📌معادلات وهترشات
▪️ على الرغم من إدعائهم التمثيل الكامل للشعب الآن، وعلى الرغم من كثرة إدعاءاتهم ، وعلى الرغم من أن معظمها واضحة الكذب، وعلى الرغم من تخانة جلدهم وضعف حساسيتهم تجاه افتضاح كذبهم، على الرغم من كل هذا، لم يستطع أي حزب من “أحزاب الفكة القحتية” أن يدَّعي – مجرد إدِّعاء – أنه يتوقع الفوز في الانتخابات .. ببساطة لأنهم يعلمون أن الكذب في هذا القول سيكون أم الفضائح التي لا تحتملها تخانة جلدهم حتى إن زادوها بطبقتين أو ثلاث ..
▪️ “سلطة الشعب” مصطلح يحيل إلى الإدعاءات الثورية/ الانقلابية الكلاسيكية، في صورتها الأكثر فجاجة، في أدبيات الأنظمة الاستبدادية اليسارية في القرن الماضي، خاصةً وأن القائلين به يعلمون هذه الحقيقة، ولا يبذلون أقل جهد لتغطيتها بأي مكياج، ولذلك يربطونها بإحكام بفترة الانتقال، ويتهربون، حتى في التنظير والوعود، على سهولتهما، من ربط “سلطة الشعب” بالديمقراطية الحقيقية القائمة على الانتخابات الحرة النزيهة ذات المصداقية ..
▪️ لقد أطلق الأستاذ صديق يوسف رصاصتين مباشرتين، إحداهما في قلب مشروع “سلطة الشعب”، والأخرى في رأس مشروع “التغيير الجذري”، ذلك حين اعتمد في نفي تهمتي السعي لتطويل أمد الانتقال، والتهرب من الانتخابات، على حقيقة أن الحزب الشيوعي صغير ووزنه لا يتعدى مقعد أو مقعدين في البرلمان، وعلى أن تأجيل الانتخابات لن يغير من هذه الحقيقة .. ما نصيب الحزب الشيوعي من سلطة الشعب التي تحدد نوع ومقدار التغيير المطلوب إذا مارس الشعب حقه في اختيار ممثليه وأعطاه الحجم الذي اعترف به القيادي صديق يوسف ؟!
▪️ لو كان الأستاذ صديق يوسف قد اعتمد على دعوى أن مياهاً كثيرة قد جرت من تحت الجسر، وأن الحزب الآن قد أصبح كبيراً ولا يخشى الانتخابات، فإنه كان سيخرج من مقابلته مع المذيعة عفراء فتح الرحمن بتهمة الكذب فقط، لكنه سيبقى محتفظاً بالدعوى الرئيسية التي يمكن، على كذبها الواضح، أن تسند مشروعي “سلطة الشعب” و”التغيير الجذري” اللذين يتمترس الحزب الصغير خلفهما ويريد أن يفرضهما على الجميع ..
▪️ وأصلاً، قبل رصاصتي الأستاذ صديق يوسف، كان الحال هو أننا إذا وضعنا حجم الإدعاء في مصطلح “سلطة الشعب” في مقابل القاعدة الاجتماعية الفعلية التي يستند عليها الحزب الشيوعي، فإننا سنشاهد طقوس ذبح معلن للحق والحقيقة، وسنشاهد الاستهبال السياسي مجسداً في أبلغ وأظهر صوره !
▪️ أما إذا وضعنا مصطلح “سلطة الشعب” في مقابل “التغيير الجذري” كما يراه الشيوعي، فإن المصادقة على صحة الأول، وعلى معقولية الثاني، وخروجه من معطف الأول تماماً كما خرج الأدب السوفييتي من “معطف” نيكولاي غوغول، هذه المصادقة، تقتضي منا التسليم بأن الشعب السوداني بغالبيته قد “تبلشف” تماماً، وأن السودان أصبح هو محكمة التاريخ فوق الدستورية التي نظرت في إستئناف #الحزب_الشيوعي السوداني، وألغت بأنصع الحجج القانونية والسياسية حكم التاريخ على #التجربة_الشيوعية حول العالم، هذا الحكم الذي ظنه العالم نهائياً بعد مرور أكثر من ثلاثين سنة من صدوره دون أن يستأنف ضده أي حزب شيوعي في العالم ناهيك من أن يطمع في كسب الاستئناف ..
إبراهيم عثمان