أبرز العناوينرأي ومقالات

دلع حميدتي


قوات هيئة العمليات، وهي قوات نظامية مؤهلة ومدربة وليست مليشيا، تم حلها بجرة قلم. لماذا؟ لأنها ليست تابعة لشخص أو لعائلة.

المشكلة حالياً مع قوات الدعم السريع هي شخص حميدتي وعائلته. لا توجد مؤسسة اسمها الدعم السريع لها موقف سياسي وموقف عسكري وفني حول قضية دمجها في الجيش؛ وإنما هناك موقف شخص اسمه حميدتي وأسرة هي أسرة آل دقلو والتي تتعامل مع الدعم السريع على أنه ملكية خاصة بها.

يدعي البعض بأن قوات الدعم السريع تمثل الهامش، وذلك بالنظر إلى تركيبتها الاجتماعية. ولكن في الواقع فإن الدعم السريع نشأ تحت عباءة الدولة المركزية وظل يقاتل أهل الهامش من الحركات المسلحة الذي كانت ترفع شعارات العدالة والتحرير. الدعم السريع أصلاً وجد كقوة تحارب مع الدولة المركزية ضد حركات الهامش. فمتى تحول حميدتي إلى جيفارا المهمشين؟ في الحقيقة يعمل حميدتي ومن معه لمصلحتهم الخاصة؛ و في إطار هذه المصلحة قد يستفيد بعض ابناء الهامش بشكل عرضي، ولكن ليس هذا هو جوهر إقطاعية الدعم السريع.
إن جوهر إقطاعية آل دقلو هو اللامعقول، وبالتالي من الصعب الحوار والأخذ والرد مع حميدتي بلغة عقلانية موضوعية. كيف يُمكن أن تحاور شخص وصل إلى هذه المرحلة بشكل أبسط ما يقال عنه أنه ضد كل قواعد المنطق. يحمل رتبة فريق بدون كلية حربية، ونائب رئيس مجلس السيادة دون أن يكون هناك نص دستوري على منصب النائب من الأساس!، يدين الانقلاب الذي شارك فيه ويستمر مع ذلك في منصبه، يطالب الآخرين بتسليم السلطة والخروج من السياسة وهو غارق في السلطة والسياسة حتى أذنيه، يملك أموال يسلف منها وزارة المالية ثم يقول الحساب بجمع دون أن يسأله أحد، ويملك علاقات خارجية وتحالفات سياسية في الداخل ولا يخضع إلا لطموحه الشخصي.

ولذلك، فمن الطبيعي أن يطالب بمدة زمنية عشرين سنة لكي يدمج قواته في الجيش! ويشترط إصلاح الجيش قبل ذلك. في حين أن قضية الإصلاح أساساً تدور حول وضعيته الشاذة هو بالذات. الأمر هنا لا يتعلق بإصلاح متبادل وندي بين مؤسسة دولة وقوات شبه نظامية تقودها عائلة، وإنما حول تصحيح وضعية الدعم السريع التي هي عبارة عن خطأ. و لكن حميدتي يتعامل بنوع من الدلع مع الدولة وكأنه طفل مدلل. فهو جزء من نظام البشير واداة من أدواته، ولكنه فوق المحاسبة، وهو جزء من سلطة” كورنثيا”

واعترف بنفسه بالفشل أكثر من مرة، ولكنه غير محاسب! ثم هو جزء من قرارات اكتوبر ولكنه بكل براءة الأطفال يتنصل منها ويصفها بالانقلاب ويعلن ندمه ثم يواصل عادي!

حقيقة دلع حميدتي وعائلة آل دقلو هو جوهر المشكلة، هي عائلة تريد أن تضع رأسها برأس دولة بكاملها بجيشها وشعبها ومؤسساتها المختلفة.
الحل يكمن في إنهاء حالة الدلع المجاني هذه.

حليم عباس
حليم عباس