من حيث انتهى!
الدائرة الملتفة المتشابكة التي يدخل فيها الكثير من المسؤولين هذه الأيام فلكها يدور في أنهم دائماً يعتقدون أن الإصلاح يبدأ من عندهم، ومن كان قبلهم دائماً دون المستوى، وأن حصيلة كل فترة سابقة لهم هي حصيلة سالبة جداً.. لذلك تجد الكثير من هؤلاء القادمين يبحثون عن الجديد، وإن كان خارج دائرة اختصاصهم، أو أنهم يحاولون اللعب على ما هو موجود من زوايا متجددة، حتى وإن كانت ثانوية دون لب وصلب الأمور الحقيقية… موجة من الاختراقات يمارسها هؤلاء في الفضاءات من حولهم ليثبوا أنهم قد جاءوا بالجديد.. كأنهم يمحون كل المجهودات السابقة ليقولوا إنهم الأفضل وليس الأصلح وليس كما يقول الكثيرون في مطالع كلامهم «نبدأ من حيث انتهى الآخرون» ولكن تظل هناك فرص لإثبات أن الآخرين قد حاولوا ووفقوا في بعض الجوانب ولم يوفقوا في جوانب.
نهاية النفق!
قد تبدو الكثير من المحاولات الوطنية الآن في مسارها كمن يقحم في مسار نفق عظيم، لكنه مظلم بلا أمل في نقطة ضوء واحدة تزيد العشم في الخروج من عتمة الرؤية عبر العبور في طرائق آمنة.. قد يتبدي ذلك الآن في أوضاع كثيرة من حولنا.. حيث تتراءى الصعوبات في الخروج بالبلد من مشكلها الاقتصادي، السياسي أو حتى الاجتماعي.. إن لم يتنازل البعض، تداعى القول بإن هناك محاولات جادة من خلالها يمكن إحداث الإصلاح المنشود والخروج بالبلاد من نفق طويل صعب فيه من قبل التماس نقاط الضوء.. هاهي مؤشرات قبول الحزب الحاكم بحكومة قومية، وإن كان البعض يريدها انتقالية تفتح الباب أمام شعاع ضوء يمكن للبلاد عبرها القفز والوثب فوق الواقع البائس، رغم أن البعض داخل أروقة الحزب يرى أن للحزب الشرعية الكبرى في الاستمرار دون النزول على المطالب المشروعة للشعب والقوى السياسية والشاهد أنه الأفضل.
التصالح مع الحلول التي تفضي إلى نسبة رضاء يمكن من خلالها التواثق على نظام حكم قادر على إيجاد البدائل التي تفك عن البلد حالة الشلل والرقاد التي وصلت إليها، مما حدا من قبل بوصف «صندوق النقد الدولي» لحالة الاقتصاد السوداني بأنها «حالة مشلولة».. وفي ظل بعض الرؤى بتقبل الحزب الحاكم لمنحى الحكومة القومية فإن ذلك يتطلب أجواء قادمة تتنازل فيها مراكز القوى الرسمية والمدنية عن بعض تمسكاتها حتى لا يأتى اليوم الذي يقولون فيه «فاتكم القطار».. صديقتي تقولها على النحو التالي: «فاتكم حتى القطار الصيني».. إذن من أجل السودان لابد من تنازل فقد اشتاق الشعب السوداني لفك المحاذير ورفع العقوبات الدولية.. وصاروا يتمنون أن يجوب ناقلهم الوطني الفضاء وتمخر سفنهم عباب المياه، يرفرف علمهم في الفضاء عالياً خفاقاً على مر الدهور والأجيال، يحتاج العامل الذي يصرف بعض القريشات التي لا تقمن صلبه ولا تسد حاجاته الأساسية إلى أن يضع الرحمن في قلبه» إن امتحن بنائبات الدهر.. تحتاج الأجساد المتعبة المحرومة من توافر قوامات التشخيص السليم بالبلد دون اللجوء للشحدة ومسألة الناس للعلاج من أجل السفر أو الحصول على فرصة تشافي في الخارج… لأجل كل هؤلاء وكل ذلك يبدو أن الحزب الحاكم قد بدأ يدرك الخطر، ويعلي الشعور بالوطن المأزوم بكل شيء جنوب كردفان، دارفور، النيل الأزرق، حلايب، أبيي وما خفي كان أعظم..
آخرالكلام
لأجل السودان ولأجل أبنائه وبناته القادمات لابد من وثبة كبيرة على الذات على الأوضاع وعلى كل شيء والتاريخ يرصد ويسجل الصغيرة والكبيرة، فلا تتركوا سجلاته ألا وهي مملؤة بشجاعة المواقف ونكران الذات.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]