تحقيقات وتقارير

تحديات وعراقيل .. كيف يبدو الطريق نحو دمج مواثيق لجان المقاومة ..؟

تحديات وعراقيل..
كيف يبدو الطريق نحو دمج مواثيق لجان المقاومة..؟

* اللجنة المشتركة: الإتصالات أثمرت عن تكوين لجنة فنية مشتركة لتوحيد ودمج المواثيق وقطع الطريق أمام القوى المضادة للثورة والانتهازيين!!

* لجان جنوب الحزام: هناك تحديات حقيقية، ولكن تم إنجاز %75 من الدمج!!

* كاربينو: أحد أسباب تأخر عملية دمج المواثيق، الصراعات السياسية بين الأحزاب!!

أصدرت تنسيقيات لجان المقاومة عدد من المواثيق في الخرطوم والولايات، كما صدر ميثاق باسم الميثاق الثوري لسلطة الشعب وتم التوقيع والتوافق عليه من لجان 15 ولاية من أصل 18، ومنذ فترة وحتى الآن تعمل لجان المقاومة على مقترح مناط بدمج المواثيق والتوصل لميثاق واحد موحد يمثل لجان المقاومة كاملة، وأصدرت اللجنة المشتركة لتوحيد المواثيق بيانًا في أواخر أغسطس تناقش فيه آليات توحيد المواثيق وسير العمل عليها وكيفية تحصينها من الاختراق.

كشفت اللجنة المشتركة لتوحيد المواثيق انها انتظمت ومنذ فترة في إتصالات مكثفة بين “الميثاق الثوري لسلطة الشعب وميثاق تأسيس سلطة الشعب” بغرض توحيد الرؤى والأفكار للتأسيس لوحدة سياسية فكرية ثورية تكون فيها لجان المقاومة القلب النابض والوعاء الجامع لكل قوي الثورة الحية.
وتابعت اللجنة المشتركة في بيان “أثمرت هذه الإتصالات رغم ما لاقته من تحديات وتعقيدات بتكوين لجنة فنية مشتركة لتوحيد ودمج المواثيق لكي لا نترك فراغاً تتحرك فيه القوى المضادة للثورة والانتهازيين”.

وشكلت اللجنة خطة لتوحيد الميثاقين وفق آلية ومنهجية محددة عبر مصفوفة زمنية مكونة من ثلاث مراحل الأولى هي إنتاج مسودة أولية عبر تبويب وعملية فرز لبنود الميثاقين على أن تناقش المتفق عليه وتنزل الغير وارد في الميثاقين للقواعد لتبدي رأيها فيه، والثانية إنزال مقترح المسودة الأولية لمناقشته مع القواعد، وأخيرًا تجميع حصيلة النقاش لإنتاج مسودة النهائية من الميثاق الموحد تحت اسم (الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب). موضحين أن النقاش حول بنود المسودة الأولية سيتم من قبل القواعد وبين ثوار كل حي عبر مؤتمرات قاعدية، كما أشارت اللجنة المشتركة في بيانها إلى أهمية التحاق التنسيقات المتخلفة عن عملية الدمج لإنتاج ميثاق موحد وتفويت فرص التسوية التي ينشط في تحقيقها.

تحديات دمج المواثيق
وبالحديث عن دمج المواثيق أوضح عضو لجان مقاومة جنوب الحزام يوسف كاربينو، بأن هناك جهود مشتركة من لجنة تضم ميثاق تأسيس سلطة الشعب وخبراء قانونيين، وتابع كاربينو في تصريح لـ”الجريدة”: “هناك تحديات حقيقية، ولكن تم إنجاز %75 من الدمج، والميثاقان بهما قضايا ثورية وخلافات عديدة ولكن هذا التحدي هو التعامل معهم بروح الثورية”.

وقال كاربينو ان أحد أسباب تأخر عملية دمج المواثيق هي الصراعات السياسية التي تمارسها الأحزاب مؤخرًا والتي أبطأت العمل. ورداً على السؤال عن الخطوات المتبعة بعد الدمج أجاب كاربينو: “إن الخطوات بعد الدمج لن نقرها حالياً، وستشارك القواعد في تقريرها ولابد من مشاركتها في هذه الخطوات، البعض في لجان بحري يرى بضرورة طرح المبادئ فوق الدستورية، وعندما نتفق على إعلان دستوري يجب أن ينبثق عن المبادئ فوق الدستورية، وهناك مقترح بتفصيل الآليات والأهداف في الميثاق ومباشرة تطبيقها في أرض الواقع مع المواطنين”.

وأضاف كاربينو بأن هناك مجموعات جاءت من بورتسودان، ود مدني، يمثلون عدداً من الولايات التي وقعت على الميثاق-الميثاق الثوري- مشيرًا لوجود 15 ولاية موقعة عليه، في حين تخلفت باقي الولايات عن التوقيع لافتًا إلى وجود لجنة مسؤولة عن التواصل مع الولايات التي لم توقع على الميثاق الثوري للتنسيق معها وبحث الحلول.

موقف لجان الولايات
ومن جانبه كشف عضو لجان مقاومة بورتسودان عمر طارق لـ”الجريدة” عن وجوده مع ممثلين آخرين من ولاية بورتسودان وعدد من ممثلي الولايات الأخرى في الخرطوم للتفاوض حول دمج مواثيق اللجان المطروحة. وتابع طارق “اتفقنا على عدد كبير من نقاط ميثاق تأسيس سُلطة الشعب وميثاق ود مدني كما قدمنا مبادرة لتوحيد الميثاقين والعمل يسير بصورة جيدة ومستمرة” مشيرًا إلى طرح لجان مقاومة بورتسودان مبادرة تهدف لدمج الميثاقين المطروحات في ميثاق واحد. ولفت طارق إلى أن دمج المواثيق سيسهل ويحفظ الجهد.

