عندما تتحول الانتخابات إلى فزاعة
( عاد الفريق البرهان في خطابه اليوم لما قبل الاطاري، تدخل الجيش في تشكيل الحكومة وإن الحكومة المدنية ذات سلطة كلية بعد الانتخابات !) ياسر عرمان
( هل “العالم” مستعد يكرر تجربة ليبيا داخل السودان بالقبول بانتخابات بهذه الوضعية في بلد زي السودان الناس فيه متوترين بسبب وبلا سبب ؟ ) – جعفر حسن
( تحديد الاتفاق الاطاري للفترة الانتقالية بعامين غير كافية لانهاء كل مهمات الفترة الانتقالية ) جعفر حسن لـ “اندبندنت عربية”
▪️ليس غريباً أن ينزعج رجل أسس حركته الخاصة من ٣٣ شخصاً من كلمة الانتخابات في أي سياق وردت، وفي ظل حالة الهشاشة الراهنة لم يعد غريباً أن يحلم بأن يكون عراب الحكومة القادمة ، ولذلك من الطبيعي أن يبدي انزعاجه من رهن سيطرته الكاملة على الجيش بفوزه في الانتخابات ..
▪️ كانوا يصفون التحذير من مصير ليبيا بأنه مجرد فزاعة، لكنهم عادوا إلى ذات التحذير لكن من الانتخابات هذه المرة، ليكون هذا هو إسهامهم النوعي في “دمقرطة الفزاعة” !
▪️ ليس غريباً أن يمنح صاحب مقولة ( سفارة سفارة ) “العالم” الحق الحصري في البت في أمر انتخابات السودان تُقام أو تؤجّل مرةً بعد أخرى، بعيداً عن شعب السودان غير السوي المتوتر الذي سيهدد وحدة البلد إن سُمِح له باختيار ممثليه !
▪️ لا يوجد شيء يمكن أن يصنع التوترات أكثر من إغراق الفترة الانتقالية بالمهام الحزبية المثيرة للجدل والصراعات، بحيث لا يكفي عامان، بعد الثلاثة ونصف المنقضية، لإكمالها !
▪️ الذي يؤمن حقاً بأن الانتخابات يمكن أن تمزق البلاد بسبب حالة “التوتر” يجب عليه أن يقدِّم خطة يرى بأنها ستعالج هذه الحالة بنهاية الفترة الانتقالية لتجري الانتخابات في أجواء هادئة، لا أن يخطط لإزالة التوتر عبر السحق الكامل لمنافسيه !
▪️ إذا صح أن التوتر قد بلغ المعدل الذي يجعل النتيجة الحتمية للانتخابات هي تقسيم البلد، فإن أكثر الحلول كارثيةً لهذه “المشكلة” هو حكم الطراف الذي يُعتبَر الصانع الأول للتوترات بصلاحيات فوق انتخابية بلا انتخابات، وسعيه لتهميش الجميع، حتى من يقبلون بالسير في ركابه ويرضون بالتراتبية التي يتمسك بها !
▪️كانوا يشتكون من أن العسكريين، وبعض المدنيين، “يخوِّفونهم” بالانتخابات، وتناسوا أنه لا يمكن أن يُخوَّف بالانتخابات إلا الصغار، لكنهم لصغر أوزانهم حاولوا ترحيل الخوف إلى الشعب ليخاف – معهم – من النتائج “الكارثية” للانتخابات الحرة النزيهة !
▪️هشاشة هذه الفزاعة تتضح في عدم تحديد الأستاذ جعفر للأطراف التي يعتقد أنها إذا خسرت الانتخابات سوف تقسِّم البلد، فإن كان يقصد بها الجهات المعارضة لقحت المركزي، فهي أحرى بالتمرد في ظل حكمها المتجبر بلا انتخابات منها في ظل حكمها وهي منتخبة !
▪️ انفراد قحت – المركزي بالقول إن البلاد لن تكون مهيأة لانتخابات في حين قريب، هو واحد من أقوى الأسباب التي يجب أن تمنع انفرادها بالسلطة لا العكس، إذ أن اجتماع الانفرادين يعني التجسيد الأقصى للأنانية الصانعة للتوترات من كل صنف ولون !
▪️ الطبيعي أن يُلزَم من يعترض من الأحزاب على الآلية التي تعطي كل ذي وزن وزنه بقبول بالبديل الذي تتكافأ فيه الأوزان، أو تقترب من التكافؤ، خاصةً إذا كان حزباً صغيراً، أولاً لأن تعطيل الآلية هو ذنبه ولا ينبغي أن يُكافأ عليه، وثانياً لأنه سيخرج من تكافؤ الأوزان رابحاً !
كل هذا يؤكد أن خوفهم الحقيقي من نتائج الانتخابات التي تحدد الأوزان، لا نتائجها التي تقسم الأوطان !
إبراهيم عثمان