رأي ومقالات

صدق البرهان : التسوية ليست ثنائية


( مافي تسوية ثنائية، صحيح في ورقة قُدِّمت، نحن عملنا عليها ملاحظاتنا نحن حقة الجيش البتحفظ للجيش كرامته ووحدته واستقلاليته … إذا قلنا كل الرؤى نجيبا ونختها ما حنتفق، عشان كده في رؤية واحدة نقعد فيها نشرحها، نصلحها إذا فيها عوجة، نعدلها إذا فيها حاجة ما مظبوطة، لكن كوننا نتمنع ونقول نحن ما بنمشي، نحن جاتنا ورقة وعدلناها، القوى السياسية السياسية تجي تقعد فيها الآن وتعدلها ) – الفريق أول عبد الفتاح البرهان
كان هذا الحديث قبل شهرين تقريباً، وعلى ما فيه من علل واضحة إلا أن الواقع الحالي أسوأ منه، والحال الآن كالتالي :

▪️المكون العسكري التزم ببيان ٤ يوليو ( الانسحاب من التفاوض ) لكن بطريقة تعظم مصالح قحت المركزي :
– انسحب من التفاوض الجماعي في السلام روتانا، وأبعد القوى المشاركة فيه من عملية التسوية .
– والتزم بروح بيان ٤ يوليو، حيث لم يفاوض قحت المركزي تفاوضاً حقيقياً، وأجاز رؤيتها بسقوفها العليا ( ما عدا ما يخص الجيش ) .

– أي لم يدع القوى السياسية تتفاوض فيما بينها، ولم يقم هو بمفاوضة قحت المركزي بالمعنى الحقيقي للتفاوض .

– والآن القوى السياسية الأخرى ( عدا حركتي جبريل ومناوي ) ممنوعة من التفاوض مع قحت المركزي بخصوص الإطاري فهو غير قابل للفتح، بل ممنوعة حتى من تأييده كما هو والالتحاق به .

▪️ إذن صدق البرهان لا توجد تسوية ثنائية، بل تسوية أحادية أقرت رؤية طرف واحد بسقوفها العليا، ولم يعدل فيها المكون العسكري إلا ما أعلن أنه يعنيه، ولم يُسمَح للقوى السياسية الأخرى بتعديل فقرة واحدة منها .

▪️ هذا التوصيف بالأحادية يفترض تطابق رؤيتي فولكر – كممثل للوسطاء – وقحت المركزي، ولن يكون تعبيراً دقيقاً إذا قلنا إنها تسوية ثنائية بينهما، فالتماهي تام، والطرفان لم يحتاجا إلى تفاوض، والأمر بينهما كما جاء في شهادة شهيرة هو أمر مسيِّر ومسيَّر .

▪️ ستتحول التسوية إلى ثنائية إذا نجحت وساطة المكون العسكري وحدث تفاوض حقيقي بين قحت المركزي والكتلة الديمقراطية، وأُدخِلت تعديلات جوهرية على رؤية قحت وسقوفها العليا التي حملها الاتفاق الإطاري ..

إبراهيم عثمان