فيسبوك

حكاية (اغتيال عروس الشمالية في شهر العسل).. الحلقة الثامنة


رواية (اغتيال عروس الشمالية في شهر العسل)
للكاتب ياسين الشيخ
قصة حقيقية جرت أحداثها في ثمانينيات القرن الماضي بإحدى القرى الوادعة بشمالي السودان.. لم يتم تداولها ولم يسمع عنها احد بسبب ضعف الإعلام في ذلك الوقت..
القصة صاحبتها أحداث ساخنة ومثيرة للغاية ولم يتم اكتشاف القاتل الذي لم يترك اي اثر لجريمته الا في الحلقات الأخيرة..
الحلقة الثامنة: (أبناء عمومة فطين على بعد خطوة واحدة من قتل السر والأخذ بثأر ابنتهم)
دخل السر إلى الحراسة وفق الاتفاق الثلاثي الذي تم بينه ومستضيفه صاحب الفكرة والمحامي منفذ الخطة والتكتيك، تفاجأ السر بترحيب المساجين به الذين اصابتهم الدهشة بعد أن حكى لكل واحد على حدا تفاصيل دخوله معهم الحراسة..
نعود للقرية.. خرج أبناء عمومة فطين متوجهين للعاصمة الخرطوم والشرار يتطاير من أعينهم والغبينة تكاد تقتلهم للبحث عن السر ولا يعلمون أن العثور عليه أصعب من العثور على (إبرة) داخل كوم من القش، كانت كل القرية تحمل غبينة غير طبيعية تجاه السر الذي أصبح المتهم الأول دون نقاش، لدرجة انك اذا ناقشت أحدهم وحاولت تبرئة السر سيعتبرك البعض ضايع في التهمة..
غير أن عقلاء القرية الذين كانوا في وداع وفد الثأر نصحوا الثمانية رجال الذين توجهوا لقتل السر بتسليمه لأقرب مكتب شرطة خصوصاً وأن هنالك بلاغ مفتوح لم تكتمل تحرياته..
وصل الوفد إلى الخرطوم واقترح عليهم سماعين الذي يعد أكثرهم ذكاء ودهاء ومكر أن ينقسموا إلى أربعة مجموعات كل مجموعة فيها شخصين تبحث في اتجاه معين، بحيث تبحث الثلاثة مجموعات الأساسية في مدن العاصمة المثلثة، مجموعة في الخرطوم وأخرى في بحري والأخيرة في امدرمان على أن تتولى المجموعة الرابعة البحث في الأسواق وأماكن التجمعات..
كانت كل مجموعة تحمل صورة ابيض واسود للسر مع رصد مكافأة كبيرة للذي يدلهم على مكانه فقط، بحثت المجموعات الأربعة دون جدوى، كانوا يبحثوا طوال النهار ويتجمعوا في الليل بأحد منازل (العزابة)..
مر اسبوع دون جدوى وإن عثروا على الإبرة فلن يعثروا على السر ولا على مكان إقامته، بحثوا في كل الأماكن النوادي والقهاوي والمساجد والخلاوي ومواقف السيارات ومواقف القطارات حتى المقابر المهجورة والمشارح وصلوها دون جدوى حتى المنزل الذي كان يمكث فيه السر وصلوها ولم يتحصلوا على إثر بعد تكتم صاحبه..
بعد مرور اسبوع عجز الوفد عن فعل أي شيء واصابهم الكسل ولكن الغبن يملأ قلوبهم ووجع والد فطين ووالدتها التي تقطع قلبها كان دافعهم لبزل المزيد من الجهد في رحلة بحث فاشلة..
في يوم وأثناء جلوسهم في إحدى القهاوي أخرجوا صورة السر للجالسين في القهوة عسى ولعل يجدون من يدلهم على طريق له، كانت المفاجأة حاضرة حينما حمل احد الجالسين الصورة وأخذ يتمعنها جيداً ليخبرهم بأنه رأى صاحب الصورة أو شبيه له بأحد الأقسام عند زيارته لقريب له كان موجود داخل الحراسة في انتظار ترحيله للسجن..
وقف الثمانية رجال في وقت واحد واختلط الشعور بالنسبة لهم ما بين السعادة والغضب، اخيرا عثروا على اتجاه للسر ولكن في أكثر مكان آمن بالنسبة له بحيث لا يستطيع الجن الاحمر أن يمسه وهو في حراسة الشرطة..
خرجوا مسرعين حتى أن المكافأة المرصودة لم يمنحوها للرجل الذي ظل يلاحقهم مطالباً بمنحه المكافأة لكنهم صدموه بتأكيدهم له انهم كانوا يريدونه حرا طليقا، رفض الرجل أخبارهم بمكان القسم ما لم يمنحوه المكافأة المرصودة بعد أن يخبروه بالقصة..
تكفل أحدهم بسرد القصة على عجل وباختصار شديد، خاف الرجل خوفاً شديداً وتمنى لو لم يخبرهم بمكانه بعد أن علم بأن القصة فيها ثأر وقتل وبعد أن شاهد الأشرار يتطاير من أعينهم ودموع الألم تكاد تنزل على خدودهم، منحوه جزء من المكافأة مع تهديده بالقتل إذا لم يعثروا على الرجل في القسم الذي ذكره لهم..
توجهوا للقسم وكل تفكيرهم ونقاشهم كان حول (ما هي الجريمة الجديدة التي ارتكبها هذا الملعون ليدخل بسببها الحراسة؟ ) لكنهم لا يدركوا أن الموضوع ابعد بكثير من تفكيرهم.. وأنها فكرة ماكرة من ابن جلدتهم وكما قال المثل (ابو القدح بعرف محل يعضي اخوه)..
وصلوا الحراسة التي تقبع بأحد أقسام الخرطوم وسط، كان سماعين أكثرهم ذكاء حيث طلب منهم الهدوء عند سؤالهم عن السر داخل القسم، كان يأملون في العثور عليه قبل ترحيله للسجن..
كانت فكرة سماعين أن يتحدثوا هو لمأمور السجن ويسأله عن شخص موجود بالحراسة اسمه السر، ولكنه كان قلق إذا سأله المأمور عن تهمته لأن وقتها لا يعلم هو التهمة التي أدخلت السر الحراسة، كان سماعين يدعو الله بأنه يجنبه سؤال المأمور..
دخلوا حسب الخطة وقابلوا المأمور الذي رحب بهم وسارت الأمور كما كانوا يتمنون، المأمور (عاوزين السر المسكين) فأجابه بصوت واحد كاد أن يفشل خطتهم (مسكين كيف 😳😳) اجابهم المأمور زول قاعد أمانة وما عندو أهل بسألوا عنه..
المأمور طلب من العسكري إبلاغ السر المسكين بالزيارة وإحضاره للمكتب، ذهب العسكري وأخبر السر بأن هناك وفد من أفراد أسرته يرغب في زيارته، أصيب السر بالصدمة والخوف الذهول في وقت واحد وعند خروجه من الحراسة بخطوات حدثت مفاجأة غير متوقعة لم تكن في الحسبان..
في الحلقة القادمة (تفاصيل صادمة ومعلومات جديدة في ملف القضية)..
كونوا بخير 🖐️🖐️
ياسين الشيخ