس من حبل رَبطه حول رقبته، وحمَّله الكثير من الأمتعة الثقيلة، وفي تلك الأثناء يصدر “بوزو” أوامرًا للعبد “لاكي” بطريقة تعسفية وظالمة، بينما يظهر الاحترام تجاه “فلاديمير” و”إستراجون” رغم أنّهما مُشردان. يجلس “بوزو” لتناول طعام الغداء وشُرب النبيذ، ويرمي العظام على الأرض فيلتقطها “إستراجون”، ويُوجه “فلاديمير” انتقادات حادة لـ “بوزو” بسبب سوء معاملته لـ “لاكي” ويقول له:”معاملة إنسان بهذه الطريقة.. اعتبر أنها ككائن إنساني.. كلا إنّها عار”، فيخبره أنّه قرر أن يبيعه قريبًا، فيبدأ “لاكي” بالبكاء في تلك اللحظة. وصول الصبي رسول غودو يُغادر “بوزو” و”لاكي” بعد عدة مواقف تحدث مع المشردين، وبعد مغادرتهما يصل صبي ويدَّعي أنَّ “غودو” قد أرسله إليهما، وحمَّله رسالةً مفادها أنَّ غودو لن يصل إليهما في ذلك المساء، ولكنَّه بلا شكَّ سوف يأتي في اليوم التالي، وبعد أن يُغادر الصبي يحل المساء، فيُفكر الرجلان في البحث عن مأوى لهما، ولكنهما لا يفعلان ذلك. بوزو ولاكي يعودان مجددًا يعود “بوزو” و”لاكي” مرةً أخرى، ولكن في هذه المرة يكون الحبل على عنق “بوزو” وهو أقصر ممّا كان عليه في الزيارة السابقة، فقد فاجأ “بوزو” “فلاديمير” و”إستراجون” بأنَّه أصبح ضعيف البصر، وبأنّ “لاكي” أصبح أبكمًا هو الآخر، كما أنَّ “بوزو” فَقدَ الإحساس بالوقت، ولم يعد يتذكر شيئًا. فلاديمير يتنبأ بعودة رسول غودو ينام “إستراجون” بعد مغادرة “بوزو” و”لاكي” هذه المرة، ويبقى فلاديمير وحيدًا، ويتنبأ بوصول رسول “غودو” ليُخبره نفس الرسالة السابقة، وعندما يصل الصبي يتساءل فيما إذا كان الرسول شقيق الصبي الأول، وعندما يُخبره بعدم قدوم “غودو” يغضب منه ويطرده، ويستيقظ “إستراجون” إثر ذلك. يُقرّرا أخيرًا أن يشنقا نفسيهما. لكنهما يعجزان عن ذلك وبدلا عن ذلك يقرران أطالة الصبر في انتظار غودو الذي قد لا يأتي وإذا حضر فلن يكون هو ذاته غودو.
هذه المسرحية التراجيدية الكوميدية هي تمثل الآن على المسرح السياسي للمرة الثانية بعد نسختها الأولى لم تحظى بإعجاب الجمهور. وغودو السوداني مواصفاته عجيبة فهو لابد له أن ينال حظوة العم سام ومجتمعه الدولي ويفوز برضاء أولاد العم وأولاد ماما ويحظى برضى اللاعبين المحليين ومزذوجي الجنسية… هل سيأتي غودو السوداني… ربما يأتي من دارفور أو الدبيبات أو غيرها لكنه بلا شك لن يكون غودو نفسه.
#عجائب_الزمن_القحتي
أمين حسن عمر
وقد تكون أنت -ولد حسن عمر- غودو المنتظر … !!!