رأي ومقالات

المشهد الآن في السودان ..إستبداد أوليجاركي


المشهد الآن
إستبداد أوليجاركي
قال :
ما رأيك فيما يجري؟ وهل ترى له من نهاية وشيكة؟
قلت:
أرى ما ترى ولكن العاقل قد يركب عقله.. ولا يركب رأسه فمن يركب رأسه يكسر عنقه وحده.. ولا من حزين.
قال:
ما رأيك في الإعتصامات والتتريس؟
قلت :
أنما يعتصم المرء بالمكان ليحميه. وقد ذهب القوم من قبل الى القيادة لتحميهم… الآن يذهبون للمستشفيات والساحات هل ليحميهم المرضي؟ وهم الذين من ينالهم منهم الاذى و الازعاج وسد السبيل على الاسعاف و الطاقم الطبي ؟ام هل تحميهم السابلة المارة في الساحات والطرق وهم يسدون عليهم السبيل وهم يسعون لطلب أرزاق جف ضرعها وبعدت مواردها.. ام تراهم يتكأكأون على بعضهم البعض يحتمون من خطر موهوم لا تراه الا عيون عليها غشاوة الكريستال.
قال :
ولكنهم لهم قضية؟
قلت:
قلت لكل أحد الحق ان يتصور انه مظلوم صاحب قضية أو أن ينهض لنصرة مظلوم صاحب قضية.. ولكن صاحب القضية انما يتحاكم الى قاض لا أن يفرض نفسه قاضيا يحكم بنفسه لنفسه وعلى غيره.
قال:
القضية قضية بلد
قلت:
نعم القضية قضية بلد ولكن أخطر ما يواجه البلد هو استبداد الآقلية بدعوى الديموقراطية. فهؤلاء الذي يصنعون كل هذه الفوضى والارتباك يعلمون قبل غيرهم أنهم أقلية غير مؤثرة وقد باتت تستنصر بالاطفال والمراهقين لتفرض حلا لقضية تراها هي ولا يراها أغلب الناس كما تراها.
قال:
لا يريدون حكم العسكر
قلت:
وكذلك نحن لا نريد حكم العسكر… ولكن تحكيم العسكر بين الفرقاء صار أمرا لا مندوحة عنه.
قال:
لماذا… الا يستطيع المدنيون الاتفاق دون تحكيم العسكر ؟
قلت:
لو استطاعوا لكان ذلك أفضل ما يتمنى المتمني ولكنك تعلم كما أعلم ان اتفاق المدنيين محض أمنية.. ثم ان العسكر وبخاصة ما تسميه المكون العسكري هو من أدخل البلاد في هذا المستنقع بأنقلابه على حكومة منتخبة من الشعب. ومن أدخلنا يتوجب عليه إخراجنا.
نحن لا نريد لهم ان يحكموا بل نريد ان يهيئوا البلد لانتخابات حرة نزيهه بأعجل ما يمكن. وان يفوضوا إبان ذلك حكومة كفاءات مستقلة غير حزبية لادارة البلاد حتى الانتخابات. ولتتفرغ الاحزاب للتهيوء للإنتخابات.
قال :
ومن يضمن ان العسكر سيذهبون لانتخابات.
قلت:
على الاقل هم ينادون بها بينما ترفضها الفئة اليسارية المارقة. فأن لم يفوا بوعدهم فحينئذ تكون لنا ضدهم قضية عادلة. ونحن أولو عزم غي نصرة القضايا.
قال:
كأنك تقول ان قحت ليس لها قضية عادلة؟
قلت:
بل أقول ان القضية هي قضية مرفوعة ضد قحت. فهي تستغل صغارنا وتسد طرقنا وتقطع ارزاقنا وتنادي بهدم مؤسساتنا وتغيير اخلاقنا وقيمنا.. القضية الحقيقية هي ضد قحت وكبيرها الحزب الشيوعي الذي علمها سحر هاروت وماروت.
فهولاء على قلتهم وهوان شأنهم يريدون فرض وصايتهم على الشعب بالقوة.. وما علموا أن من كان أقوى منهم لم يستطع فرض وصايته على الشعب.
قال :
كيف ذلك؟
قلت:
عندما يفرضون عصيانا أجباريا يسمونه مدنيا على الناس بسد الطرق ومنع عامة الناس من المرور ألا يفرضون وصايتهم على الشعب. عندما يقولون أنهم لا يريدون انتخابات الآن لأن الشعب سيأتي بمن لا يناسبهم اليس ذلك وصاية على الشعب. عندما يقولون انهم بصدد فرض حلول جذرية منها العلمانية و النسوية والنوع المثلي الجندري وألغاء أحكام الشرع و تعليم القرآن وانهم سوف (يفرتقوا) البلد طوبة طوبة ليصلوا لذلك اليس في ذلك وصاية على الشعب.
قال:
وما العمل؟
قلت:
كل من تجاوز حده يتوجب ان يرى أين تنتهي حدود الصبر فأن حبل الصبر وإن طال فأن لكل حبل طرف آخر.

د. أمين حسن عمر