فيسبوك

ونحن كشعب سودانى نستطيع أن نعيش بدون رغيف مائة عام ونعتمد على مواردنا الذاتية


بإذن الله تشق المركب الأمواج ..
انا لا أشك لحظة واحدة فى كون السودان مستهدف وان المشكلة أكبر مما يتصور العقلاء واختزالها فى النظام الحاكم فقط ، بعيدا عن الصراعات الإقليمية والايدلوجيات الفكرية والحروب الاقتصادية والنزاعات الداخلية والاقتتال على الموارد والعراك من أجل الوصول للكراسى والسلطة ولو على جماجم البشر . والمسئولية التى اوصلتنا لهذا المآل مسئولية مشتركة بين الحاكم والمحكوم وتلك الأحزاب التى تبنت وافرزت هذا الواقع المرير .

هنالك عديد من الأسئلة المحيرة والتى لا اجد لها جوابا . إذا كانت الأزمة تكمن فى النظام القائم الآن ماذا قدمت تلك الأنظمة التى سبقته للوطن؟ وإذا كانت الأزمة أزمة دولار وعملة حرة فلماذا تحول الشعب السودانى كله اليوم إلى تجارة العقارات والسيارات والسمسرة وهجر الزراعة والصناعة وطفق أبناؤه يهيمون على وجوههم فى الصحارى يبحثون عن معدن الذهب المسكون ومحروس بالجن والعفاريت ومردة الشياطين .. وهربت الكوادر المدربة والكفاءات إلى الخارج .

بينما حلت مكانهم عمالة أخرى تترزق الله فى شتى الميادين بل وبسطت هيبتها ونفوذها على السوق .

ونحن نتفرج ونتذمر على الشح فى بعض السلع ومصنع الملح والطرف ونملىء الاسافير صياحا وعويلا ومواء …

الأزمة ليست أزمة خبز أو أزمة جازولين أو أزمة غاز .. الأزمة الحقيقية التى نعيشها أزمة موارد معطلة تنتظر التدفق وأزمة ضماير لا تعمل وأزمة مصالح تطغى على مخافة الله وحب الوطن .

ولكن أقولها لكم وانا واثق مما اقول سوف تنفرج كل هذه الأزمات فقط نعتمد على الذات ونضم الصفوف والكفوف ولسوف ننهض ونرتفى ….إنها أزمات مختلقة ساهمت فى ظهورها بعض السياسات المرتجلة والبدايل موجودة .. ونحن كشعب سودانى نستطيع أن نعيش بدون رغيف مائة عام ونعتمد على مواردنا الذاتية من الحبوب حتى نزرع القمح وننتجه فى ارضنا ونكتفى بل ونصدر للعالم .

وبإذن الله بعيدا عن الانتماء لأي حزب سوف نعبر هذه الظروف ونتغلب عليها نكاية بتلك الدول البغيض والتى لا تريد لنا خيرا بقدر ما تسعى للتضييق علينا واملاء شروطها الوقحة بل ونشر الفوضى والخراب فى وطننا .

وبإذن الله منتصرين على كل الظروف وكل الأعداء ، وبإذن الله تشق المركب الأمواج ، ودام عزك يا وطن .

أحمد بطران