محمد محمد خير

محمد محمد خير يكتب: تحليل


أرجو ألا يفهم من هذه المساهمة فيما يتعلق بتحليل المسار الصاعد بانني استهدف الحكم بافضلية اي خيار على اخر، بقدر ما احرص على خروج بلادنا من اخطر انعطافة تمر بها منذ الاستقلال.

قبل الانطلاق في التحليل يجدر الاتفاق على ثابتين اولهما ان السودان يخضع الان بشكل كامل غير منقوص للارادة الخارجية، والثابت الثاني ان قواه الوطنية الممزقة التي تضم الان = مراحاً = من ذوات الثدي الاليفة ما هي الا سُلماً تصعد به الاجندة الخارجية نحو ما تريد تحقيقه – اذا اتفقنا على ذلك فيمكننا القول بان التغول الخارجي نفسه مر باطوار متعددة فقد كان في مستهله تغوﻻً خليجياً صرفاً ثم تحول لخليجي اممي ثم اصبح غربياً صرفاً بعد اجراءات اكتوبر الذي ﻻ تاخذني فيه ذؤابة شك في ان امريكا واسرائيل بعيدتان عنه لكن امريكا لاعتبارات تتعلق بالراي العام وتحاشي ردود افعال منظمات المجتمع المدني ابتدعت خطة لادارة العملية على نحو يجعلها مؤثرة على اطراف الصراع الداخلي السوداني بما في ذلك الجيش الوطني الذي منعته امريكا من تشكيل حكومة ما بعد فض المشاركة فسارعت بتسمية سفيرها الذي دخل الملعب بما يرضي شغف قوى الضغط الامريكي بزياراته المتكررة لاسر الشهداء وسوح التصوف وبائعات الشاي اللائي تحولن لمعنى من رمزيات الثورة ويأتي كل ذلك مترافقاً لعمله السري الذي بدا يتكشف الان والذي يمكن تلخيصه في ان امريكا تسعى لصوغ السودان بما يرتكز من ثوابتها –

ليس لامريكا حلفاء تاريخيين في المجلس المركزي حلفاء امريكا الحققيين الذين تحرص عليهم هم حركات دارفور وبعض الرموز القبلية ذات الوجاهة الاكاديمية كالدكتور التجاني السيسي على سبيل المثال واهم من تضعهم امريكا في رزنامتها هو الجيش والاستخبارات والقوى الامنية وزعماء العشائر .

استطاع السفير الامريكي حتى الان درء غضب منظمات الضغط الامريكية ورص الرباعية خلفه وتبادل النغمات مع الثلاثية وتفريغ قحت تماماً من كل الغازات التي تنفخها بها اللاءات الثلاث وعزل البعث ويتضرع لله تعالى ألا يهب للحزب الشيوعي رشداً كي يفسد عليه الرصة القائمة اصلاً على رفض تصوراته الاقتصادية ثم انهض وثيقة المحامين الدستورية المؤيَدة غربياً وخليجياً على استحياء وجعل قحت تتخذها سنام فكرتها ولكي يقبلها الجيش تنازلت قحت عن المشاركة في السلطة واماطة الاذى عن طريق الجيش بل مواددته .

صحيفة الانتباهة