د/ عادل الصادق المكي

العصـــــاية

[JUSTIFY]
العصـــــاية

العصاية عندنا كانت مهمة.. ومرت بمراحل تطور وتحّور كتيرة.. بدءاً من عكاز وأحياناً يكون العود يقوم بمهة العكاز.. وخصوصاً في حل النزاعات.. كل زول يجر ليهو عود كسلاح.. واسم “جار عودو” اسم معروف.. ذلك الشخص الذي يجر عودو وراهو.. والبي يقول بغم، الله قال بي قولو، العود ياباهو.. والعود في بعض المناطق يستعمل كمقياس، وخصوصاً في الأراضي الزراعية.. يعني زول نصيبو عودين تلاتة أعواد.. ومثل “عود المرا” معروف فهو ذو قيمة تافهة.. عشان كدي أي زول يكون في موضوع ما عندو فيهو حاجة كبيرة يقول ليك”عودي فيهو عود مرا”.. في بعض المناطق يعادل مقياس العود مقياس العضم.. في الأراضي الزراعية وخصوصاً السواقي.. الساقية تتكون من اتناشر عضم.. مهما بلغت مساحتها.. المساحة ما عندها علاقة بالعضام.. تستعمل وحدة العضم لتوزيع شراكة الساقية تقسيم الحلال والبلال.. درءاً للّولوة.. وللعضم تأثير كبير في ثقافتنا.. لعبة شليل.. البطل فيها عضم.. يجدعوهو ويقعدو يفتشو ليهو.. ” شليل وينو؟ خطفو الدودو.. شليل وين راح خطفو التمساح”.. ويقول لك أحدهم: “الكُبُر دخل العضم”.. أو البرد دخل العضم.. أو”الزول دا وينو؟ في عضمو” ويقصد بها أين هو شخصياً.. وتكريماً للعضم هناك قرية مطمئنة تسمى”أم عُضام”.. العكاز ثم العصاية.. ثم السلمية وهي فرع من شجر السلم.. ويقولون لك سلمية بين اضنيك.. وهو سلوك يستعمل مع الحمير ضربها بين اضنيها بسلمية.. وسلمية بين اضنيك شتيمة ذات اتجاهين.. اتجاه يعني الضرب واتجاه يعني أنك حمار.. أو سلمية وزقاق ضيق.. وهي أن يزنقوك في زقاق ضيق ويلمو فيك هبد بالسلمية.. والخيزرانة من شجر الخيزران.. ثم الركابة للركوب.. ثم الحداسة للنضم. ثم البسطونة للبسط أرضاً ومن ثم الضرب.. شهدت العصاية تطوراً في الموديلات منذ أن كانت عكاز.. كانت ضرورية لكل ذكر.. بالغ عاقل.. ناوي يمشي مشوار.. بعيد.. أو أن يسري ليلاً.. وأحياناً يستعملها كبار السن لتعوضه عن ما أخذه الدهر من عافية الكرعين.. وأصبحت العصاية للقيافة ومكملاً جمالياً، زي العمة والشال والمركوب..

قال شوية يتفلهم

ماشي عقد لبس الجلابية والعمة والشال والمركوب وشال عصاية أبنوس لزوم القيافة

مرق الشارع

لاقاهو جارو

“عباس كفارة.. يا زول مالك تتّكّا في عصاية””

(لا لا كويس الحمد الله)

مشى شوية

واحد تاني

” يا زول سلامتك.. مالك شايلة عصاية؟”

(لا كويس مافي عوجة)

لاقهو واحد تالت

(عباس الكبر دخل؟.. بقيت علي المشي بالعصاية؟)

(.. ).. ما ردّ عليهو عشان مكجنو

لاقتو مرا

” عباس حييييييي يا يمه.. مالك شايلة العصاية؟ برية سلامتك.. نعل ما شاكي من ضهرك؟”

قال بطول حسو وهو يجدع العصاية في أقرب راس بيت جنبو:-

(ينعل ابو عباس لابو ضهر عباس لابو العصاية.. ناس الحكومة ديل ججججت شايلين عصايات ما في زول سعلهم.. وقت جات علي انا، بقت وجع ضهر؟؟؟)

ثم ملص المركوب وجدعو برضو مع العصاية..

[/JUSTIFY]

الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي