فيسبوك

(عم عبده .. كلاكيت للمرة الثانية)


ما حدث لأسرة إمتداد ناصر ببري يعتبر صورة بالكربون لجريمة حي ( كوبر ) ببحري و التي ظلت لغزا” حير رجال المباحث حينها و لم تكشف طلاسم الجريمة حتى يومنا هذا و بعد مرور اكثر من ربع قرن على جريمة كوبر يمكننا أن نقول بانها اصبحت من الجرائم المكتملة .. ولمن لا يعرف شيئا” عن هذه الجريمة نقول لهم بان مجهولين تسللوا لمنزل اسرة ( عم عبده ) بحي كوبر ببحري و قاموا بضرب جميع افراد الاسرة بضربات إحترافية بواسطة آلة حادة في الفك و العيون ادت لوفاة زوجة عم عبده و اثنتين من بناته و حفيدته التي لم يتجاوز عمرها العام و نصف العام بينما نجى العم عبده و احدى بناته بعد ظلوا في غيبوبة لمدة طويلة و عندما استفاقوا منها اصبحوا لا يتذكرون شيئا” عن الواقعة فقد كانت الجريمة ابشع بالف مرة من جريمة حي ناصر الاخيرة من ناحية العنف الشديد و فظاعة المنظر داخل مسرح الحادث الذي كانت الدماء منتشرة فيه بكل مكان .
و قتها لم تدخر المباحث المركزية و بقية الاجهزة الأمنية جهدا لكشف طلاسم الجريمة و قد اخضعت عدة مشتبه بهم للتحقيقات و استعانت بدول عربية في مجال الأدلة الجنائية و بعد كل هذا لم يستطيعوا فك طلاسم الجريمة المستحدثة انذاك .
كل ما أخشاه أن تصبح جريمة إمتداد ناصر مجرد ( كلاكيت ) تاني مرة في فيلم ( ضد مجهول ) رغم ثقتي و إيماني الكبير بقدرات و إمكانيات رجال البحث الجنائي في بلادنا إلا أنني أخشى أن ينشغلوا بإثبات التهمة على اول مشتبه فيهم كما حدث في جريمة اسرة ( عم عبده ) التي لا يساورني ادنى شك بان الجهة التي نفذت جريمة اسرة عم عبده قد صنعت لهم مشتبه بهم و تركتهم ينشغلون باثبات التهمة ضدهم و هذا هو إسلوب المنظمات الإجرامية الكبيرة يضعون لك أدلة و براهين لدى شخص او مجموعة لينشغل رجال البحث بالإثبات ليجد المتهمين الحقيقين الوقت الكافي للهروب و طمس كل ما قد يقود إليهم .
الرابط العجيب بين جريمة كوبر و جريمة بري هو ان ارباب الأسرتين ظلوا أحياء و أن وظائفهم تكاد تكون متشابهة لحد ما .
مثل هكذا جرائم لا يصح أن نتناولها بتوجيه الإتهام لأشخاص او جهات بعينها حتى لا نؤثر على سير التحريات لكن بالمقابل لا يمكننا السكوت تماما” لان هذه جريمة رأي عام و جريمة راحت ضحيتها اسرة كااااملة و أطفال لا ذنب لهم .. يجب ان تظل احداث هذه الجريمة ترند على وسائل التواصل للضغط على الدولة بان توظف جميع إمكانياتها لكشف المتورطين .. قد نوجد العذر للمباحث الجنائية في الفشل عن كشف حقيقة جريمة كوبر لأن احداثها كانت في وقت لم تكن فيه اي تقنيات تذكر و كانت اجهزة الادلة الجنائية ضعيفة .. لكن الآن لا وجود لأعذار مطلقا” .
أشعر بالضغط الهائل الذي يتعرض له رجال البحث الجنائي في هذه الجريمة و أكاد ارى آثار السهر على عيونهم و ثقتى لا تحدها حدود في انهم قادرون على كشف طلاسم الجريمة بحول الله و قوته لكن لا أثق في السياسيين إذا كانت لهم اصابع في هذه الجريمة الشنيعة .
نزار العقيلي