منصور الصويم

الترابي مرة أخرى


[JUSTIFY]
الترابي مرة أخرى

يحكى أن التحليلات السياسية الأخيرة كافة، مقرونة بالحراك الكبير الذي يتخذ من (المفاوضات) مرتكزا له ما بين حكومة المؤتمر الوطني وأطياف المعارضة السودانية بشقيها المسلح والسلمي؛ تقود إلى أن المصالحة بين المؤتمرين (الشعبي والوطني) واقعة واقعة، وأنه وعما قريب جدا سيدخل الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي مدارات السلطة وصنع القرار من جديد بعد ابتعاد أو إبعاد دام نحو خمسة عشر عاما، قضاها الشيخ وحزبه في خنادق المعارضة ومشاكسة الحكومة ومحاولة إضعافها وإسقاطها سلميا وقيل غير ذلك.. فما الذي حدث للشيخ العنيد؟ أهي متطلبات السن (ثمانيني)، أم هي تقلبات السياسة التي ليس من بينها موقف نهائي أو تموقع لا رجعة فيه؟
قال الراوي: مما لا شك فيه أن الترابي منذ أن اختار الخروج من حكومة الإنقاذ الوطني وتشكيل حزبه الخاص، لعب دورا كبيرا في جعل الواقع السياسي في السودان في حالة تقترب من التوازن في المواجهة ما بين المعارضة (تحالف قوى الإجماع الوطني) والحكومة (المؤتمر الوطني)، فالرجل وحزبه لهما من الثقل الجماهيري والتأثير على مجريات الأحداث ما يجعل وجودهما في أي موقع من الموقعين (المعارضة أو الحكومة) مؤثرا إلى بعد مدى، وهنا ربما يجد البعض تفسيرا لقبول (التحالف) بأن يكون حزب المؤتمر الشعبي ضمن تشكيلته رغم الرأي السلبي لأغلبية عضويته في هذا الحزب، ورأيها بأنه لا يعدو أن يكون وجها آخر لـ(المؤتمر الوطني) الحزب الحاكم!
قال الراوي: ربما تحاول الحركة الإسلامية في السودان أن تتمترس حول نفسها من جديد وذلك عبر استدعاء شخصياتها وقياداتها وتاريخها في مواجهة العواصف التي هبت وتهب من شمال الوادي (مصر السيسي)، مثلما يرى أحد بصراء المحللين السياسيين، وربما أن الأمر لا يخرج عن كونه محاولة جادة من المؤتمر الوطني للخروج من المآزق التي تحيط به والتي أوصل البلاد إليها؛ واستطاع بالتالي بحكم الدم أن يوصل هذه الفكرة (بسرعة) لنصفه المعارض (المؤتمر الشعبي) سابقاً الآخرين (التحالف)، وربما (كذلك) أن الشيخ السياسي المراوغ تأكد له بما لا يدع مجالا للتفاوض أن (الضل) في طريقه إلى الانسحاب فإن لم يسرع نصب آخرون مظلتهم واستظلوا بظل جديد وتركوه لهجير المشمس الحارقة.
ختم الراوي؛ قال: تفاوض، تكتيكات، تحالفات، انسحابات.. المهم ما موقف (بائعة الشاي)؟
استدرك الراوي؛ قال: ونسأل أيضا عن موقف طلاب المدارس ومرضى المستشفيات وأهالي المعسكرات.. يا أيها المتفاوضون؟

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي