رأي ومقالاتمدارات

حكاية سوداني تعرض لعملية احتيال مدهشة وأغرب من الخيال


اليوم حدثت لأحد معارفنا قصة نصب ولا في الخيال، تفاصيل تستحق أن يُكتب من وحيّها رواية، لدرجة تُصاب بدهشة بالغة كيف رمت الأقدار بهذا الرجل الشهم الكريم في هكذا حيّلة، وأحسبه ابتلاء من الله عز وجل لرجل بسيط طيب عُرف وسط مجتمعه بالمروءة والكرم وحُسن الخلق.

قبل أيام من الحادثة أصاب (عطل) هاتف الرجل الحبيب، فأضطر إلى “فرمتته” مسحت الفرمتة بالطبع جميع أرقام هواتفه المعرّفة باسماء أهله وأصدقائه ومعارفه، بعدها بدأ يسجل أرقام يحفظها في ذاكرته لمقربين من أهله، وكان أن أوقعه القدر أن يسجل رقماً بالخطأ باسم من يثق فيه من أقربائه وبينهما رحم ومودة وأفضال وتقدير!

يوم أمس احتاجه في مهمة تخص خدمة يقدمها لآخرين ، ويتصل في الرقم (الخطأ) الذي سجله باسم قريبه ، ما أن فتح الطرف الآخر الخط حيّاه صاحبنا بحماس وبشاشة باسمه، تفاعل (الرجل الخطأ) مع المكالمة وكأنه من يطلبه، استمع للمكالمة بانصات، مؤكداً له انجاز مهمته في الحال، لم تنتهي القصة هنا!

وإنما عاود الرجل الاتصال بعد لحظات ليبلغه بضرورة تحويل ٦٠٠ ألف جنيه، باعتباره قريبه لأنه في حاجة ماسة لها الآن وسيعيدها له حالاً!

بشهامة صاحبنا المعروفة وطبع مروءته لم يعط فرصة حتى لعقله أن يسأل ويتحقق ويفكر، رغم أنه رجل بسيط لايملك شيئاً ولو يسيراً من المبلغ!

استعان الرجل بأحد الشباب من معارفه ليحول المبلغ فوراً في حساب المحتال على تطبيق بنكك، ليكتشف بعدها بأنه قد وقع في مصيدة نصب محكمة ساقه القدر لها، أدخلته في مأزق لم يكن في حسبانه ولافي احلامه الصغيرة، حتى أصبح في حيرة وقلق كيف يتخلص منها!.
والله المستعان

أبومهند العيسابي