حليم عباس يكتب: ما بتعرف صليحك من عدوك !
في شباب رافعين شعار
-الجيش للثكنات
-الأحزاب للإنتخابات
– الحكومة الإنتقالية للكفاءات.
الشعارات دي بتمثل موقف كل القوى الوطنية في الحقيقة. و هي ضد ما تريده فلول قحت و ضد ما يريده الحزب الشيوعي و حلفاءه. حالياً هُناك مجموعتان تتسابقان على اختطاف حراك هؤلاء الشباب و قيادته و تتصارعان على ذلك. مجموعة تحالف الشيوعيين مدعي الجذرية و مجموعة قحت المركزي التي تفاوض العسكر في الليل و تتظاهر مع المتظاهرين في الصباح.
هاتان الجموعتان في الحقيقة هما ضد شعار “الأحزاب للانتخابات” و كذلك ضد شعار “السلطة الانتقالية للكفاءات”. الحزب الشيوعي بالأمس دعا لتواصل الاعتصامات وصولاً لاستلام السلطة، و طبعا يقصد استلامها بواسطة الحزب الشيوعي و حلفاءه و واجهاته من أدعياء الجذرية. و قحت تسعى لنفس الشيء و اعتبر أحد قادتها، و هو خالد سلك، أن شعار السلطة للكفاءات هو شعار الثورة المضادة و هم كذلك أعلنوا أنهم ضد الانتخابات، و يطالبون بتسليم السلطة الانتقالية للأحزاب. أي لهم هم.
هؤلاء الشباب الذين يرفعون هذه الشعارات لا يبدو أنهم يعرفون عدوهم من صليحهم. إذا كنت جاد في هذه الشعارات فلحيفك الطبيعي ليس قحت و لا الحزب الشيوعي، و إنما القوى التي تتفق معك في هذه المطالب. راجعوا مواقف كل القوى السياسية، و ستجدون أن هذه المطالب هي مطالب أحزاب كثيرة خارج شتات قوى الثورة، و هي أيضاً مطالب المؤسسة العسكرية. حكومة كفاءات مستقلة، و الأحزاب للانتخابات، و الجيش يسلم السلطة لحكومة منتخبة و يعود لثكناته. و هذا بالطبع لن يحدث بشكل تلقائي عفوي، و إنما من خلال عملية سياسية و صراع و تدافع، و لكن بوسائل سياسية.
حليم عباس