وأشار طارق لوجود عدد من التنسيقيات الرافضة لدمج المواثيق وآلية الدمج، وبالمقابل هنالك عدد من التنسيقيات تتناقش وتتفاوض حالياً حول مسألة الدمج. وقال طارق: “عملنا في الفترة الماضية على توحيد المواثيق بصورة جيدة جدًا، وحاليًا يوجد عدد من مُمثلي لجان مقاومة بورتسودان في ولاية كسلا لحضور اجتماع مُشترك ما بين لجان مقاومة كسلا والقضارف وبورتسودان لعمل مسودة حول إشكالات إقليم شرق السودان ومن ثم دمج المسودة وإرسالها للخرطوم”.

خطوات متقدمة نحو الدمج
وأوضح المتحدث الرسمي باسم لجان أحياء امبدة تامتي هنو أنه قبل كل شيء، يجب أن تمضي لجان المقاومة نحو مناقشة المواثيق وبنودها، وتابع هنو في تصريح لـ”الجريدة” ضرورة أن تمضي لجان المقاومة بالميثاق وتناقش البنود وتفكر داخل احيائها بمشاركة كل الفئات والخروج بشكل معين متفق عليه، سواء وثيقة سياسية أو ميثاق سياسي، وزاد: “هذا بالنسبة لنا مرحلة ممتازة جدًا وتدعو للفخر، والفقرة الثانية أن ميثاق تأسيس سلطة الشعب والذي نمثل جزءا منه قد تم إنتاجه بنفس الشكل وجميع ثوار أمبدة والخرطوم وتم مناقشة جميع البنود في الميثاق على مستوى كبير وواسع جدًا بين الثوار ولجان الاحياء، فبالتالي الميثاق يمثل الولاية بشكل حقيقي وتمت مناقشته والمشاركة فيه بمستوى عالي جدًا ويحظى برضى عام يكاد يتجاوز الثمانين بالمائة من الفاعلين او المنخرطين في لجان المقاومة بالولاية ولاحظنا أن الشعب السوداني ينظر للميثاق بشكل ايجابي وأنه خطوة متقدمة من لجان المقاومة، وهذا الأمر يجعلنا نلتمس دعم الشعب السوداني في الميثاق، وكذلك الولايات أنتجت الميثاق الثوري لسلطة الشعب، ومسألة دمج الميثاقين بالنسبة لنا كتنسيقيات لجان امبده موقفنا مع دمج الميثاقين ونحن جزء مشارك في الجمعية العمومية في ميثاق تأسيس سلطة الشعب وفي التوقيع كنا الموقع رقم واحد في الجمعية العمومية. ودمج الميثاق مع الميثاق الذي يمثل الولايات والمدن الكبيرة مبدأ موافقين ونفكر في الميثاق الواحد الذي يشمل كل السودان ولا يوجد تنسيقية في الخرطوم رافضة فكرة الدمج وحتى الآن لم نتلقى رؤية رسمية رافضة، وفكرة الدمج مدعومة من كل التنسيقيات والثوار في الولاية ونحن نختلف فقط في آلية دمج المواثيق والمنهج الذي يجب أن تدمج به المواثيق”.

يقول هنو أن مسألة دمج المواثيق تجري منذ فترة وهناك تباين في آليات الدمج وهنالك تباين بيننا كولاية الخرطوم والميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب هذه المسألة خلقت ان بعض التنسيقيات جزء من الجمعية العمومية لميثاق تأسيس سلطة الشعب واصلت في الإجراءات، وتابع: “هناك لجان تعمل على دمج المواثيق، وهناك تباين في آلية الدمج، والآليات التي اتفقنا عليها في ولاية الخرطوم والميثاق الثوري، وهناك بعض من التنسيقيات من أعضاء الجمعية العمومية لميثاق تأسيس سلطة الشعب ذهبوا خطوات وواصلوا في إجراءات الدمج، وحتى الآن هناك حول الأمر ويمكن معالجته وقادرين على حسم المسألة في الولاية في أقرب وقت ممكن”.

يرى تامتي هنو بأن هذه التحديات لن تقف عقبة أمامهم، خاصة وأنهم قدموا في الموكب الأخير شهيد، وبلغ عدد الشهداء أكثر من مائة شهيد منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر، وزاد: “قبل الانقلاب ادينا آلاف الشهداء ويومياً نقدم الشهداء وهناك كوارث طبيعية والوضع البيئي والإنساني كارثي وكذلك زاد خطاب الكراهية وسط المجتمع، وبالنسبة لنا هذه مسائل تجعلنا نقوم بمسؤوليتنا بشكل كامل وننجز دمج المواثيق لنقدم الميثاق الموحد هدية للشعب السوداني، وبالتالي نحن نوعد السودانيين أننا قادرين على تجاوز التحديات والتباينات كلجان مقاومة وكذلك قادرين على إنتاج ميثاق حقيقي يلبي طموحات وقضايا السودانيين كلهم، ونحن في ظرف تاريخي متيقنين من روح رفقة الشارع والوضع الكارثي في البلاد يجعلنا قادرين على انجاز هذه المسألة”.

الخرطوم: مروه الأمين
صحيفة الجريدة