عيساوي: الدم النازف

ونحن نعيش ما بعد الإنقاذ في حقبة (الاستعمار الناعم) التي تميزت (بنقص في الأنفس والثمرات). حقبة تخلت فيها الدولة عن أوجب الواجبات تجاه شعبها. فصل الكتاب الأول بعنوان (تشاكس العسكر والمدنيين). والفصل الثاني (خازوق جوبا). والمتابع يجزم بأن القاسم المشترك لفصلي كتاب تلك الحقبة هو (الدم النازف). في الفصل الأول كانت ومازالت وسوف تظل قحت (إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا) تستخدم دم البسطاء والمغرر بهم من المخروشين البلهاء ككرت ضغط من أجل العودة الآمنة لكرسي الوزارة. بل الاستفراد به دون سائر القوى السياسية الأخرى. أما الفصل الثاني وعلى حين غفلة من الزمان أتى حميدتي (بككو) من جوبا. وسماه تيمنا (سلام جوبا). وصراحة ما أن وطأة قدم الككو أرض السودان حتى اختلط حابلها بنابلها. الشرق الآن على أمشاط القدمين. الدم الدارفوري كعينة الطرفة البكاية في الخريف. النيل الأزرق يحترق الآن وقد أشار كثير من المراقبين لككو جوبا. وخير شاهد على ذلك التلاسن ما بين الحزب الشيوعي وبنته المدللة (الحركة الشعبية شمال- جناح عقار). أما الوسط مازال عضم الكنابي غصة في حلقه. والشمال الحبيب نجد الناشط عمسيب ممكسا بمنشاره لنشر دولة البحر والنهر. وخلاصة الأمر نضع السؤال الجوهري على منضدة البرهان. باعتباره رأس الدولة والمسؤول أمام الله عن كل قطرة دم سالت. سيدي البرهان إن الدولة السودانية في عهدك (بيت عنكبوت) يأكل بعضه بعضا. وإن الدماء التي سالت ومازالت تسيل سببها هوانك على الناس. الجميع اساء الأدب عندما أمن العقاب. نحن نعلم أن القوى الأمنية قادرة على وضع كل (جركانا في مكانا) في أيام معدودات. ولكن العلة ثم العلة في قيادتك. لقد طالبنا مرارا وتكرارا بكرب القاش. ولكن يبدو أن قاشك أصبح (حبل ماشرو).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأربعاء ٢٠٢٢/٧/٢٠