رأي ومقالات

حمدوك لم يزعم انه ليس موظفا امميا، ولا ادعى بأنه كان مقيما فى السودان

غاد ده كلام ده، يامولانا!!
من طرائف المرحوم عبدالعزيز شدو، انه استعان بشاهد يدعم قضية يترافع فيها أمام المحكمة، وكان يعتمد على هذا الشاهد فى نجاحه، ولكن الشاهد شهد بوقائع مغايرة تماما لما يريده شدو، فأسقط فى يده!!
فرفع شدو نظارته الشهيرة،(وغز كيعانو) وخاطب المحكمة قائلا
(عاد ده كلام ده يامولانا!!)
افتكر ده التعليق المناسب على كلام حزب البعث،أحد ابرز مكونات قحط،(الله يكرم السامعين) وفق ما جاء على لسان الناطق الرسمى لحزب البعث عادل خلف الله، الذى افاد صحيفة الصيحة ان
قوى التغيير تتبرأ من حمدوك ومن مشاركتها في تدهور الوضع الاقتصادي!!
قال الناطق الرسمي بإسم حزب البعث العربي الاشتراكي، عادل خلف الله أن حمدوك أجهض تطلعات كبيرة كانت معقودة على الفترة الانتقالية ، واتضح أنه لم يكن بحجم التطلعات والتحديات والسبب لأنه موظف أممي ، ولغيابه الطويل عن السودان وتطلعاته الفكرية.وقال خلف الله في حوار مع صحيفة الصيحة الصادرة اليوم الأحد *أن اللجنة الاقتصادية لقوى الحرية والتغيير رفضت ميزانية 2020 وأبلغت الرأي العام بذلك خاصة البنود المرتبطة بالاستجابة لسياسات صندوق النقد الدولي!!
وأشار إلى أن سياسة رفع الدعم لم تكن من سياسات الحرية والتغيير وإنما هي سياسات حمدوك الخاصة.!!
وفي رد الناطق باسم البعث على سبب رفض رئيس الوزراء السابق مقترحات قوى الحرية والتغيير، قال خلف الله إنه رفضها لتوجهاته الشخصية والفكرية التي تتعارض وتتناقض مع تطلعات قوى الحرية والتغيير ولارتباطاته الخارجية ،وأضاف أن برنامج الحرية والتغيير كان قائما على حشد الموارد ، بينما برنامج حمدوك مراهن على الخارج !! انتهى.
ولابد أن نستدعى مقولة المرحوم شدو المرة بعد المرة عاد ده كلام ده يامولانا!! ونترك للقارئ حرية حركة اليدين، يضعهما اين شاء وكيف شاء، كما نترك له كيفية وضع النظارة-ان كان يستخدم نظارة-يرفعها اعلى الرأس، او ينزلها فى طرف الأنف، او يعلقها فى رقبته، على ان لا يمل تكرار العبارة ذاتها عاد ده كلام ده يامولانا!!
اذ لم يزعم حمدوك انه ليس موظفا امميا، ولا ادعى بأنه كان مقيما فى السودان، ولا اخفى خلفيته الايدولوجية، ولا تنصل من جماعة المزرعة المعروفة!! فسيرته الذاتية مبذولة قبل اليوم منذ ان رفع ذكرها المؤتمر الوطنى، ليلة وقف د. فيصل حسن ابراهيم، نائب رئيس الحزب،عقب انتهاء اجتماع المكتب القيادى، ليعلن للصحفيين عن تشكيلة مجلس الوزراء، ومن ضمنها اسم د. عبدالله ادم حمدوك، وزيرا للمالية والاقتصاد الوطنى، وقد حصل المؤتمر الوطنى على موافقته مسبقا، قبل ان يعتذر برقة وأدب لبلدياته، وزميله فى الدراسة الجامعية(فيصل بيطرة/حمدوك زراعة) وطارت غربان الشؤم تحلق حول الحمل الوديع حمدوك، حتى جيئ به رئيسا للوزراء، بعد التغيير، واضفى عليه لقب المؤسس، وأطلق شعار شكرا حمدوك، تسبيحا بحمده، وسبحان مغير الأحوال!! فقد تحول المؤسس الى مدلس واستبدل شعار شكرا حمدوك، بلعنات تصب فوق رأسه، ليعرف الناس ان هذه الاحزاب المعروفة باربعة طويلة بلا مبادئ ولا برنامج وبلا أخلاق، فعندما يقع تورها تكتر عليه سكاكينها، وشكرا خلف الله خلف خلاف المحامى!!!
عاد ده كلام ده يامولانا!!

-محجوب فضل بدرى-