📌ثلاثين يونيو في السودان ،بين القيامة والميلاد !!
– من طرائف اللواء شرطة/محى الدين محمد على، أن الضابط النبوتجى فى جهاز الأمن القومى-فى العهد المايوى- كان يقضى أمسيته، ذات ليلة، فى نادى الشرطة فسأله قائد له، أنت قاعد بى هنا وسايب شغلك؟ فرد الضابط(ياسعادتك نحن فى شهر تمانية)!! فأستغرب القائد من هذا الرد، فواصل الضابط(عمرك ياجنابو سمعت لك فنان يغنى للثورة، ويقول يا أغوسطوس !!
اى ثورة عاوزة أناشيد، انت يامايو الخلاص!! ياأكتوبر الأخضر!! لذا لاتوجد انقلابات فى شهر ثمانية، عشان حكاية يا أغوسطوس دى!!
-وعندما اندلعت ثورة الانقاذ، ولم تنطلق من فراغ، غنى لها (كمال ترباس)، من كلمات (ذو النون بشرى)
هبت ثورة #الانقاذ ، يوم #الجيش للشعب إنحاز ثم سادت ادبياتها المستندة الى الشعارات الإسلامية الصريحة، واصبح الثلاثين من يونيو يوم عيد يضوع فى أرجائه عبير الشهادة المضمخة بالمسك، ولاعجب، فقد كان (الشعار) بين الصادقين الصالحين ليلة الثلاثين من يونيو ٨٩ هو هبى هبى رياح الجنة وكان (سر الليل) هو الوطن الغالى ثم استدار الزمان كهيئته،(سُنَّةَ ٱللَّهِ فِی ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِیلࣰا)، فاصبح يوم الثلاثين من يونيو، شعارا، لملوك الاشتباك، والاغتصاب، بدلا من الشهداء المجاهدين، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وارتفعت عقيرة غاضبون، بدلا عن سائحون، وظهرت برامج لجان المقاومة، بدلا عن ساحات الفداء، وسبحان مغير الأحوال، وتبدل عيد الثلاثين من يونيو، الى قيامة الثلاثين من يونيو!! أيام الله كثيرة، لكن الثلاثين من يونيو٨٩ كان ولايزال غصة فى حلق اليسار،(زى شوكة الحوت، لا تنبلع لا تفوت)، لذا فهم يجتهدون فى محو اثره الذى لا ينكر، وابداله بذكرى أليمة، تزيد الشعب البطل، معاناة على معاناته !!
-كان للثلاثين من يونيو برنامج واضح لم يتأخر اطلاقه، انتظارا لتعطف الغرب، واجهزة مخابراته، فكان ماكان من الانجازات، وكان ما كان من الاخفاقات، وبعد التغيير، بدأ الناس يقولون ياحليلك يابشة، مثلما ماقال اسلافهم من قبل، ياحليل زمن الانجليز، وياحليل عبود(ضيعناك وضعنا وراك)، وياحليل نميرى، عمركم سمعتو زول قال ياحليل الشيوعيين !!
-وفى انتظار قيامة الثلاثين من يونيو، بدلا من انتظار البترول، تحتشد عناصر الشر، لتدمير ماتبقى، من أمل لدى الشعب السودانى البطل، تحت شعار يا فيها يانطفيها !!
-وفرق كبير بين ميلاد الأمل، كما حدث فى الثلاثين من يونيو٨٩، وقيامة القيامة يوم الثلاثين من يونيو عام الرمادة، وليغنى المغنى يا أغوسطوس !!
محجوب فضل بدرى