من يقنع الديك القحتاوي بأن مياه التحول قد جرت تحت جسر التقاطعات السياسية؟
الديك القحتاوي
من السنن الكونية (لكل دور إذا ما تم نقصان). هكذا دارت الأيام بقحت. فهي الآن في طريقها للنسيان. بعد أن صالت وجالت فهلوة وتدليسا في سودان المستعمر فولكر. ولكن لعدمية البرنامج. وعبثية التنظير. وعشوائية التطبيق. كانت المحصلة صفر.
وليت شجاعة الاعتراف بالفشل كانت موجودة. بل همجية المسلك بفرض واقع جديد (بالضراع) كانت سيدة الموقف. الأمر الذي حتم على العسكر بوضع النقاط على حروف الواقع بالانسحاب من المشهد السياسي برمته. مكتفين بالدور الأمني فقط. كما كانت تطالب به قحت (العسكر للثكنات). حيث أحدثوا تغيرا تاما في المشهد مفاده (الأحزاب للإنتخابات). داخليا كما نقلت مواقع عدة رفضهم مجددا لقاء قحت منفردة. والتفاوض الثنائي معها. وتمسكهم بالتوافق الوطني الشامل. وخارجيا هناك بيان أمريكي أوروبي مشترك يقول:(نشجع الأطراف السودانية على بدء حوار شامل لتشكيل حكومة إنتقالية بقيادة مدنية. بل طالبوا بتحديد جدول زمني واضح لإنتخابات حرة ونزيهة). هذا الأمر دفع بالشيوعي بالتبخيس فيها كما نقل موقع تاق برس بقوله: (الإنتخابات المبكرة ستأتي بـناس القروش والسلاح).
لعلم الشيوعي بأن حظوظ البعاتي (المؤتمر الوطني) وفق القراءة السليمة كبيرة في نتائجها. أي بقلبه لطاولة المشهد (عاليها سافلها). وخلاصة الأمر تلك هي رسائل الداخل والخارج كالشمس في كبد السماء. فما عاد هناك طريق للحكم إلا طريقي الوفاق والإنتخابات.
أما البحث عن الطريق الوهمي في (قش) الشرعية الثورية. عبر بوابات المظاهرات والاعتصامات والعصيان المدني. فهذا غير موجود الآن في محرك قوقل (سياسة سوداني). فقد محته رياح الواقع. ولكن من يقنع الديك القحتاوي بأن مياه التحول قد جرت تحت جسر التقاطعات السياسية (داخلية وإقليمية وعالمية).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٢/٧/١٥