تحقيقات وتقارير

في لقاء الساعة مع الصحفيين فولكر: لست متشائماً وهناك فرصة لحل الأزمة السياسية

التأخر في حل الأزمة ينذر بأوضاع سيئة!!


في لقاء الساعة مع الصحفيين فولكر:
لست متشائماً وهناك فرصة لحل الأزمة السياسية.
* الحملة ضد (يونتامس) لم تؤثر علينا لأننا نعلم من أين تأتي ومن هو مصدرها؟
* لدينا علاقة جيدة مع السلطات، ولكن هناك مصالح متداخلة!!
* التأخر في حل الأزمة ينذر بأوضاع سيئة!!
* الآلية تقف على مسافة متساوية من كل الأطراف ولا تتبنى رؤية العسكريين!!

في يونيو 2020، أصدر مجلس الأمن الدولي، قرارا بإنشاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان “يونيتامس”، استجابة لطلب حكومة د.عبدالله حمدوك، ولكن منذ البداية كان للمكون العسكري تحفظات على البعثة وبعد سيطرته على السلطة بالانقلاب بدأ الحديث عن البعثة بأنها انحرفت عن مسارها وكرست كل جهودها في العمل السياسي”، وهو ما تنفيه البعثة، التي ترعى مشاورات مع الفرقاء السياسيين منذ يناير الماضي ، بهدف حل الأزمة السياسية في البلاد.

وفي أبريل الماضي سلمت الخرطوم الأمم المتحدة مطالب بخصوص مهام بعثة “يونيتامس”، تتعلق بدعم الفترة الانتقالية وتحقيق السلام في البلاد.جاء ذلك خلال لقاء وكيل وزارة الخارجية نادر يوسف الطيب، مع وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، في نيويورك، وفق بيان للخارجية .

وقال البيان، إن الطيب زار نيويورك لمقابلة قيادة الأمم المتحدة وممثلي دول أعضاء بمجلس الأمن، “من أجل تسليم هذه الجهات مصفوفة تتضمن مطلوبات حكومة السودان من البعثة الأممية (يونيتامس)”.
وكشف بيان الخارجية أن جميع الجهات المختصة قد شاركت في وضع مصفوفة شاملة (جداول زمنية) تتضمن رؤية حكومة السودان للدور الذي يجب أن تضطلع به (يونيتامس) وفقا لولايتها”. وأوضح أن “أبرز محاور هذه الرؤية والأولويات تتمثل في إنفاذ اتفاق جوبا لسلام السودان ، ودعم تنفيذ البروتوكولات وحشد الموارد” ، وأضاف: “وتقديم الدعم اللوجستي لبناء القدرات ودعم الآليات الوطنية لحقوق الإنسان والمساعدة في إنشاء ودعم مفوضية نزع السلاح وإعادة الدمج وآلية العدالة الانتقالية وإعادة الإعمار والتنمية”.

جاء تقديم هذه المطالب، بعد اتهام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، مطلع أبريل ، رئيس البعثة فولكر بيرتس، بـ”التدخل في شؤون السودان”، محذرا من طرده خارج البلاد.‎.ولكن تجاوز فولكر الأزمة بلقاء تم بينه والبرهان ، فيما ظلت وزارة الخارجية صامتة بعد التحرك المحموم وهاهي تعلن عن مؤتمر صحفي غداً في اطار توضيح موقف السودان من تجديد ولاية البعثة من قبل مجلس الأمن الذي سيقدم فولكر تقريره الثالث أمامه واستباقاً للمؤتمر الصحفي للخارجية عقد فولكر لقاء صحفياً ضم صحفيين وكتاب واستمع لأسئلتهم حول الحوار الذي تيسره الآلية الثلاثية ومجهودات البعثة لحل الأزمة.

4 نقاط:
يمكن تلخيص لقاء فولكر في أربعة نقاط هي:

– الآلية الثلاثية لاقت صعوبات في تنفيذ أعمالها، ولكن ما يهم هو قدرة السودانيين على التوصل لاتفاق فيما بينهم.
– الحملة ضد (يونيتامس) لم تؤثر علينا كثيراً لأننا نعلم من أين تأتي ومن هو مصدرها؟ (يونتامس) نحن هنا لمساعدة السودانيين في انجاز مهام التحول المدني الديموقراطي وتحقيق اهداف ثورتهم.

