الطاهر ساتي
الحزب يغلي .. فأين الإمام ..؟؟
** وعدم الاتفاق على الامين العام ، أو عدم الاعتراف به يعني – ضمنيا – عدم الاتفاق على مجمل برامج الحزب في السنوات الاربعة القادمة وعدم الاعتراف بها ، وكذلك التشكيك فى الوسيلة التى جاء بها الامين العام لهذا المنصب لا يعني إلا التشكيك في الديمقراطية التى تمثل روح الحزب ..وبكل صدق ، فان تيارا عريضا في حزب الأمة لا يعترف بالفريق صديق أمينا عاما للحزب ، وكذلك تجاوز هذا التيار مرحلة الهمس إلى مرحلة الجهر بالتشكيك والطعن في ذمة ديمقراطية الحزب ..!!
** فالصراع لم يعد كما كان ، أيام جلسات المؤتمر العام ، بين الفريق صديق محمد اسماعيل والاستاذ محمد عبد الله الدومة .. لا ، الصراع لم يعد كذلك .. لقد تمدد ولا يزال يتمادى فى التمدد ..بحيث أصبح صراعا بين قواعد الحزب وقيادة الحزب .. وكل هذا الغليان رفضا للامين العام ، الفريق صديق محمد اسماعيل ، الذي فاز بفارق …. على الاستاذ محمد عبد الله الدومة ، بعد أن أضاف رئيس الحزب ( 208 عضوا ) للهيئة المركزية للمؤتمر العام ، وهذه الإضافة المهولة هي القشة التي قصمت ظهر اللوائح ، إذ لا يحق للرئيس إلا إضافة ( 5%) من جملة أعضاء الهيئة المركزية ( 600 عضو ) ، وهى اضافة ما كان عليها أن تتجاوز الـ ( 30 عضوا ) ، وليس ذاك ..( الرقم الفلكي ) ..!!
** والتيار الرافض لماحدث يؤكد ان ذاك الرقم الفلكي المضاف في غفلة عيون اللوائح ، هو الذي رجح كفة الفريق صديق على كفة الاستاذ الدومة ، أو هكذا يقول التيار الرافض ..ثم أن الفريق صديق تولى شغل منصب معتمد فى عهد الانقاذ ، وتحديدا في زمن الحزب الذي كان حاكما بلا شريك أو شركاء ، كما الحال الآن ، ولذا يرى فيه ذاك التيار الرافض كل موبقات ذاك العهد ، تشريدا كان أو اعتقالا أو تعذيبا أو مصادرة ..بمعنى : تخلى عنهم وقت الشدة ، وتمادى فى التخلى بالارتماء فى حضن السلطة .. أو هكذا أيضا يبرر ذاك التيار رفضه للفريق صديق .. وتبرير آخر مفاده بان الفريق صديق من انصار..( اتفاقية التراضي ) ..!!
** المهم : بلغ الغليان في حزب الامة لدرجة أن الاستاذ الدومة ، القيادى النافذ والمرشح للأمانة العامة ، قالها بكل وضوح للرأى العام : لن أتعامل مع الفريق صديق فى المرحلة القادمة ..وهذا تقريبا لسان حال ذاك التيار العريض ..وعليه ، قادمات الأيام حبلى بالمواجع فى هذا الحزب العريق ، ما لم يتدخل الرئيس بمعالجات عادلة وحاسمة ..وبالمناسبة : أين رئيس الحزب ، الامام الصادق المهدي ..؟.. الإجابة : للاسف بعيد عن أرض الحدث وربما لا يبالي بما يحدث ، ولو لم يكن الأمر عنده كذلك ، لما سافر إلى القاهرة تاركا وراءه كل هذا ..( الغليان ) !!
** فالحدث اليوم يختلف عن حدث إلتحاق بشرى بجهاز الامن الوطنى وما صاحبه من ضجيج ، حيث سافر رئيس الحزب يومئذ بعيدا عن الضجيج الى القاهرة .. وكذلك يختلف عن اتفاقية التراضي وضجيجها ، أيضا غادر رئيس الحزب آنذاك بعيدا عن الضجيج إلى القاهرة أيضا .. واليوم أيضا ، حدث وضجيج ، بيد أن رئيس الحزب في القاهرة ، بعيدا عن هذا وذاك ..ولكن حدث اليوم يختلف عن الأحداث الفائتة ، والحل ليس فى القاهرة ، بل في أم درمان ، حيث الحقائق التى يجب مواجهتها تتعاظم ، و كذلك الواقع الذي لا مفر منه يزداد مرارة ..نأمل في حل عاجل وعادل يا حكماء الحزب ، فالسودان كله – وليس حزبكم فقط – مل ّ التشظى و سئم التمزق و…( شبع خلافات ) …!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 17/03/2009 .العدد 5646
عزيزي الطاهر ساتي أذا رجعنا الي تأريخ الصادق المهدي لم يكن في يوم من الايام يؤمن بالديمقراطبة التي يتحدث بها؟ وبعدين لازم يسافر الي القاهره حتي يريح نفسه(فلوس جبر الخاطر لم تنهي بعد) والسلام
أرحموا الصادق ياعالم فهذا الرجل يعمل بوطنية وإخلاص وهو رجل ديمقراطي عيبو إنو مثالي اكثر من اللازم .وعندما كان يحكم السودان لم يستغل السلطة ضد خصومه ومعارضيه من الأحزاب الأخرى فكيف لا يكون ديمقراطبا داخل حزبه .وأنا لست حزب أمة ولكنني شهدت فترات حكمه وعندما أقارنها بمايجري الآن أزداد قناعة بأننا لم ننصف هذا الرجل .بل أن السودان ضاعت عليه فرصة عظيمه لأن يحكمه رجل ذوبصيرة وحكمة وقيم سلوكية راقية . اما عن خلافات حزب الأمة فهي خلافات داخل الأسرة أقصى ماتلجا له هو اللجوء الى التكيم داخل الحزب أو القضاء.شوفو مشاكل السودان المتلتلة وخلافاته التي راح ضحيتها الملايين ومازال العرض مستمر.