عبد الماجد عبد الحميد: مريم الصادق المهدي ..أم مريم الأخري؟!
• في سياق هجومها غير الموضوعي علي المبادرة الوطنية المخلصة للشيخ الطيب الجد ، يبدو أن الدكتورة مريم الصادق لم تقرأ التاريخ السياسي لدعوة جدها المهدي أو أنها تحاول التّملُص من تبعات الإرث الإسلامي لحركة وطنية ملأت الدنيا وشغلت الناس !!
• إن كانت مريم الصادق لم تجد وقتاً لقراءة التاريخ الجهادي والسياسي لجدها المهدي فلا مشاحة أن نذكرها بأن الإمام المهدي بدأ دعوته بتحالف سياسي عريض مع الطرق الصوفية والإدارات الأهلية ..وفي سبيل تعزيز هذا التحالف العريض وغاياته السامية عاد الإمام المهدي لعقد صلح مع شيخه قرشي ود الزين ..ففي سبيل القضايا الكبيرة تهون الخلافات الصغيرة وتتراجع المواقف العابرة!!
• مايقوم به الشيخ الطيب الجد هو إمتداد لسيرة ومسيرة أجداده الصالحين الذين لم يتأخروا عن ركاب الجهاد ولاقعدوا عن صفوف الدعوة إلي طرد المستعمر البغيض .. ولم يتخلفوا لحظة واحدة عن نداء الوطن ولم شعث أهله طيلة تاريخهم الوضئ ..
• لماذا تتجاهل مريم مواكب الشهداء والصالحين من أحفاد الشيخ العبيد ود بدر الذين تنادوا صفاً واحداً لنجدة الوطن ونصرة إمامه المهدي والتاريخ يسجل مواقفهم هذه بأحرفٍ من نور؟!
• عندما لم تجد مريم الصادق المهدي ثغرة تنفذ من خلالها لنقد مبادرة الشيخ الطيب الجد ، وقعت في خطأ كارثي وهي تردد عبارات ومواقف وكلمات التيار اليساري والعلماني الذي لن يؤيد مبادرة الشيخ الجد ولو جاءت مبرأة من كل عيب لأنها تصادم مشروعهم الذي يخالف ما يجمع عليه أهل السودان بوسطيتهم الإسلامية والوطنية والاجتماعية وهي وسطية لا تجتمع إلا عند أهل التصوف ورموز السودان القريبين من قيمه السمحة وعاداته وطباعه المعطونة في سماحة الدين وبساطة أهل هذا الوطن النبيل ..
• تقول مريم الصادق إنه علي مشايخ الطرق الصوفية أن يتوقفوا عند حدود أدوارهم المطلوبة والمعروفة ..ولكن مريم الأخري لم تحدد هذه الأدوار لكنها تريد أن تقول صراحة عليهم أن يبتعدوا عن المبادرة لجمع شعث السياسيين حال تفرقهم !!
• وما ينادي به الشيخ الطيب الجد بكل بساطة هو أن يجتمع فرقاء الأزمة السودانية إلي مائدة واحدة ويديروا حواراً سودانياً خالصاً للخروج من الأزمة التي تأخذ بتلابيب الوطن كله ..
• وهذه الدعوة علي بساطتها ووضوحها لم تجد من يعارضها إلا قوي المشروع العلماني الغربي الذي لن ينسي مطلقاً أن الإمام المهدي جد الدكتورة مريم الصادق المهدي قد قاومه بلا هوادة وجهّز جنوده وأنصاره من داخل الخلاوي وبيوت الطرق الصوفية !!
• نقول للدكتورة مريم الصادق المهدي : ماهي القيمة السياسية لحزب الأمة القومي الجديد إن عزلناه من كيان وطائفة الأنصار؟!
• الإجابة الصادمة أننا سنجد حزباً قوامه مجموعات غير متجانسة من المثقفين والعلمانيين وأصحاب الشعارات السياسية التي لن تفلح في الفوز بدائرة في منطقة الشوال بولاية النيل الأبيض !!
• عندما تعزل حزب الأمة من كيان الأنصار فأنت أمام ظاهرة صوتية تصلح لتمثيلها مريم الصادق وبعض أبناء الإمام الصادق المهدي وبناته الذين باتوا أقرب لليسار منهم إلي الأنصار ..وتلك قصة أخري نعود للحديث عنها بمرارة ..وألم !!
عبد الماجد عبد الحميد