– هناك حاجة حقيقية لاتخاذ السلطات خطوات حقيقية وجادة من اجل تهيئة المناخ لتحقيق حل دائم وحقيقي.
– لدينا علاقة جيدة مع السلطات، ولكن هناك مصالح متداخلة ويمكن لبعثة الأمم المتحدة ان تكون قائدة لتقريب الشقة بين السودانيين اذا سمح لنا باداء تكليفنا… نحتاج لرؤية ارادة سياسية حقيقية من السلطات السودانية من اجل انجاز مهام الانتقال.

الاجتماع التحضيري:
كشف رئيس البعثة السياسية لدعم التحول الديمقراطي (يونيتامس) عن اعتزامه تقديم تقرير لمجلس الأمن ، وأوضح أن المشاورات التحضيرية قطعت شوطاً في اطار الحوار غير المباشر ، وذلك لأن هناك أطراف لديها تحفظات ولا تقبل الجلوس مع بعض القوى السياسية المقترح مشاركتها في الحوار.

نفى الاتهام:
قطع فولكر بأن إتهام الآلية الثلاثية (البعثة – الاتحاد الافريقي – الأمم المتحدة بعدم الحياد غير موضوعي فالآلية تقف على مسافة متساوية من كل الأطراف ولا تتبنى رؤية العسكريين وتأمل في مواصلة الحوار بصورة منظمة لأعادة المسار الديمقراطي بتشكيل حكومة مدنية يرأسها (رئيس – رئيسة) وزراء ، وكشف على أنه على تواصل مع جميع الاطراف بما في ذلك العسكريين وأضاف الذين يقودون الحملة ضد البعثة نعرفهم ونعرف مصدرهم.

تقرير مجلس الأمن:
وقال بيرتس إن مجلس الأمن هو الذي يحدد تجديد ولاية البعثة من عدمها وكذلك من هم مناديبها ، مؤكداً أنه سيقدم تقرير احاطة لمجلس الأمن مشيراً الى أنه سيكون ضافياً وشاملاً لكل التفاصيل المتعقلة بالحوار والاوضاع في السودان عموماً.

الضمانات:
وحول الضمانات للاتفاق المتوقع بين الفرقاء السودانيين قال فولكر : ليست هناك ضمانات ، الضمان الوحيد هو إرادة الاطراف السودانية للمضي قدماً بالاتفاق.

الاقتصاد:
أوضح رئيس بعثة الأمم المتحدة أنه أشار في تقرير الاحاطة السابق المجلس للاوضاع الاقتصادية في السودان، وكيف تضرر الاقتصاد من وقف المساعدات الدولية بعد الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي ، وأضاف طالبنا باستئناف برنامج دعم الأسر الفقيرة (ثمرات) حتى لا يتضرر المواطن السوداني ، وبالأمس كان هناك خبراً يفيد بحدوث تقدم وللأسف تم نفيه ووصف بغير الدقيق من قبل الحكومة.وقال إن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على السودان رغم مواقفه منها غير مباشر حتى الآن.

متفائل أم متشائم:
وأبدى بيرتس تفاؤله لحد ما من امكانية وصول الفرقاء السودانيين إلى إتفاق يخرج البلاد من أزمتها الحالية التي تراوح مكانها منذ 25 اكتوبر الماضي ، وأضاف لست متشائماً فهناك فرصة ، وزاد إذا كنت متشائماً لما بقيت في السودان في هذا الحر الشديد فدرجة الحرارة في الخرطوم 44 درجة وفي ألمانيا أقل من 20 درجة، وحذر من أن التأخر في حل الأزمة ينذر بأوضاع سيئة.

ولد لباد
وأعلنت الآلية الأممية الإفريقية، الإثنين الماضي، أنها التقت السفراء الأجانب المعتمدين لدى الخرطوم لحشد الدعم الدولي من أجل إنجاح الحوار الوطني في السودان.
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن الآلية الثلاثية لبعثة الأمم المتحدة (يونيتامس) والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا (إيغاد).
وأفاد البيان بأن الآلية الثلاثية قدمت عرضا حول مسيرة العملية السياسية في السودان للسفراء أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالسودان.
وبدت الخلافات بين فولكر وولد لباد ممثل الاتحاد الافريقي في الآلية الثلاثية ظاهرة للعيان بالرغم من نفيها خاصة وأن الأخير بدأ يتضخم ونصب نفسه ناطقاً رسمياً بدل الجزائري بلعيش فيما اعلنت القوى السياسية رفضها لتدخلاته في التفاصيل ومحاولته دعم رؤية المكون العسكري بحسب زعمها.

الخرطوم: أشرف عبدالعزيز
صحيفة الجريدة