اسحق احمد فضل الله

اسحق فضل الله: حديث الزول الحزين 5


– في الغرب يصنعون من الشهوات (ديناً لذيذاً) ويقولون للناس هذا هو الدين

– الدمار الواسع هو ما تصل إليه السينما… التي تصل إلى كل أحد

كل شيء هو الأخبار والإعلام .. ولا أجهزة أخبار عندنا ولا إعلام

*********

والشيوعي…..قبيح هو؟؟

إن قلت…. قبيح… قالها لسانك.. ومشاعرك تعلم أنك تكذب….

فالشيوعي جميل.. له جمال الشهوة وجمال اللذة.. وله الشعر والغناء

لكن الإسلام الذي تراه الآن ليس فيه هذا

وجملة (الإسلام الذي تراه الآن) مقصودة…. مقصودة لأن الإسلام الذي تراه الآن ليس هو الإسلام الذي أنزل في مكة….

الإسلام الآن هو عجز وقبح وقذارة…. أشياء أنتجها الشيوخ منذ أيام العجز عن حمل الإسلام….. لما انقطعوا عن العالم….

ثم جهة ثالثة.. هي الفطرة

الفطرة التي تنبح من الجوع

والفطرة هذه/ التي هي في نفس كل أحد في الأرض/ حين تنبح في صدور العالم…. العالم الأول بالذات… تنتج كل ما يقود العالم اليوم

كل الفرق هو أن الشيوخ في العالم الإسلامي يصنعون القبح والعجز ويقولون للناس هذا هو الإسلام.. بينما الآخرون في الغرب.. يصنعون من الشهوات ديناً لذيذاً.. ويقولون للناس هذا هو الدين…..

وهذا وهذا كل منهم يصنع لغته

……….

وكلمة (الشيطان) كلمة ملغاة عندهم.. …. ملغاة لأن كلمة شيطان تعني…. غيب…. والغيب الإيمان به تخلف.. وعجز…

لكن الروح لا تسكت.. لهذا.. جعلوا كل شيء.. نوعاً من الخمر…

بمعنى.. غيب ينبت من الشهادة….

والغيب…. المشاعر الإنسانية والأمراض النفسية.. التي هي بالضرورة.. غيب.. جعلوها شيئاً ينبت مما يسمى …. علم النفس

والإحصاء والشواهد مستحيلة.. لكن هناك ما يوجز

………..

وما يوجز هو الكتب المائة الأعظم.. في القرن الماضي

والكتب المائة الأعظم هذه تبقى لأن ما يجمعها هو أنها ترسم كل شيء

فالإنسان ما يريده هو الخلود….. وهذا هو اليكيسيز كارليل في رواية( بعد صيف وصيف)

والإنسان ما يريده هو بقاء اللذة…. وهذا هو ( دوريان جراي) لأوسكار وايلد

والإنسان.. ما يريده هو السلطة…. وهذا هو.. (فاوست)

والأول… كارليل حكايته التي تطوف العالم نجاحاً.. أيامها كانت هي

الرجل الغني جداً.. يصرخ…. لماذا أموت وأترك كل هذا….

وطبيب باحث يكشف له أن نوعاً من كبد الحوت يصنع الخلود….

وبالفعل….

وباحث بعد مائة عام يجد أن الرجل هذا…. اختفى

والباحث يقرر البحث عنه.. ويجده في كهوف بالإنديز وزوجته معه

والباحث يدخل الكهف وينظر

وما يجده أمامه.. هو.. شيء هو نسخة مروعة من القرد والمرأة.. مثله.. وأنهما.. ذاهلان.. يتغوطان على سيقانهما.. ولا يشعران بشيء… و..

الكتاب يقول إن الخلود هو هذا

والكتاب يدوي بالنجاح لأن كل واحد يجد أن الإجابة هذه صحيحة…

ودوريان جراي هو شاب جميل جداً…. يرسمه فنان.. والشاب حين يرى جماله الصاعق مرسوماً يصرخ

.. لماذا لا يخلد هذا الجمال…؟؟

لماذا نموت ؟

والشيطان يبدو له ويعرض عليه الخلود.. وخلود الجمال

والشيطان يحفظ اللوحة في سرداب

وما يحدث هو أن كل ما يفعله الشاب من مصائب يرتسم على ملامح الشاب في اللوحة…

وفاوست مثلها.. يبيع الروح للشيطان لقاء السلطة…

والروايات يشعلها علم النفس..

واختلاط الرغبة بالألم في كل نفس ينتج ( معسكر المجذومين) لكانتزاكيس

وفي الرواية تصوير الاختلاط هذا حين تنفلت المجذومات من معسكرهن في الخلاء

وينفلت المجذومون من معسكرهم…. والاختلاط.. وصراخ دمامل الجذام وهي تنفجر.. في العناق.. وصراخ اللذة.. و…

الرواية ترسم روح أوروبا

وهو نباح الروح عندهم

وما يلقونه به….

والروح هذه هي ما يقودهم إلى بلاد المسلمين

لكن.. لا هذا ولا الجيوش كانت هي ما يقودهم إلينا

فالروايات هذه تقرأها الصفوة.. وهم عدد قليل

والدمار الواسع مطلوب وصوله إلى العامة عندنا

والدمار الواسع هو ما تصل إليه السينما… التي تصل إلى كل أحد…

وتصل إلينا من خلال مصر

والسينما جذابة لأنها تقدم الحكاية.. والجنس.. والأزياء

( والأزياء شيء شديد الأثر في مجتمع و…و) وهي تصنع التعاطف من خلال الدراما

ثم هي/ وهذا هو الهدف/ تصنع الأخلاق الجديدة…

وتجعل من أهل الدعارة الراقية.. نجوماً.. يتشبه الشباب بهم…

ونظام عبد الناصر لم يكن عنده للناس إلا هذا

( لهذا كان ناصر يصرف على السينما ما لا يصرفه على الجيش لأن ناصر كان العدو الأول عنده هو الإسلام.. والإسلاميون… خصوصاً في السودان…. والسادات مثله..)

………

ومثل من يريد أن يرى وجهه في نثار مرايا محطمة نحاول نحن أن نرى وجه الأحداث….

وحكاية صغيرة ذكية من أمريكا اللاتينية ترسم شيئاً من الأمل

ففي القصة الأب الذي يشغله ابنه الطفل عن القراءة يمزق ورقة عليها خريطة العالم ويطلب من الطفل جمعها

بعد دقائق يعود الطفل بالخريطة مجموعة.. وصحيحة…. والأب المذهول يسأله كيف صنع هذا

قال الطفل: على الجانب الآخر من الورقة التي اعطيتني وجدت وجه إنسان

جمعت الوجه.. فاجتمعت الخريطة

ونحن لا نجد وجه إنسان نجمعه هناك لنجمع الأمر هنا

لهذا.. نؤجل مداخل السينما التي/ في أيام التلفزيون والمواقع.. والتي يقضي أمامها الناس الساعات الطوال/ نؤجل الحديث عنها لأن الحديث عنها لا يخطف خطفاً

ولأن الإغماءة التي نغرق فيها إغماءة عميقة

ولأن كل شيء هو الأخبار والإعلام

ولأنه لا أجهزة أخبار عندنا ولا إعلام

صحيفة الانتباهة