اسحق احمد فضل الله

اسحق احمد فضل الله يكتب: والجراحة الآن هي

دكتور عاطف… ابن أخت الشهيد عاطف… والذى يعرف أمريكا كما يعرف ظهر يده…
ما نعرفه نحن هو ان الوفد الامريكى الذى يجتمع منفرداً بالبرهان يبلغه بضرورة ان يقوم بشىء محدد… ثم ضرورة ان يقوم بعكسه تماماً.
والوفد الامريكى الذى يقرأ مؤتمر القاهرة يجد ان ما تطلبه المنظمات فى امريكا… والذى هو ان تنفرد قحت بالحكم… مستحيل.
والوفد الذى يقرأ هذا والذى يسمع من سفير امريكا ان قحت لا وزن لها الوفد هذا يقول للبرهان
:: ان قحت تعجز عن اقامة سلطة
وان الشعب يرفض قحت.
وان الاصرار عليها يصنع الضربة التى يمكن ان تطيح بقحت…. وبالبرهان…. وبمخطط امريكا فى السودان وفى المنطقة..
وان الاسلاميين الذين (يطولون روحهم الآن) يمكن ان يطيحوا بكل شىء فى يومين.
قالوا
ولا الجيش يسمح .. ولا… ولا
………
الوفود/ امريكا واوروبا/ قالت هذا…
ومدهش ان البرهان قال للوفود هذا…
والقول هذا الذى يناقضه الفعل ما يقدم تفسيراً له هو ان
:: البرهان وقحت كلاهما لا بد له من ان يحكم… مهما حدث..
ومن يقول هذا هو سلسلة ومعنى الاحداث
فما يجرى هو….
قحت منذ البداية تأتى بدعوى اصلاح الاقتصاد
والاقتصاد يهوى الى القاع لكن قحت تبقى لان قحت لا بد لها من ان تحكم.
والبرهان يأتى بانقلابه لاصلاح الخراب.
واصلاح البرهان يفشل.
لكن البرهان يبقى لأن البرهان وقحت كلاهما لا بد له من يحكم.
والبرهان يأتى بالحديث عن المبادرات للاصلاح.
والبرهان يشعر بأن المبادرات سوف تنجح، والبرهان يوقف المبادرات لأن البرهان لا بد له ان يحكم.
بعدها البرهان يأتى بالوثيقة الاولى التى تشمل قحت والجيش
والجيش يشترط.. والبرهان يتخطى الوثيقة تلك.. لأن البرهان لا بد له من ان يحكم.
والبرهان يأتى بالاطارى….
والاطارى يفشل… والبرهان يبقى لأن البرهان لا بد له من ان يحكم.
والبرهان وقحت كلاهما يأتى باقتراح القاهرة.
ومؤتمر القاهرة/ بشهادة اوروبا وامريكا/ يفشل.
والبرهان يبقى لأن البرهان لا بد له من ان يحكم.
والحديث عن الانتخابات.. والحديث والطبول التى تصحب كل خطوة من الخطوات هذه… طبول ما يراد منها هو ان يتعلق الناس بخيط العنكبوت… وباى امل…
فالتعلق بالامل يمنع الثورة..
وايام الانتظار تبقي البرهان حاكماً… والبرهان لا بد له من ان يحكم..
والآن… وبعد فشل مؤتمر القاهرة ابتكار جديد سوف يطل على الناس حتماً…
ولا احد يدرى ما هو… لكنه يربض
ولعل حكومة من ورق تطل … حكومة قوتها هى قوة الورق.
وامل فى الانتخابات يطل
امل له قوة خيط العنكبوت…
كل هذا هروباً من اليأس…
اليأس الذى يجعل المواطن يضرب…
لكن..
……..
الخداع ينجح فى قيادة اى شىء…. عدا البطن الجائعة.
والآن الجوع يتخطى الجوع الى ما يشبه الجنون.
والجنيه يتخطى الهزال الى الموت.
والعجز عن دفع المرتبات هو آخر ما تصل اليه الدولة وهى تشهق لتموت.
والآن الدولة ان هى ظلت تمتنع عن دفع المرتبات (لانه لا مال عندها) سقطت… وتوقف الحياة فى الخدمة والسوق هو الموت.
والدولة ان هى اتجهت لطباعة العملة مات الجنيه تماماً.. فالموت هو أن تعجز العملة عن جلب أية خدمة.
عندها… الدولة تموت…
والآن البرهان سوف يبقى.
وقحت سوف تبقى.
لأن الخيار هو خيار بين أن يحكم البرهان وبين أن يحيا السودان…
والخيار محسوم ــ فعلاً وليس قولاً…
الخيار هو أن يحكم البرهان وقحت.

صحيفة الانتباهة