محمد محمد خير

محمد محمد خير يكتب: الأسبوع العاصف


طوال تتبعي للاحداث لم يمر علي اسبوع مثل الاسبوع الماضي من نواحي قرب انسدال الستار على باحة المسارات الطويلة وتجلي ملامح النهايات بقسماتها الاولية ودور الموت في البعث بتحويل العزلة الى حيوية.

اعلنت بريطانيا رحيل ملكتها التي كانت رمزية الملكة المؤبدة الى دار الخلود واكاد اجزم ان اول من احياه ذلك الموت وانعش منام والده ومنحه امكاناً للتحقق هو الفريق البرهان الذي لا تجمعه اي صلة بالراحلة ولم تره في حياتها وربما لم تسمع به من قبل لكن الدعوة التي تلقاها البرهان من محيطها الملوكي الذي تحكم في غروب الشمس يوماً في كل شوارع الكرة الارضية كانت بمثابة خروج الحي من الميت!!!!

كان البرهان في غمرة الاشتغال بهمومه اليومية .اجتماعات من رتبة العميد فما فوق ونفي ما يتداول من خلافات مع نائبه والسيول والفيضانات وجدري القرود ومغارز الحرية والتغيير وتحدد اشتباكات الهوسا وانقطاع الكهرباء فاذا بملاك الموت يهبط في الجزر البريطانية ويستل روح ملكة مسنة تصبح جنازتها مدخلاً حيوياً لفك عزلة البرهان (حبيبي اه وقلبي تاه في يوم الجنازة)!!!

الجنازة هي اية التوثيق الطبي للموت والاذن لدفن الميت لكنها بالنسبة للبرهان هي رغبة الانجلو ساكسون في ان يشاركهم الطقوس المصاحبة لتجلي الضعف الانساني الذي يستعان فيه عادة بالاحبة واستجاب البرهان ومنها خاطب الامم المتحدة وبدا مشوار(القعدة الياها)???!!!

في الضفة الاخرى نصح صحافيون بارزون الفريق البرهان بعدم الذهاب لكلا المحفلين وهلل صحافي خزعبلي كبير بان السلطات الامريكية ستعتقل البرهان حال وصوله على خلفية مذكرات توافرت لها منظمات امريكية وسودانية( بسرية عالية) وظل الصحافي الخزعبلي الكبير يكتب منشوره بمداد الوهم يومياً على صفحته في الفيسدبوك الذي اسميه (الانداية) لفجاجته وسهولة ارتياده وسماجته في معظم الاحايين.

عاد البرهان ولاذت التكهنات بمخيلة كاتبيها ولا زال سر جنازة الملكة سارياً!!!!

في ذات الاسبوع شاهدت ندوة الدستور الذي اعدته تسييرية المحامين وهي ندوة كشفت لنا بوضوح المواهب و(المواسير) فقد استمعت بمتعة وبهر واندهاش للدكتور محمد علي الجزولي الذي قدم عرضاً يجمع بين المعرفة والتمكن والتجويد والاداء المسرحي وسلامة اللغة والاحاطة الشفافة لكل ما امسك به ونثره نثراً بديعاً مثبتاً ان له قدرة استثنائية في استلابه الاخرين قدرة الحوار وفي مقابله احبطني ابن سيدي الامام حتى مسحت وجهي برياح تورنتو الجنوبية الشرقية التي تأتيني من خلال النافذة فليس لصديق نسبة اقل من الضئيلة لما يكتنز به الجزولي حتى تساءلت هل الجزولي ابن الامام الصادق ام الصديق ابنا للجزولي واستغفرت الله فهذا زمان المعجزات وكرامات( الجنازة)!!!!

ألح على الاخ الصديق وألحف في الرجاء بان يتجنب ما استطاع الظهور على شاشات التلفزة على خلفية انه ابن الامام الصادق وان يمحو من ذهنه ان النسب الى الوالد هو المؤهل للقيادة وللحديث نيابة عن الاخرين فالتاريخ لا يسير (منوياً) وما كل الابناء على ذات قدرات الوالد وانا ازجي هذا النصح اقر بانني من اخلص محبي والدكم الامام عليه كل الشآبيب الرطاب.

صحيفة ادانتباهة