الصوارمي خالد سعد: بين التنمية والإدارة
ما رووه عن نابليون أنه قال : (إعطني جيشاً من النعاج يقوده أسد ولا تعطني جيشاً من الأسود تقوده نعجة) .
هذه المقولة لها دور فعال في علم الإدارة ، لأن القيادة هي الإدارة . والمعني المتوفر من هذه المقولة يؤكد أن السيطرة إنما تكون بقوة الإدارة، فقطيع الضأن هو رمزللعشوائية وانعدام التدبير والتخطيط ، والأسد رمز لقوة الشخصية وحسن التدبيرحيث هو أكثر الحيوانات تدبيراً لشؤونه من حيث التناسل وتربية الأشبال والهجوم المشترك والمخطط علي الأعداء أو الفرائس .
الإدارة السليمة هي مفتاح النجاح لكل ما يمكن أن يقوم به الإنسان من عمل علي الصعيد العام والخاص .
إلتزام المخطط الذي يمليه التخطيط لإدارة أي شئ هو نقطة حمراء لا يمكن تجاوزها بحال من الأحوال ، فالمخطط هوالطريق الذي تسير الإدارة عليه .
المدير الذي يضع برنامجاً لتنظيم العمل في إدارته ثم لا يهتم بتنفيذه هو بلا شك مدير فاشل .
المدير الذي لا يضع برنامجاً لتنظيم الصرف المالي في مؤسسته هو ليس بمدير ، وإن كان يضع البرنامج ولكنه لا يهتم بتنفيذه هو مدير فاشل .
المدير الذي يتجرأ ويخرق القوانين واللوائح التي تنظم عمل الصرف المالي أو الإداري في وحدته هو غير نزيه .
المدير الذي يقوم بتغيير اللوائح والبرامج الموروثة والتي تنظم العمل لصالحه ودون أن يكون لذلك التغيير لجانه ومرجعياته المختصة هو مدير مخرِّب . وسوف يأتي من بعده مدير آخر فيغير ما ورثه من سلفه . ثم يمضي ويأتي أخر فيغير وتستمر عملية التغييرت إلي أن تصبح المؤسسة ألعوبة في أيدي المديرين ، وهذا هو ما حدث لنا منذ أن خرج الإنجليز حيث ما زلنا نكتب ونمسح ! فمتي يبلغ البنيان يوماً تمامه إن كنت تبني وغيرك يهدم ؟؟؟
الإدارة إن لم يكن لها ثوابت فهي ليست بإدارة وإنما هي عشوائية ، والإدارة إن لم يكن هنالك دستور يحميها من تغول المسؤولين ذوي الأغراض فهي كالعدم .
الإدارة هي مخ الأسد الذي يقود القطيع . والمدير بدون التخطيط الإداري السليم هو أسد بدون مخ ، وبالتالي لا فضل له علي بقية القطيع إلا بشكل الأسد وهيبته ، أما في جوهره فلن يعدو أن يكون خروفاً .
بدون الإدارة ذات البرنامج الملزم والذي يحميه الدستور لن تكون هنالك تنمية مهما تحدثنا عن حجم صادراتنا ووارداتنا . فالعشوائية دائماً لا تبقي ولا تزر .
بقلم / العميد م الصوارمي خالد سعد